الجمعة، 24 أبريل 2015

دور المواطن المفقود

منذ فترة من الزمن ونحن نعيش كما اغلب ابناء الشعب الكويتي بين "معارضة اقصائية" ترمي التهم ضد كل من لا يسير وفق هواها ولا يهمها الا نفسها ، وبين حكومة "لا يرجى منها خير ومجلس أمة رغم كم الانجازات التي انجزها الا انه مغيب ومنصهر بالحكومة الا القليل من النواب الذين يدفعون للسير بالانجاه الصحيح .

نعيش بهذا الوضع ونتحسر لما وصلنا اليه من وضع مأساوي وتخبط واضح و تراجع مستمر في كل الميادين الديمقراطية و العمرانية والخدماتية ... الخ ،  بعد ان كنا مثالاً يحتذى به (بين دول الخليج بل والدول العربية ) بالديمقراطية والتطور وكنا مضرباً للمثل  .

فعلى  المستوى التعليمي نرى كيف ان مناهجنا العلمية اقصائية و متخلفه و مخرجاتنا العلمية ليست بالمستوى المطلوب ، وفي المستوى الطبي فمستشفياتنا (حدث ولا حرج) من سوء ادارة وتردي الخدمات وكثرة المباني المتهالكة واما على المستوى الرياضي فلا انديتنا بمستوى طموح الشباب ولا اتحادنا قادر على قيادة المنتخب لتحقيق الانجازات .

ولونظرنا الى قضية الاسكان و الانتظار الطويل للحصول على منزل حكومي ليرتاح المواطن من اعباء الايجارات المرتفعة بجنون ( لان المواطن البسيط لا يمكن ان يشتري بيت لغلاء الاسعار) ، ولو اردنا ان ننظر لأي قضية او وزارة فسنرى انفسنا نغرق في وحول الفشل والتخلف والانحدار ، كل هذا بجعلنا نفكر لماذا وصلنا لهذا المستوى والى اين سنصل .

وهناك عدة اسباب اوصلتنا لهذا الوضع ، منها عدم اهتمام الحكومة بالمواطن والفساد المستشري في وزاراتها واقصاء كل مميز وناجح من المناصب العليا ، وبسبب وجود تجار الجشع الذين نهبوا الكويت بحجة الاستثمار ، واخيراً وهو الاهم اغفال المواطن عن دورة في مراقبة ومحاسبة الجهات المعنية واهتمامه بتوافه الامور .

فهنا ولمواجهة كل هذا الكم من التخبط والتراجع يجب على الشعب ان ينهض لتصحيح المسار بطريقة حضارية ، لا كما تدعو له ( معارضة الخيبة) بل بالنهوض برؤية جديدة تساهم في تطوير البلد وعودتها كسابق عهدها ، وعليه ان يمارس دورة بالضغط على الحكومة والمجلس كي يحققوا طموحه ويصححوا ما افسده الزمن من خلال خطة واضحة و رؤية شاملة تساهم في رفع الكويت من هذا المستنقع ، وان يعي كل مواطن ان الحلول بيده رغم صعوبة الوضع والخيارات .

فلو ان كل مواطن قام بدورة وفق القانون و الدستور وحمل هم بلدة لما وصلنا لهذا المستوى ولتطورنا عما كنا عليه سابقاً فلا ننسى انه (كما تكونوا يولى عليكم ) .


عبدالوهاب جابر جمال
@abdulwahab_j_j

الجمعة 5 رجب 1436
الموافق 24 ابريل 2015 


الجمعة، 17 أبريل 2015

الأسطورة سمير سعيد

من النادر أن نجد شخصية تجتمع عليها كل فئات الشعب بمختلف اعمارهم و توجهاتهم و أجناسهم ،  شخصية أثرت على الجميع في حياتها وافجعتهم بنبأ وفاتها وعملت في جميع الجوانب التي تخدم الدين والوطن ، الا أن شخصية كشخصية سمير سعيد قد حطمت هذه القواعد وجمعت القلوب والعقول وكانت حقاً تستحق لقب " حارس وطن " .
 
الأسطورة سمير سعيد الذي عرف بالحارس الأمين لمرمى منتخب الكويت الوطني والنادي العربي الرياضي ارتبط اسمه بهما فكلما ذكر المنتخب او النادي العربي لا بد وان يخطر ببالنا اسمه لما كان يحمل من تفاني لرفعتهم ، وارتبط اسمه ايضاً ب ( حارس المرمى ) فعندما كنا صغاراً ( نحن وغيرنا ) واردنا ان نلعب كرة القدم كنا نتسابق لنكون حراساً للمرمى ونكون كالبطل سمير سعيد  .

وقد عرف عنه ايضاً بانه التاجر نظيف اليد وذو المساعدات الكبيرة والذي لم يلتجئ له شخص وعاد منه خائباً ، بالإضافة الى علاقاته الإجتماعية المتميزة و التي انتشرت بمختلف مناطق الكويت وخارجها ، وعرف عنه ايضاً كفالته للأيتام ومساعدته الكبيرة للفقراء واهتمامه باخوانه (  البدون ) الذين كان يحمل همهم ، كل هذا و أكثر كان يقوم به شخصياً اثناء حياته المليئة بالعطاءات ولم يعرف من اعماله الخيرية شيئاً الا بعد رحيله .

وفي تاريخ ١٥ ابريل ٢٠١٢ فجع الجميع بنبأ وفاته بعد دهسه بسيارة في منطقة الشاليهات حيث كان يمارس هواية المشي (كما ذكر) ، فتداع الشعب بمختلف طوائفه للمستشفى ليطمئن على الحارس الأمين الا ان مشيئة الله كانت ان يفارقنا ، فحزن عليه الجميع .

والان ونحن نعيش ذكرى رحيله ونتذكر كيف جمعت محبته  السنة والشيعة والحضر والبدو وكل فئات الشعب نتحسر لحالنا لما نراه من فتن تستشري بيننا ، فيخرج لنا كل يوم من يبث سمومه لتفرقتنا والاغلب للاسف ينجرون  لها ، فننتقل يومياً من فتنه سياسية الى فته طائفية الى فتنه قبلية و عنصرية وهكذا .

 فاليوم نحن لا نفتقد سمير سعيد حارس المرمى فحسب بل نفتقد سمير سعيد حارس الشعب والوطن من الفتن والذي سخر حياته لوحدته وتماسكه فكان رمزاً للمحبة والعطاء والتفاني لخدمة الدين والوطن .



عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 27 جمادى الثاني 1436
الموافق 17 ابريل 2015


الجمعة، 10 أبريل 2015

سلاماً باقر الصدر

كما أن لكل أمة الحق بأن تفخر برجالها ورموزها ، فلنا الحق كأمة إسلامية ان نفتخر برموزنا ونوابغنا وعلى رأسهم ، نابغة عصره ، رجل الفكر والجهاد ، رجل التضحية والفداء سماحة اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ، والذي نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاده  على يد طاغية العصر ودكتاتور العراق صدام حسين هو واخته المجاهدة بنت الهدى  بتاريخ  9 إبريل 1980 م .

فقد كان الشهيد رضوان الله تعالى عليه شخصية استثنائية مزجت بين التحصيل العلمي والفكري وبين الجهاد السياسي الذي استمر لسنوات ضد نظام البعث الذي عاث فساداً في العراق فكان الجندي المخلص المدافع عن الإسلام ومبادئه في جميع الساحات.

ففي جانب العلم والفكر ، يمكن لأي باحث و في اي مجال الاطلاع على مؤلفاته ليعرف مكانته العلمية التي برز بها منذ نعومة أظفاره ، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر عدد من مؤلفاته:
- فلسفتنا: وهو دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري القائم بين مختلف التيارات الفلسفية، وخاصة الفلسفة الإسلامية والمادية و الماركسية.
ـ اقتصادنا: وهو دراسة موضوعية مقارنة، تتناول بالنقد والبحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية والإسلام، في أسسها الفكرية وتفاصيلها.
ـ المدرسة الإسلامية: وهي محاولة لتقديم الفكر الإسلامي في مستوى مدرسي ضمن حلقات متسلسلة صدر منها:
أ ـ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية.
ب ـ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟
ـ البنك اللاربوي في الإسلام: وهذا الكتاب أطروحة للتعويض عن الربا، ودراسة لنشاطات البنوك على ضوء الفقه الإسلامي.
 ـ منابع القدرة في الدولة الإسلامية.
ـ الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.
- فدك في التاريخ . 

أما في الجانب السياسي ، الذي برز به كمناضل ومجاهد ضد نظام البعث خدمةً لدينه ووطنة ، فقد انتبه مبكراً لمكر الطاغية صدام فسخر قوته لمواجهته ، فمر بعدة مراحل اهمها حث الشعب للقيام والثورة والمطالبة بالحقوق.

فشكل المجاميع ونظمها الى ان اعلن عن تشكيل حزب الدعوة الإسلامي الذي قاده بنفسه (في بداية الأمر) ، و تصدى رضوان الله عليه إلى الإفتاء بحرمة الانتماء لحزب البعث، (حتى لو كان الانتماء صورياً)، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد، في الوقت الذي كان حزب البعث في أوج قوته ، كما انه كان من أوائل الناس الذين اعلنوا دعمهم لنظام الجمهورية الاسلامية الذي اعلنه الامام الخميني (رض) بعد انتصار الثورة في ايران وكان هذا الامر على عكس موقف النظام ولذلك مورست الضغوط عليه اكثر . 

فقد واجه  كل ما واجه من أجل مواقفه المبدئية من اعتقال وتعذيب ، واقامة جبرية وتشويه لسمعته وبث الجواسيس عليه الى ان صدر امر اعدامه هو واخته العلوية المجاهدة بنت الهدى في يوم واحد .

واليوم ، يستذكر العالم بأسره  هذه الذكرى الأليمة ، وأبناء الشهيد الصدر الغيارى شيباً وشباناً في جبهات القتال لمواجهة تنظيم داعش الارهابي الذي يريد اقامة دولته الباطلة على جزء من اراضيهم ، فتوحدوا بكل اطيافهم وتوجهاتهم السياسية وشكلوا قوة مقاومة  تلبية لنداء المرجعية الدينية الرشيدة ، و التي كان مراراً وتكراراً يدعوا الشهيد الراحل للإلتفاف حولها وطاعتها لأنها الأمانة والخلاص من كل المؤامرات والفتن .

فسلام على الشهيد الصدر ،،،
وعلى اخته الشهيدة (امنه)  بنت الهدى ،،،
الذين سقطا على يد الطاغية صدام ،،،
 
وسلام على ابناء الشهيد المجاهدين الأبرار الذين لبوا نداء المرجعية الرشيدة و مازالوا في الجبهات حماية للدين والوطن من خوارج العصر داعش ومن لف لفهم ،،، 


عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 20 جمادى الثاني 1436
الموافق 10 ابريل 2015


الجمعة، 3 أبريل 2015

إيران دولة عظمى

بعد سنوات من العقوبات الدولية و الحظر الاقتصادي و التهديد والوعيد ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية بسبب مواقفها المبدئية في برنامجها النووي الذي قالت عنه مراراً وتكراراً انه برنامج سلمي ولا تنوي توظيفة عسكرياً لأن الشرع يحرم عليها ذلك قبل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تتعهد بها .

وبعد سنوات من الشد والجذب انطلقت المفاوضات بشكل جدي بين ايران من جهة ودول ال  ٥ + ١  ( امريكا، فرنسا، بريطانيا، روسيا ، الصين بالإضافة إلى ألمانيا ) من جهة أخرى ، خصوصاً بعد تولي الرئيس الشيخ حسن روحاني الذي اعتبره الغرب وأمريكا بانه رئيس منفتح و دبلوماسي .

وبعد اشهر من المفاوضات اتفق المتحاورون على بنود اتفاق تاريخي ، بارادة وعزيمة صلبة ، وهذا بحد ذاته (دون الدخول بتفاصيل الاتفاق) يعتبر رمز قوة لإيران التي وقفت لوحدها أمام ٦ دول "عظمى" واستطاعت ان تفرض نفسها كقوة تقف موقف الند للند امامهم  .

وكما يعتبر هذا الإتفاق و بهذه الحالة نصراً دبلوماسياً لإيران التي فرضت شروطها بقوة وأجبرت الطرف الاخر للاستجابه لها والتوقيع عليها ، ومن هذه الشروط رفع الحظر الاقتصادي عليها بشكل تام بمرحلة واحدة من قبل الدول الغربية ومجلس الامن والتي كانت تسعى تلك الدول لرفعه تدريجياً ،  والاعتراف بها كدولة نووية عظمى يحق لها ممارسة نشاطاتها النووية السلمية بكل حرية .

وكما يلزم الاتفاق ايران على ان لا تقوم بصناعة اي سلاح نووي وتقلل درجة نسبة التخصيب لمستوى احتياجاتها فقط ، وتحويل محطة فوردو الى محطة للبحوث والدراسات النووية ، وهذين الشرطين لن يضرا ايران بتاتاً بل سيجعلانها تشغل بقية محطاتها بكل اريحية ولن يؤثر على برنامجها النووي الخدماتي قط .

فالعالم الان بات بانتظار تاريخ ٣٠ يونيو الذي اعلن انه سيكون اخر مهلة لكتابة و صياغة هذا الاتفاق ، الذي تم الاعلان عنه رسمياً امس الخميس ، وتأمل ايران الا يتم عرقلتة من قبل بقية الدول بحجة الضغط على ايران للتنازل ولو قليلاً عن شروطها  .

وبالتوقيع على هذا الاتفاق ، تم قبول ايران كلاعب نووي واقتصادي و سياسي و دبلوماسي ليس على المنطقة فحسب بل على المستوى الدولي ايضاً ، كما انه يعد انتصاراً جديداً لها ولمحور المقاومة التي تنتمي له وفشلاً اخر يدرج للمحور الامريكي الذي بات يخسر اوراقة يوماً يعد آخر .


عبدالوهاب جابر جمال
@Abdulwahab_j_j
الجمعة ١٣ جمادى الثاني ١٤٣٦
الموافق ٣ ابريل ٢٠١٥