الثلاثاء، 4 فبراير 2020

ذكرى التحرير وأوسمة الوطنية

ونحن نعيش في أجواء ذكرى عيد التحرير في ٢٦ فبراير والذي سيحل علينا خلال الأسابيع القادمة ،تعاد بنا الذكرى إلى تلك المرحلة بحلوها ومرها بمعاناتها وفَرَجِها ،وكل شخص ينظر لهذه المناسبة من زاويته الخاصة التي يريد منها أن يستذكر ما حصل من دروس وعبر وقصص .

ودعوني أستذكرها معكم من الزاوية التي أريد :

بعد مرور ٢٩ سنه على تحرير بلدي الكويت من براثن البعث الكافر وأزلامه أجد بأن الأحداث تعود بنا الى فترة ما قبل الغزو لأشاهد اليوم ما سمعته بالأمس وكأن التاريخ يتكرر بنفس تفاصيل ما حصل في تلك الفترة !!. 

فقد زادت حدة الطعن وتوزيع صكوك وأوسمة الوطنية والولاء لفئة وسلبها من فئة أخرى بسبب طائفي بغيض ومن جديد عادت سهام التخوين توجه لنفس الفئة التي كانت تُخَون بتلك الفترة ،فتارة يتم إتهامها بالعمالة للخارج وتاره بتهم تهديد أمن البلد و التخابر لقلب نظام الحكم وغيرها من التهم السياسية المعلبة التي يتم إستخدامها دون ورع أو خوف على مصلحة البلد وبرعاية وصمت حكومي واضح !.

وقد زادت حدة هذه اللغة "من قبل البعض" في هذه الأيام وخاصة حينما تم طرح موضوع العفو والمصالحة الوطنية التي يطمح لها الجميع لفتح صفحة جديدة لكويت جديدة ،لكن يأبى هذا البعض ليعلنها من على المنابر ومنصات مجلس الأمة لتفصيلها لجماعته وحرمانها من البقية وكأن المصالحة محصورة بهم فقط والوطنية مفصلة لهم دون غيرهم !

ولهؤلاء أقول إن صكوك وأوسمة الولاء لست أنت من يمتلك حق توزيعها متى شئت وكيفما شئت فالكويت لنا جميعاً نبنيها معاً ونواجه أعدائها كتفاً بكتف ،ومن تتهمهم بالخيانة اليوم هم أنفسهم الذين وقفوا وقفة حازمة ضد العدوان الغاشم ووضعوا دمائهم على أكفهم لتحريرها وقدموا مالم يقدمه الكثيرين في سبيل إستعادتها وتحصينها والدفاع عن دستورها في كل المحطات ، وارجع للتاريخ القريب لترى الملاحم التي تم تقديمها في سبيل هذا الطريق .

وختاماً أقول:
و بهذه المناسبة يجب على الجميع أن يتعلم من الدرس ،برص الصفوف ورفض لغة التخوين والوقوف معاً للحفاظ على الإرث الذي ارتوى بدماء الشهداء التي سالت في عام ١٩٩٠ والعمل لفتح صفحة جديدة بدايتها بالعفو العام الشامل لجميع من أدين بتهم سياسية ،لتعود الفرحة للعوائل والأصدقاء بالفرج عن أحبتهم وتقر أعينهم برؤيتهم "أقولها عفواً عن الجميع" دون تفرقة بين المدانين بقضية العبدلي وقضية إقتحام المجلس وأصحاب الرأي الذين تم إدانتهم بسبب كلمة ،وبعدها الدعوة لمؤتمر وطني عام يضع الخطط والآليات العملية لإنتشال البلد من آفة الفساد الذي استشرى في شتى قطاعاته.

عبدالوهاب جابر جمال