الأحد، 17 ديسمبر 2017

مقاطعة جلسة القسم

وأنا أتابع وسائل التواصل الإجتماعي لفتت نظري دعوات لبعض السياسيين والمغردين تطالب بعض نواب مجلس الأمة " المحسوبين عليهم" مقاطعة جلسة مجلس الأمة القادمة والتي ستشهد أداء الحكومة للقسم الدستوري ، كموقف سياسي إعتراضاً على الأحكام الصادرة من محكمة الإستئناف بحق المدانين في قضية إقتحام المجلس .

فبدأت أتصفح مواقفهم السابقة الغير بعيدة والتي شاهدها الجميع فرأيت إن أغلب من يطلق هذه الدعوة اليوم هو ذاته قد هاجم سابقاً "النواب الشيعة" لإتخاذهم ذات الموقف "مقاطعة أحد الجلسات" سابقاً وطعن بهم واعتبر موقفهم هذا تدخلاً وطعناً بالقضاء وإتهمهم بالخيانه !

وهنا ظهرت المفارقة أكثر ، وإنكشفت مواقفهم اللا مبدئية بل الطائفية المصلحية بشكلٍ جلي للعموم والتي تتجسد في إتخاذ موقف معين إن مسه الحدث شخصياً أو مس أصدقاءه وأقاربه ، ويرفض ذات الموقف ويطعن به إن إتخذه نواب آخرون لا يتفق معهم سياسياً ولم يستفد منه شخصياً  ! 

هذا الأمر والتناقض ليس بجديد بل شهدناه مراراً وتكراراً وبعدة مواقف سابقة لنفس هؤلاء الأشخاص وآخرها ما تم طرحه قبل أيام أيضاً في موضوع الدعوة الى العفو ، الذي إقترحه البعض وبتفصاله الخاص ليلائم "جماعته" فقط لا غير ، على الرغم من وجود الكثيرين ممن يجب أن يشملهم هذا العفو وعلى سبيل المثال لا الحصر المغردين ومن سجن لموقف سياسي ورأي ذكره أو كتبه إنتقد به أمر ما أو إنتقد به أحد دول الجوار !

وهنا يجب أن أبين أمراً وهو إن مقاطعة النواب لأي جلسة هو موقف سياسي بإمتياز وحق من حقوق النائب يستخدمه متى شاء وكيفما شاء (إن كان بشكل فردي أو بشكل جماعي) ويجب على الجميع إحترام هذا الخيار و هذا الموقف ، لأنه يندرج تحت إطار العمل السياسي البرلماني للإعتراض على موقف معين ولإيصال رسالة لأصحاب القرار إن كنا نتفق أو نختلف معها

وأيضاً يجب أن أوضح إن هذا الموقف (مقاطعة الجلسات) ليس وليد اليوم بل إن هناك سوابق كثيره من قبل نواب سابقين وحاليين ومنها على سبيل المثال لا الحصر مقاطعة عدد كبير من النواب لأواخر جلسات مجلس 2009 ، فالطعن والتخوين مرفوض من أياً كان لأن من خون زملائه (النواب الشيعة) بالأمس إحتاج اليوملنفس هذا الموقف فماذا سيفعل بموقفه السابق وهل سينقلب التخوين عليه ! .

ولذلك يجب على الجميع أن يعي وخصوصاً النواب والسياسيين أن العمل السياسي يجب أن يكون وفق المبدأ والدستور ومصلحة البلد ككل ، لا وفق الأهواء والمصالح الشخصية التي تتبدل يومياً حسب أمزجة الأشخاص و أجنداتهم كما هو حال "أغلب معارضي اليوم" وللأسف .

ولتكن النظرة والموقف وفق مسطرة واحدة لا تتبدل لمصلحة شخصية هنا أو هناك ، أو لتحقيق مكسب شخصي هنا أو هناك ، فهذا ليس عملاً سياسياً مبدئياً كما هو الديدن الذي يجب أن يكون عليه العمل السياسي البرلماني الحقيقي الذي يحقق الإنفراجة للجميع (دون تمييز) بل هو تعميق للخلافات و الإنقسامات وزيادة في التناحر بين الشعب الواحد ليتفرغ الفاسدون في ممارسة فسادهم أياً كان.

رسالة ختامية ؛
إن كنا نريد أن نحافظ على الكويت ومستقبل الكويت ونحمي حقوق ومكتسبات المواطنين يجب أن نعمل لمصلحة الوطن ككل لا للمصلحة الشخصية والفئوية وبذلك سنحصد الثمار جميعاً ونحمي أنفسنا وغيرنا  . 



عبدالوهاب جابر جمال


الخميس، 14 ديسمبر 2017

قرار المعتوه ترامب

بعد سنوات طويلة من وجود قرار أمريكي خرج من الكونغرس بعام 1995 لنقل السفاره الأمريكية من تل أبيب الى القدس وللإعتراف الرسمي بالقدس كعاصمة للكيان الغاصب ، وبعد رفض رؤساء أمريكا السابقين وعدم جرأتهم لتوقيع هذا القرار ظهر الرئيس الأحمق دونالد ترامب ووقع رسمياً وأمر بنقل السفارة فوراً للقدس .

وعلى الرغم من مخالفة هذا القرار للقانون رقم 478 من القانون الدولي الصادر في عام 1980 والذي يعتبر القدس أرض محتلة ويجب على جميع الدول سحب سفاراتها منها ! ، إلا أن هذا القرار غير مستغرب على هذا الرئيس المعتوه ، خصوصاً وانه أعلن ذلك في حملته الإنتخابية ، وعبر أكثر من مرة في خطاباته عن إنحيازه لهذا الكيان اللقيط .

إلا أن هذا القرار المشؤوم إنعكس بشكل مغاير وعلى عكس ما أراده ترامب في كافة الأصعدة فعلى الصعيد الأمريكي فقد أدى هذا القرار الى :

  • عزل أمريكا سياسياً ، فلم تستطع أن تجد ناصراً لها حتى من قبل الدول الأوربية مما سيجعل أمريكا تفقد مكانتها لديهم أكثر .
  • إنكشاف التحيز الأمريكي للكيان الصهيوني في الداخل والخارج بعد ان كانت "تدعي" أنها حامية السلام وراعية السلم بين فلسطين والكيان الغاصب وهذا القرار جعلها تنزع هذا الثوب ليظهر ثوبها الملطخ بالدماء .
  • رفض روسيا لهذا القرار علناً سيزيد من تقليص نفوذ أمريكا وإنهيار معادلة القطب الواحد ويساهم بقوة على نمو معادلة القطبين ويدفع العرب والمسلمين أكثر تجاه الروس .
  • سيصبح هذا القرار وما يتبعه من أحداث "مادة دسمة" للحزب المنافس في الإنتخابات الرئاسية القادمة (بعد سنوات) وسيصبح أحد العوامل القوية لسقوط ترامب وحزبه .
  • وغيرها الكثير


وأما على الصعيد الإسلامي والعربي فقد أدى هذا القرار الى :
  • اتحاد الشعوب الإسلامية من جديد والوقوف صفاً واحداً  ضد هذا القرار المشؤوم .
  • توجه قوى وحركات المقاومة نحو فلسطين بشتى أنواع الدعم المباشر وغير المباشر للمقاومة الفلسطينية بكافة تشكيلاتها خصوصاً بعد خروجهم من معركتهم ضد التكفير منتصرين .
  • إحياء الغيره والحمية العربية لدى الشعوب لمواجهة العدو ، وسيجعل هذا الأمر الأنظمة العربية المطبعة والمهادنة للعدو أن تذعن لشعوبها الرافضة للعدو .
  • إعادة القضية الفلسطينية للوجدان العربي من جديد ، وخروج الشعوب للشوارع في أغلب البلدان العربية منددة لهذا القرار  بل رافضة لوجود هذا الكيان الغاصب من جذوره مما جعلنا نرى علم فلسطين يرفرف في شتى عواصم العالم .

ويكفي هذه الحماقة أنها أرجعت مشروع التطبيع (الذي كان يسير في الفترة السابقة لصالح العدو الصيوني) أميال للوراء ، بل وسيساهم بصورة أكبر و أسرع لإزالة "إسرائيل" من الوجود

فلذلك يجب اليوم على الشعوب (وأعول هنا على الشعوب) إستغلال هذا القرار الأحمق لصالحها وصالح الأمة إعلامياً وسياسياً للضغط على حكوماتها لنصرة هذه القضية التي نسيها أو تناساها البعض متعمداً ، بسبب المشاريع الصهيو أمريكية وإنشغالها بمعارك جانبية هنا وهناك ، وأن يبادر ويستمر الشعب الفلسطيني بإنتفاضته التي ستهزم "إسرائيل" حتماً  لننتقل من الهزيمة و الحماقة الى النصر المؤزر .



عبدالوهاب جابر جمال