الأحد، 27 سبتمبر 2015

رسالة صاحب السمو

في موقف دبلوماسي قل نظيره قام صاحب السمو امير البلاد بموقف إعتبر ذو دلالات عديدة، فقد توجه من منصة دولة الكويت في قاعة اجتماع الأمم المتحدة وتوجه الى منصة جمهورية ايران الاسلامية ليصافح الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني .

هذا الموقف الذي تابعه المراقبون ، يحمل في طياته عدة رسائل بعث بها سمو الامير للداخل الكويتي وللخارج ، خصوصاً في هذا الوقت بالذات حيث ينشغل العالم بعدة ملفاتٍ كبرى و في ظل الهجمة التي يشنها البعض على جمهورية ايران الإسلامية .

وقد تلقف المتابعون هذا الموقف وفسروه بالتالي :

- رسائل قدمها سموه للخارج :
وهي انه وفي ظل هذه الهجمة الممنهجة على الجمهورية الاسلامية ومحورها ، ستضل سياسة دولة الكويت الخارجية متزنة ولن تنجر لمحور دون اخر ولن تكون تبع لأحد ، وستظل تتعاطى بكل موضوعية في كل قضية، كما ستظل على مسافة واحدة ومتساوية مع كل الدول حفاظاً على علاقاتها و موقعا المميز .

و اخرى ان الكويت بأميرها و حكومتها وشعبها يتعاطون مع ايران كدولة جارة ومحورية مهمة لا يمكن تجاوزها في اي ملف وسيكون لها دور اكبر في المستقبل خصوصاً بعد الاتفاق النووي الذي تم توقيعه أخيراً بين ايران ودول ال ( ٥+١ ). 

- ورسائل وجهها سموه للداخل :
ومنها انه مهما حاول البعض تشويه صورة ايران واتهامها في كل شاردة وواردة ، الا ان سياسة الدولة وموقف سمو الأمير لن يتغير اتجاهها ولن ينجر لما يريده البعض من خلق عدو وهمي خصوصاً مع التهويل الاعلامي الكبير الذي صاحب ما يسمى اعلاميا بقضية (خلية العبدلي) وهي القضية التي لا زالت بيد القضاء .

واخرى ان علاقة الكويت ببقية الدول لا تسير وفقاً لهوى البعض من ابناء الشعب ، بل تحكمها أطر و قوانين و علاقات دبلوماسية ، ومهما كان الضغط من قبل تيارات واشخاص لتغيير هذه العلاقة مع اي دولة كانت ، فلن يخضع هذا الأمر للمزاجات و الاهواء الخاصة .


فختاماً اقول ؛ حفظ الله الكويت دولة قوية مستقله في سياساتها تراعي حسن الجوار و الاخوة الاسلامية وتنبذ الفتن والحروب وتقف على مسافة واحدة من الجميع . 


عبدالوهاب جابر جمال


السبت، 19 سبتمبر 2015

القدس تستصرخكم

في ظل الأوضاع التي تعيشها امتنا هذه الايام ، من خلال الحروب والفتن الداخلية في مختلف دولنا ، والتشتت الذي بدأ يصيبها ، نرى العدو الصهيوني يستغل هذه الأمور لتنفيذ اجنداته  الخبيثة .

فمن خلال قواته المدججة بالسلاح تارة ومستوطنيه تارة اخرى يقوم وعلى مدى ايام متتالية بتدنيس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لغرض السيطرة عليه وتقسيمه دون رادع او حتى مستنكر ، الا القليل ممن مازال على عهده مع الأقصى ، ففلسطين التي كانت بوصلة الصراع أصبحت الان اخر الأولويات لدى البعض وللأسف .

وهذا الامر يوضح للمتابع عدة امور مهمة منها ؛ انه يكشف للجميع الدور المشؤوم لهذا الكيان الغاصب ونجاحة في بث الفتن في امتنا لإلهائنا بشؤوننا الداخلية و تجييش الجيوش وجمع الاموال لقتال بعضنا البعض ليستفرد هو بالقدس الشريف .

و يكشف ايضاً دوره في تأسيس ودعم وعلاج الجماعات التكفيرية (التي ترفع راية الاسلام والاسلام منها براء) وغرسها في خاصرتنا لضرب عواصمنا المقاومة ، لتقوم بتنفيذ أجنداته نيابةً عنه وهو ينظر اليها ويرشدها ويتدخل شخصياً عند اخفاقاتها كما شاهدنا مراراً وتكراراً في سوريا والعراق.

وللأسف ما زال البعض منخدع بهذه الجماعات التكفيرية العميلة رغم انكشاف وجهها الاسود ، ويصر على دعمها بحجة الحرية تارة ونصرة الاسلام تارة اخرى ، فهل جهل هذا البعض او تجاهل انه ينخر في جسد أمته ويضعفها بدل ان يعزها بجهاده ، فمن يرغب بالجهاد ورفعة راية الاسلام عليه ان يعيد بوصلة سلاحة للعدو الرئيسي الا وهو الكيان الصهيوني الغاصب لا الى داخلنا .

وهذا الامر يدل أيضاً على يقظة البعض ممن شخص ان العدو الصهيوني هو وراء هذه الجماعات التكفيرية العميلة منذ البداية ، فقاتلها كي لا يسمح له ان يحقق اي انتصار في اي ساحة من الساحات وكما انتصر عليه في معاركه المباشرة معه عدة مرات سينتصر عليه باذن الله بهذه المعارك غير المباشرة ايضاً .

وهنا أسأل كل من دعم وجيش وجمع المال والسلاح لدعم هذه الجماعات التكفيرية العميلة وخاصة من شعوب دول الخليج العربية والتي كانت هي الممول والحاضن الرئيسي لتلك الجماعات ، أوليس من الأجدر ان تجمع السلاح لدعم حركات المقاومة في فلسطين ؟!؟ اوليس من الأولى دعمها بالسلاح ومضادات الطائرات التي جمعتها وجهزت بها داعش واخواتها ؟!؟ أوليس الأقصى اولى بخطاباتك الرنانة التي صمت آذاننا بوسائل الاعلام !؟؟


وختاماً اقول و بآخر هذه السطور :
افيقي يا شعوب أمتي فالقدس تستسرخ وتطلب النصرة
افيقي يا شعوب أمتي وكفاك فتن وأعيدي عهدك للأقصى
أفيقي يا شعوب امتي ولا تنخدعي بكل ناعق ماكر



عبدالوهاب جابر جمال
السبت ٥ ذو الحجة ١٤٣٦
الموافق ١٩ سبتمبر ٢٠١٥

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

سويا لم تعد سوريا



انشغل العالم خلال هذه الفترة بعدة قضايا مهمة ومصيرية الا ان قضية هجرة عدد من المواطنين السوريين بحثاً عن مكان آمن كانت القضية الابرز خصوصاً وان عدداً كبيراً من المهاجرين قد غرق في بحار و محيطات العالم .

وان ابرز قضية كانت هي غرق الطفل آلان عبدالله شنو او "آلان الكردي" ، هذا الطفل الذي ترك مدينته "كوباني"  مع عائلته ووجدت جثته على احد شواطئ تركيا حيث غرق هو ووالدته واخاه ولم ينجو من الغرق سوى والده ، فاصبحت هذه العائلة رمزاً لمظلومية الشعب السوري في للعالم . 

هنا يجب ان نبحث عن اسباب هذه الهجرة ومصدرها ليتم معالجتها ، لكن في البداية ؛ لنعود بذاكرتنا الى سوريا قبل العام 2011 اي قبل ما يسمى "بالثورة السورية" ، ففي تلك الفترة ( ورغم ما يشاع عن ظلم واضطهاد ) ، الا اننا نجد ان سوريا لم تكن كما هي الان ( سوريا الدمار والقتل والهجرة ) بل كانت سوريا البلد السياحي الذي يصطاف به الآلف من كل دول العالم لطبيعتها و جمال مدنها، كانت سوريا هي سوريا المقدسات (حيث يأتيها المسلمون من مختلف دول العالم ومختلف طوائفهم لزيارة العتبات المقدسة فيها) .

بالاضافة الى انها كانت الارض التي تستقبل المهاجرين من مختلف دول العالم ايضاً ، فلا يمكننا ان ننسى الكم الهائل من الاخوة العراقيين والفلسطينيين والأفغان وغيرهم ، الذين تركوا ديارهم ولجؤوا لسوريا لما بها من أمن وأمان ، ولن ننسى أيضاً المثل الدارج آن ذاك والذي كنا نستمع له كثيراً  : ( ان طيبة الشعب السوري بتنسيك همومك) .

فماذا حدث ولماذا اصبح المواطن السوري يتركها الان بينما كانت هي الملجأ للكل !؟ الفرق هو ان سوريا قبل 2011 كانت للسوريين وهم من يدير شؤونها رغم ما بها من سلبيات ، اما الآن وبحجة "الثورة الشعبية المزعومة" لم تعد كذلك حيث تم جلب مئات الآلاف من المقاتلين من عدة دول بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة ، وبفكرهم الاجرامي النتن ، و بدعم من دول وشعوب مختلفة تجمعوا فيها وعاثوا بها فساداً وقتلاً وتهجيراً وتفجيراً .

وبسبب الحملات العالمية المشؤومة لتسليح "الثوار" وتجنيدهم  اصبح المواطن السوري غريب في بلدة ولا يأمن على نفسه وعلى اهله ، وبحجة طلب الحرية اصبحت لغة قطع الرؤوس والايدي هي اللغة السائدة في عدد من المناطق التي يسيطر عليها تلك الجماعات ، فقرر الكثير الهجرة ليهرب من هذه الجماعات التكفيرية التي سيطرت على بقاع كبيرة من الاراضي السورية ، وليبحث عن مكان يستطيع ان يوفر فيه الأمن له ولعائلته ، حيث اصبح الرجل يخاف على اطفاله من القتل ، وعلى نساءه من السبي والاغتصاب من قبل هؤلاء الهمج الذين يتلذذون بالجرائم ويتفننون بها .

فيتضح الان ان ذنب هؤلاء المهاجرين من اطفال ورجال ونساء يقع بذمة عدة جهات وأهمها الدول الراعية لتلك الجماعات التكفيرية و لمن وتبرع بماله لتسليحهم من شعوب تم التغرير بهم من قبل تجار الدين الذين اسسوا وسلحوا هذه الجماعات التي ارهبت المواطنين ، و بعد كل هذا يقومون الان بالبكاء عليهم ، اي اصبحوا وكما يقول المثل ( يقتل القتيل ويمشي بجنازته) .

فهنا ومع الدعوة لفتح الحدود العربية والاسلامية لإستقبال اللاجئين السوريين ، يجب ان يتم فتح باب محاسبة المتسببين من حكومات وتجار دين وفضائيات ساهموا بحماقتهم بتهجير هذه العوائل ، والسعي للحل السياسي الذي يكفل للشعب السوري ان يعيش ببلدة كريماً آمناً مطمئناً ويضمن مغادرة الغرباء وعودتهم الى بلادهم لتعود سوريا كما كانت وأفضل .


حفظ الله سوريا واعاد الله لها الامن والأمان ، وأعاد الله للأمة رشدها .


عبدالوهاب جابر جمال 
الثلاثاء 22 ذو القعدة 1436
الموافق 8 سبتمبر 2015