الأربعاء، 29 يونيو 2016

تركيا تفضحهم

بداية نتقدم بأحر التعازي القلبية للضحايا المدنيين الابرياء الذين سقطوا في تفجيرات تركيا و لبنان وكل بقعة من بقاع الأرض على ايدي جماعة داعش الارهابية دون تمييز بين بلد وبلد وبين مسلم وغير مسلم فالناس صنفان اما اخ لك بالدين او نظير لك بالخلق .

خلال الايام الماضية حدثت عدة احداث في تركيا فضحت العنجهية الأردوغانية و فضحت “البعض” عندنا بالكويت وتناقضاتهم المستمرة في تحديد مواقفهم و آرائهم ومبادئهم  .

فمثلاً ؛ قبل ايام حدثت عدة انفجارات ارهابية الاولى في مطار اتاتورك في تركيا والاخرى في كنيسة مدينة القاع اللبنانية حيث بادرت  هذه الفئة لإستنكار تفجير مطار اتاتورك في تركيا اشد استنكار وبأقوى العبارات وصمتت صمت القبور لتفجير كنيسة القاع في لبنان وكأن الانسان هنا غير الانسان هناك ؟!؟

وأيضاً ؛ عندما أُعلن عن اتفاق “العار و الخيانه” الذي وقع للتطبيع بين تركيا وكيان العدو الصهيوني ، وبعد ان كانوا يتغنون بالدفاع عن المقدسات في فلسطين و يتبنون المقاومة المسلحة كحل وحيد للتحرير في خطاباتهم و كيف كانت هذه الفئة تمجد اردوغان لوقوفه من المقاومون ، نراهم اليوم وقد تبدلت مواقفهم كما تبدلت مواقف سيدتهم تركيا وباتوا يمجدون بهذا الاتفاق وكأن اردوغان قد حرر فلسطين ولم يخضع ويمد يده للعدو  !!

اخيراً ؛ منذ دخول روسيا لمساعدة النظام السوري (وفق اتفاق دفاع مشترك بينهم) ، قامت هذه الفئة بخلق جو عام ضد روسيا ومهاجمتها “بالطالعة والنازله” ، واشتدت اكثر بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية  و قطع العلاقات بين البلدين احتفلوا و باركوا هذه العملية و اعتبروها نصر لتركيا ! ، اما اليوم وبعد اتصال اردوغان وتقديمه اعتذار رسمي لنظيره الروسي تبدلت الاحوال وصرحوا ان هذا الاتصال جاء من حكمة اردوغان ! واعتبروا عودة العلاقة نصر لتركيا وفي صالحها !!


هذه المواقف التركية المتناقضة فضحت هذه الفئة وكشفتها للجماهير عبر عدة نقاط منها :
١- ان الطائفية والحزبية هي من تحركهم وليست القواعد الالهية والانسانية والمبادئ والمواقف الوطنية .

٢- فضحت تركيا “العلمانية” بمواقفها المتناقضة كذب هذه الفئة التي تحاول اظهارها وكأنها نصيرة للمظلومين وعدوة للصهاينه خصوصواً بعد احداث سفينة مرمرة التي آلمت كل “انسان” .

٣- حديثهم عن ان تركيا هي النموذج الاسلامي الصحيح والتغني بمواقفها الاسلامية هو خديعه يستغلونها لتنفيذ مشاريعهم المشبوه .

فالواقع كما ذكرت وشهده الجميع ان هذه الفئة تستغل اي موقف لمصالحها الشخصية بنظرة طائفية وحزبية مقيته دون مراعاة لأي أمر آخر ، وهذه المواقف تعتبر استمرار لمسيرة استغفال جماهيرهم التي تعطيهم الثقة وترى فيهم القدوة  الحسنة ، قليعام الجميع انهزوكلما استمرت الايام واستمرت تناقضات تركيا ستنكشف هذه الفئة أكثر وأكثر  .


عبدالوهاب جابر جمال


الثلاثاء، 7 يونيو 2016

المصلحة ما بين المعارضة والموالاة


المتابع الحقيقي للواقع السياسي في الكويت منذ سنوات ، وبشكل واضح منذ سنة ٢٠٠٩ ، يرى بان الشعب والنواب والتيارات السياسية انقسموا الى ٣ اقسام هم:

– الموالاة (الحكومي)
– المعارضة المتشددة (الانتقامية)
– المعارضة الرشيدة

وهنا سأمر مرواً سريعاً حول كل قسم لأبين المعنى السياسي له  :

أولاً : الموالاة وهم الفئة او الجماعة التي لا ترى امامها أي خطأ للحكومة أو النظام السياسي في البلد ، وان رأته احياناً فانها تغض الطرف عنه لأسباب تراها أهم  (كالمكاسب الشخصية و انجاز المعاملات والمناصب ) ، ودائماً نرى أن هذه الفئة تندفع باتجاه الدفاع المستميت عن الحكومة الى ان تصبح  (ملكية أكثر من الملك) ، وبالطبع هذه الفئة لا تخدم البلد بل تخدم نفسها ومصالح  “ومن يعز عليها” .

ثانياً : المعارضة المتشددة او الانتقامية وهي الفئة أو الجماعة التي تجيز ضرب الفريق المخالف بكل السبل المشروعة وغير المشروعة البعيدة عن الاخلاق والقيم ، ودائماً ما ترى ان الحكومة او السلطة على خطأ وانها مقصرة تجاه البلد  و تنتهج هذه المعارضة في تحركاتها اسلوب (الغاية تبرر الوسيلة) فمثلاً حتى لو كانت مصلحتها ان تخوض في اثارة الفتن الطائفية وتستورد الأزمات الخارجية للكويت لفعلت ، وهذه الفئة ايضاً لا تخدم البلد بل تزيد من حدة الصراع والخلاف وفي اغلب الاحيان لا تحقق ما تريد بل تجد امامها حائد كبير لا يمكنها تجاوزه . وبطبيعة الحال هذه المعارضة لا تمتلك برنامج عمل سليم بل اغلب تحركاتها تأتي كردات فعل على الحكومة .

ثالثاً : المعارضة الرشيدة وهي الفئة أو الجماعة التي تعتبر العين الثالثة في اي قضية او خلاف ، ولا ترهن نفسها ومواقفها  لا لرأي الحكومة أو المعارضة المتشدده ، و تستطيع  قراءة الرأي السديد لأي قضية او قانون او اقتراح يتم تقديمة من اي طرف ( معارض كان ام موالي) وتتخذ الرأي لما يوافق الدستور والقانون و مصلحة البلد لأن رأيها بعيد كل البعد عن التنفيع والمصلحه الشخصية الضيقة ، وتعتبر هذه المعارضة صمام الأمان الحقيقي لأي دولة حيث تمنعها من الإنزلاق إلى الهاوية في كثير من الأحيان ، عن طريق وضع اليد على الجرح وفق ما تملك من ادوات وفرص متاحة لها ، وتمتلك هذه المعارضة  لبرنامج عمل واضح قابل للتطبيق .

وهذه الأقسام الثلاث يجب ان ينظر لها الشعب بعين وطنية  واعية تضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار ، ليحدد اي من هذه الأقسام يريد و يرغب بالذات مع ما تمر به الكويت والمنطقة من مشاكل وأزمات متتالية ، خصوصاً وان (القسمين الأول والثاني ) سينشطون خلال هذه السنة و سيكثر نشاطهم كلما اقتربت الانتخابات .



عبدالوهاب جابر جمال