الجمعة، 12 أكتوبر 2018

قهر الطاقات

قهر الطاقات

منذ سنوات أستمع أنا والكثيرين وعبر وسائل التواصل الإجتماعي عن أخبار الإنجازات العلمية والعملية الكبيرة لإخواننا الكويتيين البدون في الخارج بعد إجبارهم على الهجرة والعمل في بعض البلدان الأوربية رغبةً منهم بالعيش الكريم ، بعد التضييق الممنهج الذي وجدوه في بلدهم الكويت البلد الذي ولدوا وترعرعوا فيه ، وآخرها خبر حصول أحدهم على شهادة زمالة من كلية الجراحين البريطانية .

فهذه الأخبار المتكرره عن الإنجازات للبدون ترسخ لدى الشعب الكويتي بأن الصورة السوداوية التي تحاول الحكومة عبر الجهاز المركزي رسمها لنا ليست صحيحة وغير منطقية ، فلو فسح المجال للبدون لوجدناهم في الصفوف الأولى للمبدعين والمتفوقين .

ونتيجة لهذا الأخبار دعونا نتساءل هل إن إقصاء هذه الطاقات وتهميشها أمر جديد ؟! بكل تأكيد أقولها لا ليس بجديد ، فسياسة الإقصاء أو (التطفيش) للطاقات المختلفة ليست بجديدة علينا خاصة وإن من يتفنن بإبعاد أو تجاهل الطاقات الكويتية ومنذ سنوات بالإضافة الى عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ليس مستغرباً منه أن يقوم بإبعاد وتطفيش الطاقات المختلفة من إخواننا البدون ومحاربتها .

وهذا الأمر بات واضح لدى كل متابع منصف انه ليس أمراً عابراً ومحض صدفة بل هو أمر مدروس ومدبر من قبل الحكومات المتعاقبة لغايات عدة سأترك شرحها لمقالات لاحقة .

وهنا سأذكر عدد من الإيجابيات التي ستتحقق للبلد لو تم توظيف هذه الطاقات ببلدنا ووضعها في مكانها الصحيح وفسح المجال لها للتعلم والخوض في مجال العمل في شتى قطاعات الدولة بدل تهميشها والتضييق عليها و جلب الكثير من العمالة من الخارج :

  • سيخلق الحياة الكريمة لإخواننا البدون ويتم انتشالهم من وضعهم المعيشي الصعب الذي يعيشونه حالياً نتيجة للوضع المالي
  • سينتعش الإقتصاد المحلي خصوصاً وان رواتب الكويتيين البدون سيتم صرفها لشراء حاجياتهم داخل البلد بدل تحويلها للخارج .
  • سيساهم في تنمية وتطور قطاعات الدولة من خلال الإستفاده من أفكارهم وطاقاتهم وعقولهم في الكثير من المجالات بدل إهمالها وتجاهلها .
  • سيخفف من عبئ جلب (بعض) الوافدين على الدولة ودفع المبالغ الطائلة لدولهم وفق تعاقدات سنوية .
  • سيخفف من الإختناقات المرورية بعد الإستغناء عن بعض الوافدين وعوائلهم نتيجة لعدم الحاجة لهم بسوق العمل .
ً
وهناك العديد من الإيجابيات الأخرى التي ستساهم بخدمة الفرد والمجتمع ككل ، ولذلك لا بد لنا كشعب من وقفه جادة لدعم هذه الطاقات بدل جلب أشخاص دون المستوى المطلوب من بلدان هنا أو هناك دون أي فائده مرجوة .

هتاناً أقول :
ان قهر  الطاقات وإستبعادها ليست المعاناة الوحيدة التي يعاني منها إخواننا في الدين والوطن من أبناء البدون فهناك الكثير من المعاناة الأخرى التي يعان منها في بلد الإنسانية فبحجة إنهاء قضيتهم يتم الضغط عليهم إنسانية وإجتماعياً ونفسياً ، وهنا يقع الدور علينا نحن كمواطنين لنصرتهم والوقوف معهم بشتى المجالات فإن الله عز وجل سيحاسبنا جميعاً لتقصيرنا وعدم نصرتنا لهم .




عبدالوهاب جابر جمال