السبت، 25 فبراير 2017

ملحمة شهداء القرين درساً للتعايش والبطولة

تعيش الكويت هذه الأيام فرحتها السنوية بذكرى تحريرها من جلاوزة صدام وحزبه البعثي المجرم ، فرحة تعاد بها قصص تلاحم الشعب وتروى بطولات رجاله ونساءه لا سيما الشهداء الذين إختلطت دماءهم في سبيل تحرير أرضهم .


فقصص البطولات التي تجسدت في أشهر الإحتلال كثيرة ، لا سيما البطولة التي جسدها أبطال مجموعة المسيلة في معركة بيت شهداء القرين ، هذه المعركة التي جسدت للكويتيين الكثير كانت وما زالت نبراساً للشعب في كل الميادين   .


فملحمة بيت القرين جسدت من خلال إختلاط دماء رجالها بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم ، الكثير من الدروس والعبر خصوصاً من خلال تجسيدها لأعلى معاني التضحية والفداء والتعايش والأخوة في المجتمع الكويتي .


وعلى الرغم من الإحتفاء الشعبي الكبير بهذه الملحمة ، إلا أننا وللأسف نرى تقصيراً حكومياً كبيراً بهذا الملف حيث بات المبنى مهملاً من قبل الحكومة حاله كحال الكثير من المباني الأثرية المهمة الأخرى والقصة باتت منسية على الرغم من أن الحكومة تستطيع إستثمارها بشكل  كبير وتمتلك كل المقومات لذلك .


فبإمكان الحكومة الإستفادة من هذه الملحمة لما لها من رمزية كبيرة لدى كل أفراد الشعب بأن تبادر لجعل هذا البيت معلماً سياحياً ليستذكر ويشاهد الجميع (مواطنون وأجانب) البطولات التي قدمها أبطال المجموعة ومدى تلاحمهم و إمتزاج دمهم الطاهر .


كما أنها تستطيع أن تبادر لإصدار الكثير من المطبوعات الرسمية والمواد الإعلامية التي تروي قصص شهداء هذه المعركة  ورفع صورهم بالإضافة لجميع شهداء الكويت لتساهم في بث روح التعايش والوحدة والفداء التي حصلت في هذه المعركة الخالدة .


بالإضافة لإستغلالها كفرصة أيضاً لمحاربة الفكر  الإقصائي و الطائفي و العنصري ، الذي يريد الشر بالبلد ويعمد أن يعكر صفو الكويت في كل شاردة وواردة من خلال إقامة الفعاليات والأنشطة التي تزيد من وعي الجمهور .


ختاماً ؛ نتمنى على الحكومة أن تبادر لتكريم الشهداء من خلال تسمية بعض الشوارع المدارس بأسماءهم ، فالأمة التي لا تخلد ذكرى شهداءها أمة لا تستحق الحياة .




عبدالوهاب جابر جمال


الأحد، 12 فبراير 2017

خور عبدالله و الإنفعال النيابي

تابعت كما تابع الكثير من الكويتيين والعراقيين الفتنة المفتعلة بخصوص خور عبدالله ، هذا الممر الملاحي الذي حسم أمره بإتفاقٍ أقره مجلس الامن الدولي بين الكويت والعراق والذي تم المصادقة عليه في بغداد بسنة 2013 تنفيذاً للقرار 833 الذي صدر في 1993 بالتراضي بين البلدين .


هذه الفتنة التي أشعل فتيلها بعض أصحاب الفتن في العراق والتي لا تخرج عن إطار إحدى هذه التحليلات الثلاث ، إما للتكسب السياسي الداخلي وتصفية للحسابات بين الأحزاب العراقية ، أو للتغطية على الإنتصارات التي يحققها العراق ميدانياً ضد داعش ، أو بتوجيهٍ من جهات خارجية ستتضرر من بناء ميناء مبارك الكبير في القسم الكويتي من الخور والذي سيكون أحد أكبر موانئ الخليج بقدرته الاستيعابية.


وبالرغم من وضوح الرؤية بخصوص خور عبدالله و التصريحات الرسمية العراقية وإصرارها على التمسك بالإتفاقيات المبرمة بين الجانبين ، وتأكيدات المرجعية الدينية لإحترام الجيرة مع الكويت وعدم الدخول في مثل هذه الأمور ، لفت إنتباهي وبشكل مزعج الإنفعال النيابي الكويتي وإنجرارهم لبث بعض التصريحات و التي لا تصب إلا في خانة سكب الزيت على النار للتكسب الداخلي .


وكأن هؤلاء النواب أرادوا جنازة ليلطموا عليها ليفرغوا جام غضبهم على العراق ، فوجدوا من إشعال بعض الحمقى العراقيين لهذا الأمر فرصة ليستثمروها للتغطية على بعض مواقفهم ، وفشلهم في تحقيق ما وعدوا الشعب به ، وبدل ان يكونوا واسطة خير للتهدئة وإطفاء نار الفتنة أصبحوا يغذونها و يهيجوا الشارع الكويتي لتكتمل فصول الفتنة بين البلدين .


فلا أعلم متى سيعي هؤلاء النواب أنهم اكبر من أن يكونوا حطباً لنار الفتنة ، و أن المطلوب منهم الكثير لحماية الكويت وتحصينها عن ما يحصل في دول الإقليم من فتن وحروب وأن يقودوا هم الشارع للخير والسلام بدل أن ينقادوا له في طريق الفتن ، وأن يطبقوا ما أوصاهم به سمو الأمير مراراً بأن يبتعدوا عن القضايا الخارجية .


فالمطلوب اليوم هو أن يتصدى الحكماء والخيرين من رجالات البلدين (العراق والكويت) لإسكات أصحاب الفتن ، و أن يتصدروا هم المشهد للعمل على تقوية الروابط بين الشعبين الشقيقين ، و على النواب أن يبادروا للعمل على إنشاء لجان الصداقة البرلمانية والشعبية لما لها من دور وأثر كبير في إذابة جليد الخلافات .


وعلى الحكومتين أن تعمل على إسكات أبواق الفتن وخاصة الإعلامية والسياسية منها ، كي ينعم الشعبين بعلاقة حسن الجوار والإحترام المتبادل فللحكومات الدور الكبير في إطفاء نيران الفتن .



عبدالوهاب جابر جمال