الجمعة، 25 ديسمبر 2015

حصاد 2015

ونحن نعيش في اخر اسبوع من سنة 2015 نستذكر المآسي والمحن التي رافقت هذا العام فقد حصد هذا العام احداث مأساوية كثيرة بالكويت والعالم ، بالاضافة الى فقد عدد كبير من الاحبة ، ومن خلال الاسطر القادمه سأعدد جزء من هذه الاحداث .

ففي الشأن العالمي :
هناك عدة احداث حصلت وكانت نتيجتها اغراق العالم بسيلٍ من الدماء سأتطرق لبعضها حسب التسلسل الزمني : 

- 3  يناير: مقتل أكثر من 3000 شخص في مجزرة باجا في نيجيريا من قبل تنظيم بوكو حرام.

- 7  يناير: هجوم مسلح على صحيفة شارلي إبدو في العاصمة الفرنسية باريس، يسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 10 أشخاص.

- 22يناير: الشعب اليمني بقيادة حركة انصار الله (الحوثيين) يتمكنون من السيطرة على القصر الرئاسي اليمني بعد تخلف الرئيس عبد ربه منصور هادي عن تعهداته لهم وانتهاء ولايته .

- 5مارس: تنظيم  داعش  يبدأ بسلسلة تدميره للمواقع الأثرية في العراق و سوريا ومنها مواقع الشرقاط و تدمر و الحضر ومواقع أثرية أخرى.

- 12مارس: تنظيم بوكو حرام في نيجيريا يعلن مبايعته رسيماً لتنظيم داعش.

- 26مارس: قيام تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية يبدأ عملية عسكرية باسم عاصفة الحزم ضد الحوثيين وحلفائهم من الشعب اليمني بعد سيطرتهم على أجزاء كبيرة من اليمن ، بضوء أخضر من الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي .

- 25سبتمبر : حادثة تدافع منى أثناء مناسك الحج  يسفر عن استشهاد واصابة الآلاف

- 30سبتمبر : روسيا تشرع في تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا بعد طلب من الرئيس بشار الأسد.

- 10أكتوبر: مقتل ما لا يقل عن 100 شخص في مدينة أنقرة في تركيا بعد تفجير إنتحاري تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هناك.

- 31أكتوبر: سقوط طائرة روسية في سيناء يسفر عن مقتل 224 مسافر وتنظيم (داعش) يعلن مسؤوليته عن سقوط تلك الطائرة.


- 12نوفمبر : تفجير انتحاري في محلة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية ، يوقع حوالي 41 شهيداً.

- 13نوفمبر : مجموعة هجمات في باريس من قبل تنظيم داعش تسفر عن مقتل حوالي 130 شخص وإصابة 200 شخص.

- 24نوفمبر: إسقاط طائرة سوخوي 24 الروسية من قبل تركيا، وتوتر للعلاقات السياسية بين البلدين بسبب ذلك.

- 12ديسمبر: العراق يسلم مذكرة إحتجاج رسمية لمجلس الأمن الدولي ضد تركيا إحتجاجاً على تواجد القوات التركية في شمال العراق من دون إذن رسمي من الحكومة العراقية ، وقيام تظاهرة حاشدة في العاصمة العراقية بغداد  ضد التدخل التركي

- 12ديسمبر قيام الجيش النيجيري بمجزرة دموية في مدينة زاريا في نيجيريا ، استشهد خلالها اكثر من 300 شخص واعتقال ابرز رجل دين شيعي في نيجيريا

- 19ديسمبر : استشهاد المجاهد سمير القنطار عميد الاسرى المحررين من سجون العدو الصهيوني اثر قصف صهيوني في محل اقامته في سوريا. 


اما الشأن الكويتي فقد كان له ايضاً نصيب من هذا الالم :

- ففي تاريخ : 25 يونيو قام تنظيم داعش بتفجير مسجد الإمام الصادق وأدى التفجير لاستشهاد ما يقارب ال 27 شخص وإصابة 277 شخص آخر .

وبعيداً عن الارهاب و القتل والدمار فقد فقدت الكويت  في عام 2015 عدداً من سياسييها ورجالاتها و معلميها الذين كان لهم دور بارز كلٌ حسب تخصصه وعمله في الساحة ومنهم  :

١- رئيس مجلس الأمة الاسبق جاسم محمد الخرافي
٢- سماحة السيد محمد باقر المهري
٣-  النائب السابق الدكتور ناصر صرخوه
٤-  النائب السابق يوسف المخلد
٦ - المعلم الشاب عبدالعزيز صبيح بوفتين
٥-  النائب نبيل الفضل

حيث كان لفقدهم اثر كبير على الشعب كباراً وصغاراً واخذ خبر موتهم حيزاً من الحديث والالم

 وباختصار :
 يتضح ان ابرز ما حدث في عام 2015 وهو الفتن وسفك الدماء وعدم احترام الانسان وبروز أكبر للحركات التكفيرية  ، بالاضافة الى رحيل الكثير من الاحبة الى جوار الخالق عز وجل .

نسأل الله ان يجعل العام القادم (عام 2016 ) عام خير وبركة و نصر للاسلام على مدعي الاسلام من عصابات الكفير والقتل .


عبدالوهاب جابر جمال
السبت 12 ربيع الأول 1437
الموافق 27 ديسمبر 2015

الجمعة، 11 ديسمبر 2015

التدخل التركي وخرق سيادة الدولة العراقية

قبل عدة أيام وفي ظل المشروع التركي المشبوه للتواجد والتأثير في المنطقة، قامت القوات المسلحة التركية بدخول العراق برفقة ما يقارب الـ ١٢ دبابة وآلية عسكرية وتمركزت في منطقة قضاء الموصل.

هذا التدخل خلّف بعده عاصفة تصريحات واتهامات عراقية رسمية وشعبية [لكن دون اي اجراء عملي يذكر] وقد اعتبر العراق هذا الخرق تعدياً تركياً سافراً على سيادته، وطالبت بغداد أنقرة بالانسحاب فوراً واحترام علاقة حسن الجوار.

فقد حدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مدة ٤٨ ساعة لتسحب تركيا قواتها وإلا فإن كل الخيارات ستكون مفتوحة أمام العراق للرد، بالإضافة إلى قيام مجلس النواب العراقي بالموافقة والتصويت بالإجماع على قرار يدين دخول القوات العسكرية التركي الأراضي العراقية ويخوّل الحكومة الرد على هذا الاختراق.

وعلى الرغم من انتهاء المدة المحددة إلا أن الوضع بقي كما هو حتى الآن، والتعنت التركي وإصراره على البقاء يزداد يوماً بعد يوم، وهنا أصبح الجميع بانتظار الرد بالزمان والمكان الذي يحدده العراق.

لكن الأهم من كل التهديدات الرسمية الحكومية والبرلمانية، كان تصريح قادة الحشد الشعبي وإقامتهم لمؤتمر صحفي عقب التدخل التركي وقيام قائد الحشد الشعبي هادي العامري بالتعهد بتدمير الدبابات والآليات التركية، ومنذ هذا التصريح أصبح الترقب سيد الموقف، حيث اعتبر ذلك التهديد الأخطر على تركيا منذ بداية الأحداث.

وحسب توقعات المراقبين والمتابعين فإنه من المتوقع أن يحصل أي تحرك ميداني عراقي بعد تاريخ ١٢ ديسمبر، وهو اليوم الذي تم تحديده لانطلاق أضخم مسيرة على مستوى العراق رفضاً للغزو التركي تحت شعار "تظاهرة السيادة" التي دعت لها أغلب التيارات والأحزاب العراقية.

سنتطرق هنا لعدة آراء وردود أفعال -مستغرَبة- نشرها الشارع المتعاطف مع تركيا ونفندها:

١- برر البعض دخول تركيا بأن الحكومة العراقية المركزية هي من دعتهم إلى ذلك بطلب رسمي [كما إدعت تركيا ذلك رسميا]، لكن تم نفي ذلك بشدة من قبل رئيس الحكومة العراقية واعتبره كذباً محض.

٢- يقول البعض أن الدخول التركي أتى بدعوة من رئيس وحكومة إقليم كردستان لمواجهة خطر داعش، وهذا الأمر ليس مبررا لتركيا لخرق سيادة الدولة العراقية، حيث أن قرارات مثل هذه يجب أن يتم اتخاذها من قبل الحكومة العراقية المركزية لا من قبل حكومة الإقليم !.

٣- يبرر البعض الآخر دخول تركيا للعراق بأن إيران قد تدخلت قبلها، فإذا أرادت بغداد طرد أنقرة فيجب أن تطرد طهران قبلها !! وهذه الحجة مضحكة بالفعل! فلا يوجد وجه مقارنة بين الأمرين؛ حيث أن إيران أرسلت عددا من المستشارين لمواجهة داعش في العراق بطلب رسمي من الدولة العراقية ووفق اتفاق مسبق بين البلدين، بينما نجد أن تركيا دخلت العراق بآلياتها وجنودها في وقت متأخر من الليل من دون إذن عراقي رسمي ورغما عن إرادة الحكومة العراقية التي تمثل إرادة الشعب العراقي!. لذلك لسنا نبالغ حين نقول أن تركيا دخلت العراق كمحتل رغما عن إرادة الشعب، بينما دخلت إيران كحليف وصديق للمساعدة وبطلب رسمي من جهة رسمية تمثل إرادة الشعب.

أما على مستوى الرد العراقي فكيف وأين ومتى سيكون ؟! حسب بعض المحللين فإن الرد الرسمي العراقي ليس محصوراً بالرد العسكري، بل لدى الحكومة العراقية عدة خيارات ستتخذ منها الخيار التي تراه مناسباً، منها الخيار الاقتصادي والخيار السياسي عبر اللجوء الى مجلس الأمن الدولي وغيرها، فكل الخيارات أصبحت الآن مفتوحة أمام العراق للحفاظ على سيادته.

ختاماً أقول: إن هذا الخرق التركي لسيادة العراق يأتي بعد أيام من حادثة إسقاط تركيا لطائرة روسية بحجة خرقها السيادة التركية وعبور مجالها الجوي، وجميعنا رأى ما أعقب ذلك من تحرك وضغط اقتصادي روسي عاد سلبا على تركيا، وكما كان لحادثة إسقاط الطائرة تأثيرا سلبي على تركيا، فإن اختراقها لسيادة العراق سيعود عليها بالسلب أيضا من دون شك.

عبدالوهاب جابر جمال
الجمعة ٢٩ صفر ١٤٣٧
الموافق ١١ ديسمبر ٢٠١٥