الجمعة، 27 مارس 2015

تكريت تذل داعش وتفضح امريكا

على الرغم من اشتعال عدة مناطق في عالمنا الإسلامي في هذه الأيام  إلا ان قضية مواجهة داعش في العراق ما زالت تتصدر وسائل الاعلام جنباً الى جنب مع الاحداث المؤسفة التي يتعرض لها الشعب اليمني العزيز ، فعمليات تكريت قد عادت الى الواجهة من جديد بعد توقف ميداني لما يقارب الاسبوع .

فتكريت كمدينة تحمل عدة ابعاد ، فهي منطقة بعثية بامتياز وقد ولد بها الطاغية المقبور صدام حسين ، واصبحت قاعدة ومركز اساسي لجماعة داعش الارهابية ، ولأهميتها عند داعش عملت هذه الجماعة على تحصينها و تأمينها لتعرقل تقدم المقاومة  وقوات الحشد الشعبي ، حيث اصبحت مدينة "مفخخة" بالاضافة الى المواطنين التي منعتهم من الخروج من المنطقة  لكي تستغلهم كحماية لها وتجعلهم دروع بشرية.

وبعد فترة من العمل الميداني والتخطيط من قبل حركات المقاومة وقياداتها بالاضافة الى الجيش والحشد الشعبي، فقد تقدموا وفككوا المفخخات و أمنوا المدنيين و بدأت ساعة الصفر واشتدت ضربات الحشد ضد داعش ، و بعد محاصرتهم لمدة من الزمن في عملية استنزفت قواهم ،  تم مساء امس الخميس اقتحام  المدينة من ٣ محاور وبدأت العملية بقسمها الثاني .

 وبعد ان اقترب الحسم بتحرير تكريت من داعش والبعث على ايدي الشعب العراقي البطل ابى التحالف الأمريكي المزعوم الا ان يفسد هذا الانتصار الوطني ويمكن القول ان امريكا تدخلت في تكريت مباشرة لعدة اسباب منها: 
الأمر الاول : ايقاف انتصارات الحشد الشعبي لان ذلك سيعطيهم دفعة معنوية للقضاء على داعش واخراجها من العراق وامريكا لا تريد ذلك 
 الامر الثاني: انقاذ قيادات داعش والبعث المحاصرين في المدينة وذلك عبر غطاء القصف الجوي المزعوم 
الأمر الثالث: مشاركة الحشد الشعبي في انتصاراتهم بعد ان تكون هي من حددت افق وسقف خسائر داعش 

فلهذه الامور قام طيران "التحالف المزعوم ضد داعش" بجولات جوية ضرب من خلالها قواعد داعش "حسب زعمهم"  لتقول امريكا انها هي من حققت النصر ، لكن سرعان ما اكنشف امرهم ، فقد اشارت التقارير الميدانية العراقية ان قوات التحالف قامت بقصف قطعات للقوات الامنية العراقية مما خلف ٦ شهداء و ٣ جرحى ، وهذا الامر ليس بمستغرب لأنها ليست المرة الأولى وشحنات الاسلحة والمواد التي اسقطتها امريكا لداعش مراراً وتكرارا ليست عنا ببعيد ولم ننساها بعد ،  وهذا ما كانت تحذر منه حركات المقاومة في العراق ككتائب حزب الله و عصائب اهل الحق وغيرهم .


فهنا يجب ان تعي الحكومة العراقية و لا تنخدع بهذا التحالف المشؤوم  وان لا تثق بأمريكا ابداً ، وأن تعتمد على أبنائها في الحشد الشعبي وحركات المقاومة و تقدم لهم كافة الدعم  والامكانيات اللوجستية اللازمة وهي بذلك تقف بوجه امريكا ،التي  لم تفي بوعودها السابقة بتزود العراق باسلحته التي دفع حقها بغية منها بان يكون العراق ضعيفا ولكن حينما بادرت الحكومة بتوفير ما يلزمه لم تجد امريكا بد الا بأن تأتي ببعض مستشاريها العسكريون وتشارك بالضربات الجوية فعلى الحكومة الاستمرار بذلك .

كما ان على الحكومة وبهذا الوقت بالذات ان تستفيد من التلاحم بين مكونات الشعب بسنته وشيعته الذين وقفوا كالبنيان المرصوص لمواجهة الفكر الداعشي الذي عاث فساداً في العراق وان لا تفرط بهذه الفرصة ، خصوصا بعد قيام العلماء السنة بوقفات تأييدية للحشد الشعبي واقامة المهرجانات المؤيدة كالتي قام بها فضيلة الشيخ خالد الملا الذي يعتبر من رموز اخواننا السنة في العراق .

اذاً نترقب التحولات الايجابية بالميدان العراقي بقيادة شعبه البطل وهذا بلا شك يضيف انجازا جديدا للمحور المناهض لامريكا وبالوقت ذاته يزيد من خسائرها بالمنطقة .


عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 6 جمادى الثاني ١٤٣٦
الموافق 27 مارس 2015



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق