الأحد، 29 مايو 2016

الحشد الشعبي يكشف الطائفيين

مع اجتياح داعش للعراق ، وبفتوى مباركة من المرجع الديني في النجف الأشرف السيد علي السيستاني (صاحب المقولة الخالدة السنة انفسنا) تطوع مئات الآلاف من ابناء العراق لمقاومة هذا الاجتياح البربري المسنود من اجهزة استخبارات دولية .

مع تطوع هذا العدد الهائل اعلنت الحكومة العراقية عن تبنيها لهذا الحشد ، باقامة معسكرات تدريب ودفع مخصصات مالية للمتطوعين الذين تركوا أعمالهم للدفاع عن بلادهم واعراض نساءهم ، وبهذا التبني اصبح الحشد الشعبي حشداً رسمياً لا كما يصفه البعض بأنه ميليشيات خارجه عن القانون .

كما ان هناك بعض الجهات “المشبوهة” تتهم الحشد الشعبي بانه حشد “طائفي” الا ان الواقع يكذب هذا الادعاء فعدد الاخوة السنة المتطوعين بالحشد قد تجاوز العشرة الاف متطوع حسب الاحصائيات المعلنة، بالاضافة الى آلاف اخرين من مختلف الأديان والقوميات المتواجدة في العراق كالمسيحيين والتركمان والأكراد .

وعلى الرغم من انضمام كل هذه الفئات للحشد الشعبي الا ان البعض مصر على وصفه بالحشد الطائفي فقط لأن أول من افتى لتشكيله هو السيد السيستاني ، الذي قال بحقه رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا : ان السيد السيستاني ليس مرجعاً للشيعة فقط السيستاني أب لكل العراقيين ، لكن مرض بعض شيوخ الفتنة في الخليج يمنعهم من تقبل ذلك .

بهذا يكشف الشيخ الملا و الحشد وجوه “الطائفيين” بالأمة ككل ، فهؤلاء الفتنويين (الذين يعشقون داعش سراً) لا يستطيعون اعلان موقفهم وتأييدهم لداعش المجرمه صراحة ، وسبيلهم الوحيد لذلك هو اتهام من يقوم بمواجهته و الطعن به واتهامه بالطائفية (كي ينصروا داعش) ، فهم وبكل صلافة يقومون بحملات لنصرة لأبناء السنه “كما يدعون” فقط بغضاً بالحشد دون مراعات لآلاف المجازر التي قام ويقوم بها داعش ضد اخواننا السنة .

نعم ، هم يهاجمون الحشد لأن من دعا للحشد هو مرجع دين “شيعي” ، ولأن أغلب من تطوع للانخراط به من “الشيعة” ( بطبيعة الحال لأن غالبية اهل العراق من الشيعة) ، والأهم من ذلك لان ايران هي أكبر داعم للحشد بالمال والسلاح ، وهنا مربط الفرس !!

سؤال :
ان كنتم تخافون على ابناء السنة (كما تدعون) يا مشايخ الفتنة لماذا لا تدعمون الحشد الذي يدافع عن اعراض السنة والشيعة بدل محاربتكم له ؟! ، لماذا لا تقومون كما قام يوم امس رئيس ديوان الوقف السني أ.د. الشيخ عبداللطيف الهميم بالذهاب للاطمئنان على ابناء الحشد الذين دخلوا الفلوجة (ذات الأغلبية السنية) لتطهيرها من زمرة داعش الارهابية .

ختاماً من هو الطائفي :
الحشد الشعبي الذي يضع دمه في كفه لنصرة السنه والشيعة والاكراد (وكل مكونات العراق) وحفظ اعراضهم واعادة اراضيهم من ارهاب داعش ، او من يهاجم الحشد الشعبي ويتهمه بالطائفي لان اغلبيته من الشيعة ؟!.

عبدالوهاب جابر جمال


السبت، 21 مايو 2016

حكومة الحلول الترقيعية


عادت في الأيام الماضية الخلافات بين الأقطاب الرياضية الى الواجهة ، بعد تجديد الايقاف الدولي للرياضة الكويتية ، وانقسم الشارع الكويتي حول تحديد من المسؤول وكلاً يرمي كرة فشله على الآخر .  


ومع عودة هذه الأزمة طفت على الواجهة عدة تساؤلات حول الايقاف اشغلت المجالس والدواوين منها (لماذا الايقاف ، ومن المتسبب ، والى متى الايقاف ، وما هو الحل)  ؟!


و السؤال الأهم هو لماذا هذا التخبط الحكومي، والعجز في حل هذه الأزمة ؟! وكما في كل أزمة لا نرى الا ان  الفشل  هو سيد الموقف !.


ألخص الجواب في نقطة واحدة تكمن في حلول الحكومة "الترقيعية" ، والتي دائماً ما تبهرنا بها ، فالحكومة وللأسف تعودت ومنذ سنوات طويلة عند مرورها بأي أزمة أن لا تتحرك الا (بعد ما يطيح الفاس بالراس) فتبدأ بمحاولة معالجتها .


   هذا السلوك الحكومي ينم عن عدم وجود رؤية صحيحة لإدارة البلد، ولا خطة عمل سليمة تمكنها من تفادي الوقوع بالمشاكل والأزمات ، والتنبؤ بها قبل حدوثها ، فلذلك دائماً تكون حلولها "الترقيعية" علاج لمشكلة لا وقاية منها .


وعوداً للأزمة الرياضية ، فلن يكون هناك حل لهذه الأزمة الا بوجود تشخيص سليم للمشكلة ، والعلم بأن المشكله الرياضية هي جزء لا يتجزء من عدة مشاكل اخرى ( كالاسكان ، التعليم ، الرواتب ، والبدون ،،، ) ولن يتم حلها الا برؤيتها كحزمة مشاكل واحدة تواجه البلد ونتجت عن سوء ادارة وتخطيط الحكومات المتعاقبة . 


 فالحل يكمن بوضع رؤية حكومية شاملة لادارة البلد وتحرك جاد لانقاذه وانتشاله من كل أزماته دفعة واحدة ، ووضع خطة تنمية لجميع القطاعات يتم تطبيقها لتنمي البلد لننافس من خلالها اقراننا الذين سبقونا بأشواط بتنمية وادارة بلدانهم .



عبدالوهاب جابر جمال


الأحد، 1 مايو 2016

العراق بين سندان السياسة و مطرقة داعش

هذا هو العراق ، وكأن الأقدار شاءت أن لا يتعافى  وتقوى ارادته ، فعلى الرغم من جراحه التي بدأ بتضميدها (اثر الضربات التي تلقاها من عصابات داعش الارهابية ، وبات يتقدم ببركة رجال المقاومة في الحشد الشعبي ويحرر مناطقه التي استولت عليها داعش) .

فجأة انتقل العراق لأزمة سياسية حادة شعارها المرفوع هو “محاربة الفساد ورفض المحاصصة” ، وبدأ كل تيار “سياسي” او “عائلي” بالعمل وفق أجنداته لكسب اكثر مكاسب له ولحزبه وتياره من خلال آلاف الأنصار .

وفجأة بدء البعض بالعمل لتهييج الشارع كما هو حاصل من قبل  قيادات التيار الصدري وفق ما يرونه من مطالب و استحقاقات يريدون تطبيقها من خلال تحركات ميدانية واعتصامات غير مدروسة .

وبعد شد وجذب وبتصريح “شديد” من زعيم هذا التيار هاج مؤيدوه وانطلقوا إلى داخل المنطقة الخضراء (وهي المنطقة التي  أنشأتها القوات الأمريكية بعد غزوها للعراق عام 2003 في وسط بغداد ، وتعد أكثر المواقع العسكرية تحصيناً وهي مقر الدولة والبرلمان، إلى جانب احتوائها على مقر السفارة الأمريكية ومقرات منظمات ووكالات حكومية وأجنبية لدول أخرى ) .

ولم يكتفي المتظاهرون من دخول المنطقة الخضراء فحسب بل استمروا إلى ان قاموا باقتحام البرلمان واحتلاله ومحاصرة مكاتب الرئاسات بصورة أقل ما توصف بأنها صورة همجية  .

هنا يجب أن تتضح نقطة ، نعم العراق بحاجة الى اصلاحات ومناطقه بحاجة للخدمات الأساسية وغيره وهذا ما كانت تدعوا له المرجعية منذ أشهر طويلة دون وجود أذن صائغة  لها،  لكن هل الاصلاح لا يأتي الا بهذه الصورة التي يدعوا لها “التيار” ؟!

هذا التيار الذي يمتلك عشرات النواب و الوزراء وبعضهم انغمس بالفساد حاله كحال الكثيرين !

نعم يحق لاي تيار سياسي ان يطالب بما يريد وفق القوانين المسموح بها لكن هناك عدة علامات استفهام تدور في اذهان الناس ، من شأنها ان تشوه وتشكك بكل هذه التحركات  ومنها :

١- الا تعي قيادة التيار الصدري أن تحركهم هذا يصب في خانة اضعاف الحكومة ويشغلها عن مواجهة “خطر داعش” ؟!

٢- هل تناسوا أن هناك اولويات يجب ان يسيروا بها للمطالبة بما يريدون خصوصاً وأن تحرير العراق الان مقدم على غيرها ؟!

٣- أين ابناء التيار الصدري منذ سنوات ، لماذا أتى تحركهم بهذا التوقيت بالذات ، بعد ان تمتعوا كغيرهم بفساد سياسييهم ؟!

٤- لماذا تزامن اقتحام المجلس بعد يوم واحد من زيارة نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) المفاجئة للعراق فهل لزيارته ارتباط بما يحصل ؟!؟

٥- أين هذه الآلاف عن جبهات قتال داعش ؟!؟ لماذا لا  يتطوعون للإلتحاق بالحشد الشعبي و الجيش العراقي لمقاتلة داعش ؟!

فللأسف أقول أن العراق بات بين سندان السياسة و مطرقة داعش والخاسر الوحيد هو الشعب فعلى السياسيين بكافة انتماءاتهم العودة لرشدهم و اتباع المرجعية والعمل لمصلحة العراق لا مصلحة تياراتهم وأحزابهم .


عبدالوهاب جابر جمال