السبت، 16 سبتمبر 2017

الثقة شبه معدومة !

صرح قبل أيام وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالإنابة الشيخ محمد العبدالله في احد لقاءاته بأن «ثقة المواطن في الحكومة شبه معدومة ، لعدم إستعداده لسماع إنجازاتها في ما يتعلق بمشاريع الدولة».

نعم يا معالي الوزير كلامك صحيح ! فالمواطن اليوم ليس مستعد لسماع إنجازات الحكومة "الصوتية" بل يريد أن يشاهدها بعينه فقد إستمع كثيراً و لحكومات متعاقبة دون أن يشاهد منها أي إنجاز !

فعلى سبيل المثال :
سمع المواطن يا معالي الوزير بقرار إنشاء مدينة صباح السالم الجامعية في منطقة الشدادية والتي أقرت منذ عام 2004 م ومنذ ذالك الحين ونحن نستمع دون أن نشاهد شيئ سوى أعمدة الدخان المتصاعدة بسبب الحرائق المتكررة وتريلات الرمال التي تسرق الرمال من الموقع لتبيعة !

وقد إستمع المواطن أيضاً يا معالي الوزير ومنذ سنوات أن الحكومة تريد إنشاء مستشفى متكامل بإسم المرحوم الشيخ جابر وسيكون منجزفي نهاية 2011 ومن ثم سمع انه سينجز في 2013 وثم في نهاية 2015، ثم قيل في 2016 وها نحن الان في الأشهر الأخيرة لسنة 2017 وما زال يستمع ويستمع ويستمع  ولا يشاهد سوى المبنى المبهر والجذاب من الخارج دون إفتتاح رسمي الى الآن !

واستمع المواطن كذلك يا معالي الوزير لإنتكاسة الإيقاف الرياضي المستمرة بسبب صراعات شخصية وثارات لا ناقة للشعب فيها ولا جمل ، وبعد أن كانت الرياضة هي المتنفس الوحيد والفرحة الوحيدة للشعب والشباب ، وبعد أن كان يستمع لأناشيد الفرح والفوز والتأهل أصبح اليوم لا يستمع سوى لوعود رفع الإيقاف ولا يشاهد سوى العجز الحكومي التام لرفعه وعدم مشاركة شبابنا في الألعاب الخارجية  !

وأما ما سمعه المواطن يا معالي الوزير عن قضايا هروب سراق المال العام وخاصة "حرامي التأمينات" فقد سمع عن بلاغ صدر بحقة منذ عام 2009 و صدور أمر ضبط وإحضار بعام 2012 وسمع عن تقديم الحكومة لطلب للإنتربول الدولي لجلبه ، لكنه لم يشاهده خلف قفص وقضبان العدالة بل شاهده في شوارع وحدائق لندن يستمتع بخيراته التي سرقها !

هل أزيدك يا معالي الوزير ؟! فهناك الكثير من المشاريع والقضايا والإنجازات "الي نسمع فيها وما نشوفها!" ولذلك بات المواطن كما تفضلت في تصريحك ثقته شبه معدومة بالحكومة ! .

يا معالي الوزير أقولها لك كمواطن حرق قلبة على بلدة وبكل أسف وأنت تعلم ما أقول ، اليوم أصبحت ثقة المواطن في الحكومة معدومة وليست شبه معدومه وبات لا يريد أن يستمع أكثر ، خاصة في ما يتعلق بمشاريع الدولة لأنه سمع منكم وعود دون إنجاز ! وهو يشاهد أن أغلب الإنجازات تتم بعد إبعادها عن الحكومة وتبنيها من قبل الديوان الأميري ليقوم بإنجازها بسرعة قياسية ! .

لا أريد هنا أن أحملكم كل ما تركته الحكومات المتعاقبة لسنوات من فشل ، لكن أنتم اليوم أمامنا وأنتم من يمثل السلطة التنفيذية وهذا هو تحديكم الآن لتغيير هذه الصورة من أذهان المواطنين ، فالجميع يريد أن يشاهد عمل ولا يريد أن يسمع وعود لتعود الكويت درة للخليج وتكون على مستوى الطموح والحلم ولتصبح بلد التنمية و مقر مالي وإقتصادي كما هو مخطط له من قبل سمو الأمير


عبدالوهاب جابر جمال

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

خارطة جديدة للعالم !

أحداث سياسية متسارعة يشهدها العالم بشكل عام و الشرق الأوسط بشكل خاص ، لا تندرج هذه الأحداث سوى في إطار واحد وهو أن العالم مقبل على أمرٍ ما وفق مخطط مدروس وواضح خطط له البعض وسيجبر البعض الآخر للتطبيق ! .

فخلال الأشهر والأيام الماضية حصلت الكثير من الأحداث الإقليمية والعالمية نلخص بعضها بالآتي :

١- الإنتصارات المتتالية في سوريا ولبنان والعراق على داعش والجماعات المسلحة الأخرى ، وتخلي الكثير من الدول الداعمة والممولة لتلك الجماعات عنها وبشكل مفاجئ وكأنهم يقولون بأن مرحلتكم قد إنتهت ، ومنها تصريح المبعوث الأممي الى سوريا دي ميستورا والذي قال به : إنه على المعارضة التحلي بالواقعية وإدراك أنها لم تكسب الحرب .

٢- التصريحات الإيجابية المتبادلة بين الرياض وطهران ، خاصة تلك التي أتت أثناء وبعد الإنتهاء من موسم الحج والتي تدعو الى أن الوقت بات مناسباً للبدأ بالحوار ، بالإضافة الى الأخبار المتواترة عن قرب زيارة وفد دبلوماسي سعودي لطهران للبدأ بإعادة العلاقات من جديد بعد قطعها سابقاً وإرتباط هذا الأمر بعدة ملفات عالقة ومشتبكة بين البلدين .  

٣- تجربة كوريا الشمالية للقنبلة الهيدروجينية وتداعياتها التي تحدث في الصين وواشنطن ، ففي واشطن ‏⁧صرح الرئيس ترامبإن كل الخيارات واردة ومنها الخيار العسكري إلا انهليس الخيار الأول ، أما في الصين فقد أجريت مناورات مفاجئة فجر الثلاثاء "في مياه الخليج الذي يفصل بين الصين و شبه الجزيرة الكورية" وقد استخدم فيها الجيش الصيني الذخيرة الحية للمرة الأولى في تاريخ مناوراته .

٤- الإعلان عن مناورات  روسية مصرية بإسم مناورات "حماة الصداقة – 2017"، والتي تعد الأكثر أهمية بين البلدين خاصة وإن الروس يعدون الجيش المصري بأن هناك مفاجأة لهم منها تعليمهم على إستخدام أنظمة المظلات الروسية D-10 الأكثر تطوراً في العالم والقفز منها حسب تقارير فضائية  "روسيا اليوم" .

٥- إصرار كردستان العراق على إقامة إستفتاء عام للدعوة الى الإنفصال والإستقلال عن العراق والمزمع إجرائه في تاريخ 25 سبتمبر الجاري ، ويأتي هذا الاستفتاء ضمن عدة إستفتاءات أخرى جرت في المنطقة تدعو لنفس الهدف "الإنفصال والإستقلال" ومنها ما حصل قبل سنوات في السودان !

٦ - زيارة أمير الكويت لواشنطن لحلحلة الأزمة الخليجية ، بعد أشهر من إندلاعها وقطع العلاقات بين الطرفين ودخول أمير الكويت شخصياً كمبادر لحل الأزمة من خلال تحركاته وتقديم مبادرته التي لاقت إستحسان ودعم العالم أجمع ، وبينت الموقف الكويتي المحب والداعي للسلام ونبذ الخلافات ، خاصة مع الرغبة الأمريكية التي "إستجدت اليوم" لحل الأزمة كي لا تعطي للمنافس الروسي الذي دخل على خط المصالحة الفرصة لفرض نفوذه وتثبيتها في المنطقة وكي تبقى هي المؤثر الأكبر فيها .

كل هذه التحركات الميدانية والتصريحات وغيرها تبين أن العالم مقبل على مرحلة جديدة المعالم ، تحمل واجهة شرق أوسطية جديدة من شأنها أن تغير شكل خارطة العالم وبتحالفات دولها جديدة .

وفي ظل كل هذه الأحداث والظروف المتغيرة ، يجب أن نتساءل ماذا أعددنا للقادم من الأيام ؟! وهل نحن على إستعداد للحفاظ على كيان بلداننا ؟



عبدالوهاب جابر جمال