السبت، 16 فبراير 2019

مؤتمر وارسو المشؤوم

أهدت الكثير من العواصم العربية والإسلامية وبشكل مقزز ومستفز باقات من الزهور ورسائل حب وتقرب للعدو الصهيوني تزامناً مع يوم عيد الحب Valentine's Day ، عبر مشاركتها في مؤتمر الأمن والسلام في الشرق الأوسط بوارسو تلبية لدعوات أمريكية بعد سنوات من البعد ورفض أي شكل من أشكال التطبيع .

هذا الأمر ليس بغريب على العديد من العواصم الخانعة التي وجهة عدة رسائل سابقة لإعلان رغبتها بالتطبيع العلني مع العدو الصهيوني ، إلا أن الملفت هو الرسالة التي وجهتها الكويت عبر مشاركة نائب وزير الخارجية في المؤتمر وجلوسه مع رئيس وزراء العدو الصهيوني على الطاولة نفسها ووقوفه معه بصورة جماعية متقدماً الصفوف بابتسامة تملؤها الفرحة .

الكويت التي ذاع صيتها خلال السنوات الماضية كمدافع حازم عن حق الشعب الفلسطيني وبلد العمل الإنساني الرافض لكل أساليب القتل والإجرام والعربدة الصهيونية ، البلد الذي ارتفع صوته عالياً لمواجهة هذا الكيان ورفض التطبيع معه ! ، حيث شهدت له المؤتمرات العالمية وصفقت له الشعوب الحرة الى جانب الفلسطينيين على الموقف المبدئي  .

فما الذي تغير اليوم ؟! وما هي الرسالة التي أراد نائب وزير الخارجية إيصالها عبر هذا الموقف المشؤوم ؟المخالف لقانون البلد وللمرسوم الأميري الصادر في عام 1967 الذي قال في مادته الأولى "نعلن ونقرر أن دولة الكويت في حالة حرب دفاعية منذ صباح اليوم مع العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة" والذي ما زال ساري المفعول الى الآن .

يجب أن يعلم أصحاب القرار في الكويت أن هذا الموقف المشؤوم والمخزي المنسجم مع الرغبة الصهيوأمريكية والمنسجم مع قرار الكثير من الحكومات العربية الأخرى المهرولة لكسب رضى الولايات المتحدة ، مخالف للرغبة الشعبية والرسمية التي شهدناها في الماضي رغم الضغوطات الكبيرة عليها ، وهدر لدماء وتضحيات شهدائنا الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن فلسطين منذ إحتلالها

فاليوم بات على الشعب والقوى الوطنية واجب الوقوف سد منيع لسد الطريق أمام هذا التطبيع المذل عبر القيام بالكثير من التحركات المناهضة له ، وخيراً فعلت التيارات والقوى السياسية التي عبرت سريعاً عن رفضها لهذا الموقف عبر بيانات الشجب والإستنكار ، لكن هذه البيانات لوحدها لا تكفي بل يجب أن يتبعها تحركات ميدانية شعبية ووجب أيضاً على كل فرد أن يعبر عن رأيه الرافض بكل ما يمتلك من أدوات .

وعلى النواب القيام بتشريعات صريحة تجرم التطبيع وتطالب بمحاسبة كل من تسول له يديه المسير في هذا الطريق ، فكويت الشهيد فوزي المجادي هي هي ، وإن إستشهد المجادي في طريق القدس فهناك الآلاف المستعدين للمسير في هذا الطريق ففلسطين والقدس ما زالت قضيتنا المركزية التي لن نتنازل عنها مهما كلف الثمن .




عبدالوهاب جابر جمال

الأربعاء، 6 فبراير 2019

الإنتخابات التكميلية - المرشحين

بعد سنوات من الشد و الجذب بخصوص قضية إقتحام المجلس و تداعيات حكم المحكمة النهائي الصادر والذي أدين من خلاله عدد من المواطنين و عدد من نواب مجلس الأمة بمختلف دوراتهم البرلمانية ، وما عقبه من إعلان مجلس الأمة خلو مقاعد النائبين المدانين بالإقتحام  د. وليد الطبطبائي و د.جمعان الحربش لفقدهم شرط من شروط الإنتخاب (صدور حكم جناية بحقهم ) ، وصدور حكم المحكمة الدستورية بإلغاء المادة 16 من اللائحة الداخلية .

وبعد أن تم إعلان خلو المقاعد وتحديد تاريخ الإنتخابات التكميلية في الدائرتين الثانية و الثالثة ، وخلال الفترة  من فتح باب الترشح الى الساعات الأخيرة لإغلاقة سيعلن الكثير (ممن تنطبق عليهم شروط الترشح ) رغبتهم في ذلك وسيتوافدون على إدارة شؤون الإنتخابات للمشاركة بهذا العرس الديمقراطي .

وستعلن الكثير من التيارات السياسية  والشخصيات المستقلة بالإضافة الى القبائل والعوائل مواقفها من هذه الانتخابات كما إعتدنا في كل إنتخابات سابقة وكلٌ سيزكي من يراه مناسباً ، كما أن التحالفات والتسيقات ستصل لذروتها  للسعي لإيصال شخصين يحققون الأهداف المرجوة  .

لكن وعلى الرغم من الشروط الدستورية المنصوص عليها  للترشح إلا أن هناك شروطاً  أخلاقية و شعبية يجب أن يتقيد بها كل فرد أو تيار أو جماعة تنوي خوض هذه الإنتخابات وسألخصها لكم  بهذه الأسطر  :

- أن يكون المرشح ذو كفاءة وقدرة لتقديم  الجديد والمفيد في حال وصولة لعضوية مجلس الأمة  .
- أن يكون المرشح هو الصوت الذي يعبر بأمانة ودقة عن أماني الناخب وقناعاته وطموحة وتطلعاته .
- أن يمتلك المرشح  رجاحة الرأي والنظرة الثاقبة في إتخاذ المواقف السياسية .
- أن يمتلك دقة التقدير الموضوعي ليؤهله لوضع الأمور في موضعها خاصة في الملفات ذات الأهمية .
- أن يمتلك من الخبرة ما يثري به تجربته السياسية والبرلمانية .
- أن يمتلك من الدين والتقوى ما يمنعه من التلاعب بمصالح الناس ومصائرهم و كرامتهم .

بالإضافه الى تواصله مع الناس وحمله لهمومهم و إشتهاره بينهم بالصدق والأمانة والإخلاص ، وعدم تفننه في دغدغة مشاعرهم لكسب ودهم بخداعهم  ، والأهم هو أن يكون نظيف اليد حسن السيرة و السلوك ممن لم تتلطخ يده لا بصفقات مشبوهة و لا بفساد وسرقات كبيرة كانت أو صغيرة .

فمن يصل للبرلمان سيواجه الكثير من الملفات العالقة التي يجب أن ينظر لها في قبة عبدالله السالم ويتعامل معها ، فلا نريد من مرشح يبدأ مسيرته بخداع الناس واللعب على دغدغة مشاعرهم ليستفيد هو ومن معه في حال وصولة لعضوية المجلس على ظهور المواطنين وجراحاتهم وآلامهم .

فالكويت اليوم بحاجة لرجال دولة يكونون خير من يقف للحفاظ على الدستور والحريات العامة ومواجهة الفساد بحكمة ودراية ، خاصة في هذه الظروف العاصفة التي نعيشها داخلياً وخارجياً ، وأن يكون صلباً في الدفاع عن المواطنين وحرياتهم وكراماتهم ، متمسكاً بخياراته وأدواته الدستورية دون أي إفراط أو تفريط بإستخدامها .



عبدالوهاب جابر جمال