الاثنين، 18 أبريل 2016

هل اضراب النفط مستحق ؟!؟

انشغل الشارع الكويتي في الأيام الماضية في الحديث عن اضراب عمال القطاع النفطي، إلى أن وصل الأمر ذروته امس الأحد وهو اليوم الذي طبق فيه الإضراب .

وانقسم الشارع كما في اي قضية بين مؤيد ومعارض وكل هذين الفريقين اتفقا على ان سبب الإضراب الرئيسي تتحمله الحكومات المتعاقبة لا سيما حكومة سنة 2008 والتي استجابت في ذلك الحين لتهديدات ومطالبات موظفي النفط وزادت من مميزاتهم بشكل جنوني (وتأتي الان لتخفض بعضها) .

كما اتفق الفريقان على أن “الإضراب” بحد ذاته حق من حقوق أى مواطن كفله له الدستور والمعاهدات والمواثيق الدولية للعمال والتي التزمت بها الكويت (مالم يتضرر البلد) .

النقطتين السابقتين سأعتبرهما ركيزة واساس سأستند عليهما في ما سأتطرق اليه بخصوص “صحة الإضراب من عدمه” وبشكل موجز .

أولاً : في اي اضراب يجب ان يتفق “المضربين” على طلبات محدده وأسباب معينه يفهمها الجميع يستندون عليها في اضرابهم ، لكن في هذا الاضراب وحسب متابعتي له واستفساري من عدة موظفين بالنفط ، اتضح لي ان كل “شخص منهم” يغني على ليلاه ، ويضع له سبب يعتبره اساس للاضراب ، فبات واضحاً  أن الأمر ليس منظم بل وتعمد البعض أن يجعله سائباً ليستقطب اكبر عدد ممكن .

ثانياً : شاهد الجميع أن النقابات لم تتدرج في مطالبها واحتجاجها بل اتجهت إلى الاضراب مباشرة، ولم تضع لها آليات تصاعديه بوسائل الاحتجاج كما هو متعارف في كل الاحتجاجات في أى دولة، ولم تتخذ اي خطوات قانونية من شأنها أن ترد (حقوق عمالها كما تدعي) .

ثالثاً : لم يراعي المضربين مصلحة الكويت بشكل عام بل وضعوا مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار (فهم يعلمون أن الكويت ستخسر ملايين أو مليارات الدنانير نتيجة لاضرابهم) وسيشل اقتصاد البلد الذي يعتمد اعتماداً كلياً على النفط .

رابعاً  : اتسمت خطابات وتصريحات قيادات النقابات وعدد من الموظفين بالحده وتخوين من يرفض هذا الاضراب (ففي الوقت الذي يعتبرون أن اضرابهم حق، يقومون انفسهم بمنع حق الآخرين بمعارضتهم وكأنهم فقط من يملكون الحقوق) .

خامساً : يتحدثون عن أن الاضراب يأتي لصالح الشعب ككل،  وفي نفس الوقت يصرح رئيس نقابة العاملين في شركة نفط الكويت “المضربه” (حسب صحيفة الراي) أن من المتوقع حدوث كوارث بيئية نتيجة انبعاث غازات من باطن الأرض في بعض المناطق النفطية، كان يتم التعامل معها وفق آليات علمية وفنية دقيقة، و أن هذه الغازات يمكن أن تحدث انفجارات، بسبب التسرب الغازي وقد تؤدي إلى حدوث إصابات سرطانية خطيرة !!!
فلا أعلم عن أي مصلحة يتحدثون ؟!!


ملاحظة هامة :
اغلب الأسباب التي استند عليها البعض في اضرابهم ، هي امور لم تتحقق بعد (فلا بديل استراتيجي قد أُقِر ، ولا رواتب قد مست ) وأن شعار إن قَبِل موظفي النفط ما تريده الحكومة، فانها ستنتقل إلى بقية القطاعات لا يندرج الا تحت اطار الفرضيات .

فلهذا وأكثر اعتبر كمواطن أن هذا الاضراب غير مستحق، وأرفض اسلوب ابتزاز النقابات للحكومة و أرفض تهديد مصدر دخل البلد الوحيد.




عبدالوهاب جابر جمال


الأحد، 10 أبريل 2016

الكويت والأزمة الحقيقية

تعيش الكويت حالياً في حقبة زمنية صعبة لا تُحسد عليها ، حقبة مليئة بالأزمات والصراعات الداخلية رغم ما يبثه الإعلام الرسمي والقريب منه من صور مشرقة وايجابية ومهرجانات وأوبريتات غنائية .

فالكويت باتت تنتقل من أزمة الى أزمة دون أي تحرك جدي من الحكومة ومجلس الأمة ، ودون اي حل جذري ورؤية واضحة لحل هذه المشاكل والأزمات التي تتراكم يوماً بعد يوم ، والتي بات المواطن يستشعرها يوميا .

فعلى سبيل المثال لدينا ومنذ سنوات طويلة أزمات ومشاكل حقيقية وكبرى يراها الجميع وتبرز للجميع بشكل متواتر ، باتت محور حديث الجميع بمختلف انتماءاتهم وفئاتهم العمرية .

فمنها أزمة عنصرية ، عرفت بأزمة البدون ( وتداعياتها)  والتي تشتد خطورتها في شتى مجالات الحياة يومياً دون رغبة حكومية جادة وواضحة لحلها . 

كما اننا نعيش أزمة رياضية ، بسبب صراعات الاقطاب الرياضية الى أن وصل بنا الحال الى الوقف الرياضي ، وحرمان شبابنا من المشاركة في المحافل الدولية ، على الرغم من أن الرياضة هي المتنفس الأبرز للشباب الذين هم عماد المجتمع .

مروراً بالأزمة الاسكانية والتي اصبح كل مواطن يتحسر عليها ، حيث ان الدستور قد كفل له حق السكن واجبر الحكومة على توفير (سكن) لكل مواطن بعد ٥ سنوات من زواجه الا انه اصبح ينتظر ما يقارب ال٢٠ سنه ليستلمه ، كما اننا بتنا نرى (بعد ان وعدت الحكومة بحل المشكله) اننا دخلنا في مشكله اخرى وهي مشكلة البيوت المتهالكة والتي فاحت رائحتها في منطقة شمال غرب الصليبيخات والتي فضحت الحكومة أكثر  .

اما مشكلة الوطن الأبرز حالياً هي مشكلة الأزمة الاقتصادية ، وكيف أن الحكومة  متخبطة لأبعد الحدود ولم توجد رؤية اقتصادية لحلها ، ولم ترى حل لها سوى جيب المواطن ووقف الدعوم ورفع اسعار الكهرباء وغيره (وكأن الحكومة تريد معاقبة المواطن بسبب فشلها هي) .

فالى متى سنستمر بهذا الوضع دون رؤية وحل جذري  ؟!؟ أوليس من حق الكويت علينا كنظام وشعب ان ننهض بها و نعالج أزماتها المتتالية ؟!؟


فهنا ومن خلال هذا المقال سأضع بعض النقاط التي بامكانها ان تساهم في حل هذه الأزمات ومنها : 

- أولاً وهو الأساس : يجب ان يكون هناك رغبة حقيقة من قبل الحكومة والشعب لإصلاح الوضع القائم والا فلن يتغير ابداً.
- ثانياً : إقام مؤتمر وطني حقيقي (يشمل الجميع دون استثناء) يرتكز على الدستور والمشاركة الوطنية ، مماثل لمؤتمر جدة الذي أقيم في اكتوبر ١٩٩٠ ابان الغزو الصدامي الغاشم للكويت ويتركز على الاصلاح الحقيقي لأزمات البلد.
- ثالثاً : وضع رؤية وطنية حقيقية وشاملة للاصلاح الجذري بعيدة عن الفئوية والطائفية والعنصرية والإنتقائية .
- رابعاً : مشاركة الشعب ممثلاً بمؤسسات المجتمع المدني في وضع الحلول التطويرية 
- خامساً : ادخال الشباب بشكل فاعل لوضع رؤية مستقبلية للبلد.
- سادساً : توقيع وثيقة وطنية اصلاحية يتبناها الجميع

والأهم من كل هذا ، يجب ان يعي الجميع (حكومة وشعب ) أن الاصلاح يجب ان يكون اصلاحاً شاملاً ، والاعتراف ان كل هذه المشاكل وغيرها ليست مشاكل منفصلة عن بعضها ، بل هي مشاكل مرتبطة بعضها ببعض ، نتيجة لعدم وجود رؤية عمل حكومية واضحة وعدم وجود خطة تنمية قابلة للتطبيق ، فالاصلاح يجب ان يكون على مستوى البلد ككل .

وان تم حل كل هذه المشاكل سيذكر التاريخ لنا ان في هذا العصر قد تمت النهضة"الجديدة" بالكويت



عبدالوهاب جابر جمال
الأحد2 رجب 1437
الموافق 10 ابريل 2016