الجمعة، 31 يوليو 2015

جمعية الدسمة نموذج للفساد

بعد مرور ما يقارب الشهرين من انتخاب وتشكيل مجلس الادارة الجديد لجمعية الدسمة وبنيدالقار التعاونية في تاريخ 7 / 6 / 2015 ، وعلى الرغم من معرفة المرشحين السابقة بالإنتكاسة المالية التي وصلت اليها الجمعية و مدى الفساد الذي نخر بجسدها ، الا انهم بادروا ومنذ اليوم الاول لمحاولة معالجة هذه الانتكاسة  من خلال البحث عن بصيص امل خدمة لأبناء المنطقة ، لكنهم اكتشفوا ان الوضع ليس كما تقوله وزارة الشؤون بأرقامها المنشورة في الميزانية الماضية بل تعدت ذلك كثيراً .

فقد بينوا في بيان استقالتهم انه قد وصلت المديونية المتراكمة على الجمعية الى ما يقرب ال 9 ملايين دينار (رغم ان الارقام الرسمية تقول انها 6 ملايين) ، بالاضافة الى العقبات الاخرى حيث رفض بيت التمويل الكويتي صاحب أكبر مديونية لدى الجمعية التعامل مع أي مجلس إدارة منتخب، مما يعني حرمان الجمعية من بضائع 128 شركة منضوية تحت مظلتة ، كما ان البنوك وضعت الجمعية بالقائمة السوداء لكثرة القضايا المرفوعة ضدها بسبب إصدار شيكات بدون رصيد تقدر قيمتها بمئات الألوف .

بالإضافة إلى خلو المخازن من البضائع ، وانتهاء التراخيص التجارية لأغلب المحلات المستثمرة في الجمعية دون قدرة الإدارة على تجديد ترخيصها ، كما ان الجمعية تعيش حالة تضخم  وظيفي دون أي إنتاج يذكر وبتكلفة شهرية تبلغ 65 ألف دينار كما ان السوق المركزي غير مرخص أصلاً .

هذه التجاوزات بكل تأكيد لم تأتي وليدة يوم او يومين بل اتت وليدة لتراكم سنوات طويلة من التجاوزات والفساد المستشري وتحت نظر الإدارات المتعاقبة لوزارة الشؤون ، وهذا قد كان واضحاً في رد وزيرة الشئون على سؤال للنائب الفاضل السيد عدنان عبدالصمد  في يناير 2015 حيث أقرت الوزارة بوجود تجاوزات استمرت طوال السنوات الماضية دون أن تتخذ الوزارة الاجراءات اللازمة لمحاسبة المتسببين .

وتأتي استقالة هذا المجلس (المسببة) لتعيد الكرة الى ملعب وزارة الشؤون  لتقوم بدورها المطلوب في كشف المتسببين (سراق الملايين من اموال المساهمين) ومحاسبة جميع الذين تسببوا في وصول الجمعية إلى هذا الوضع الكارثي من كافة الجهات منذ 10 سنوات إلى يومنا هذا ، كما انه يجب على مجلس الامة القيام باحالة ملف الجمعية إلى ديوان المحاسبة ليكون لهم تحقيق "مستقل" في الموضوع ، لينكشف كل شيء امام أبناء المنطقة .

ختاماً نقول ان جمعية الدسمة وبنيدالقار هي نموذج مصغر "لفساد" الكثير من مؤسسات الدولة وتقصير الجهات المسؤولة فيها ، فسوء الإختيار والمحسوبية في التصويت هو ما يوصل لهذا الوضع المتدهور الذي من شأنه ان يتكرر في كل مؤسسة ، فهنا يأتي دور من يحمل هم الوطن والمواطن للقيام بدورة بكشف سراق الاموال العامة ، ودور المواطن في حسن الإختيار .


عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 14 شوال 1436
الموافق 31 يوليو 2015


الجمعة، 17 يوليو 2015

ايران النووية نموذجاً

بعد سنوات من الشد والجذب والحروب والحصار استطاعت الجمهورية الاسلامية الايرانية وبالتفاوض مع دول ال (٥+ ١) ان تنتزع حقها في النشاط النووية بالإضافة الى فك الحصار الظالم عليها بعد ان رافقها منذ انتصار الثورة .

البرنامج النووي السلمي كان وخلال السنوات الماضية من اهم المحطات السياسية العالمية واخطرها ، فقد لوحت الدول الكبرى مراراً وتكراراً بالحل العسكري لمواجهته ، كما انه محل تجاذبات في الداخل الايراني بين التيار المحافظ والتيار الاصلاحي وكلاً من هذان التياران لهم طريقة معينه للتعاطي مع حيثيات هذا الملف . 

هنا ومن خلال هذا المقال لن اتطرق لموضوع من الرابح أو الخاسر في هذه المفاوضات ولا حول طرق كل تيار في الداخل الايراني في التعامل معه ، بل سأبحث في بعض المفاهيم الجديدة التي اقرتها هذه المفاوضات والتي من شأنها ان تغير وتعيد اللعبة السياسية العالمية والتحالفات الدولية واسلوب التعامل بين الدول ومنها :

١- خلال سنوات كانت الولايات المتحدة الامريكية تفرض نفسها على انها الدولة العظمى التي لا يمكن مخالفتها او عصيان أوامرها ، ودائماً ما تتعامل مع بقية الدول (لاسيما الدول الاسلامية والعربية) كتابع لها تسيرها حسب ما تريد ، وجاء هذا الاتفاق للحد من هذا الامر ، فايران الاسلامية استطاعت وامام الجميع ان تضع رأسها برأس امريكا ودول (ال٦ +١) وتجلس بمفاوضات (الند بالند) بقوة وذكاء .

٢- ان الحق ومصالح الدول ان وجد له من يدافع عنه بعقيدة قوية وسياسية المبادئ وتفاوض بحكمة سيعود لأهله رغم كل الصعوبات ، فايران على سبيل المثال ورغم عداوة دول الاستكبار لها دخلت التفاوض وبيدها ٤ مطالب استطاعت ان تحققها جميعاً وهذه المطالب كما يقول الرئيس روحاني هي : ( المحافظة على انشطتنا النووية ،  الغاء العقوبات المفروضة علينا ، الغاء القرارات الظالمة ضدنا ، خروج الملف النووي الايراني من البند السابع في مجلس الأمن) .

٣- رغم الحصار الظالم ورفض دول الاستكبار لدخول ايران للنادي النووي الا انها وبفضل جهد شبابها وحكمة قيادتها  استطاعت ان تكسر كل هذه الحواجز وبدأت ببناء برنامج للاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على الغير وفرض سياسة الامر الواقع أمام العالم وفرضت نفسها كقوة لا يستهان بها وهذا التعامل لم تجده امريكا والدول الكبرى لدى احدٍ من قبل  .

٤- على الرغم من دخول دول الشرق الاوسط بتحالفات قوية واستراتيجية مع الولايات المتحدة ظناً أنهم  سيحصدون الخير والتقدم ، إلا ان ايران رأت عكس ذلك ورفضت سياسة  القطب الواحد ووجدت نفسها تتحالف مع كل من يمد اليد لها فشكلت قطباً جديداً ضم ( روسيا وفنزولا وايران وسوريا والعراق والصين وعدد من الدول الاخرى ) وبهذا التحالف كسرت التفرد الامريكي بالقرار الدولي وبالنهاية وجدت دول الشرق الاوسط انها لم تستفد من امريكا شي وايران هي من استفادت .

٥- استطاع الاتفاق ( بصيغته الحالية ) ان يوحد الداخل الايراني ويرضي جميع الاطراف "تقريباً" وأن يبرز الدور الكبير الذي لعبة الولي الفقيه الامام الخامنئي لانجاحه واصبح الجميع يرى هذا الاتفاق على انه نصر استراتيجي لايران ككل بقيادتها مرشدها .

٦- اظهرت الجمهورية الاسلامية ورغم ما يشيعه الغرب عن تخلف الاسلاميين وتراجعهم عكس ذلك وبيت ان الاسلام دين العبادة والسياسة دين التطور والتقدم فبتمسكها بالدين وصلت لافضل المواقع الى ان وصلت بإسلاميتها للنادي النووي .

هنا يجب ان تعي دول المنطقة انها تستطيع ان تتطور وتصل لما تريد ليس من خلال الإرتماء بالحضن الأمريكي بل بالاعتماد على شعبها وقدراتها والجلوس مع بقية الدول بقوة وعزة لا بثقافة العبد والسيد .


عبدالوهاب جابر جمال
الجمعة 30 رمضان 1436
الموافق 17 يوليو 2015



الأحد، 12 يوليو 2015

الكويت تشكر سيد المقاومة

شاهدت كما كل الكويتيين التحية التي قدمها سماحة السيد حسن نصر الله للكويت من على منبر يوم القدس العالمي وبعد مرور اسبوعان على تفجير مسجد الإمام الصادق عليه السلام ، ليثمن سماحة السيد للكويت (اميراً وحكومةً وشعباً وتياراتٍ سياسية ووسائل اعلام ) موقفها البطولي الذي أفسد من خلاله ما أرادته عصابات داعش التكفيرية بعملها المشين من تفتيت وحدتنا وترابطنا .

ومن خلال هذه التحية شعرتُ كما شعر كل كويتي حر حَكَّمَ عقله قبل قلبة بالسعادة والشرف والعزة لأن هذه التحية اقترنت بدعوة من السيد لتعميم هذه التجربة على العالم ولأن الكويت عادت كما كانت رائدة للوحدة والتسامح ورمزاً للوحدة الوطنية  .

واستناداً لقول الله تعالى :" وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍۢ فَحَيُّوا۟ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ ۗ" أقول لسماحة السيد نحن من يتوجب علينا شكرك وتحيتك ، لأنك اول من كشفت هذه العصابات على حقيقتها ، ومنذ البداية حذرت منها لكن البعض كان في سباتٍ عميق ، وأنت يا سيدنا من ضحى بشباب حزبه للدفاع عن أمتنا في مواجهة هذه الجماعات وقدمت الشهداء للدفاع عنا في اغلب الساحات .

أنت من يستحق التحية يا سيدنا ، لأنك من شخصت لنا عدونا وشخصت لنا ان هذه الحركات ( داعش والنصرة ومن لف لفهم ) هم عملاء للإستكبار وقد أنشأهم العدو لكي يشغلوننا عن مواجهته وكي يثيروا الفتنة في ما بيننا . 

أنت من يستحق الشكر يا سيدنا ، لأنك رجل القول والفعل رجل السلاح والكلمة رجلٌ أذل الصهاينة في الميدان وأذل التكفير في النزال ، ولأنك سيد المقاومة بلا منازع .

واخيراً اقول اننا ككويتين يحق لنا ان نفتخر بتحيتك هذه رغم انف من يجهل قدرك وما زال يهاجمك ، ويحق لنا ككويتيين ان نرد لك التحية ونقول ان الكويت تشكر سيد المقاومه .

 
عبدالوهاب جابر جمال

الأحد 25 رمضان 1436
الموافق 12 يوليو 2015


الجمعة، 10 يوليو 2015

القدس ... بوصلتنا لمواجهة العدو

في كل عام وبالأخص بالجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك تمر علينا ذكرى يوم القدس العالمي اليوم الذي أسسه ودعا له الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني (رض) بعد أشهر قليلة من عودته من المنفى لإيران وإنتصار الثورة الإسلامية أي في العام 1979م مما يؤكد على أهمية هذه القضية ومركزيتها بالنسبة له .

وقد حث الإمام الراحل المسلمين بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية بل والعالم بأسره لإحيائه ولجعله يوماً لنصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين ، وبالفعل لبت الشعوب الحرة هذه الدعوة بالخروج سنوياً وبالملايين للشوارع لإحيائه لأن القدس نبض قلوبهم وهي رمزٌ لمواجهة الإستكبار في كل الساحات .

وتمر علينا هذه الذكرى في هذا العام لتعيد بوصلة الأمة من جديد للقدس الشريف بل لكل فلسطين بعد ان انشغل العالم بخلافاته الجانبية في السنوات الأخيرة ، والتي اخترعها الاستكبار العالمي لإشغال المسلمين عن فلسطين و جعلها قضية هامشية خدمةً للكيان الصهيوني الغاصب .

فاليوم تعود ذكرى يوم القدس العالمي وقد تكالبت قوى الاستكبار على اغلب الدول التي ساندت ووقفت مع الحق الفلسطيني لا سيما سوريا المقاومة والعراق واليمن والبحرين وغيرها من الساحات ، فلو نظرنا لسوريا المقاومة على سبيل المثال لرأينا كيف قام العدو بإنشاء عدد من العصابات التي تدعي الحرية (كالجيش الحر) و أخرى تدعي تبني الاسلام ونهج القرآن (كالنصرة وداعش) وهي بعيدة كل البعد عن الحرية والدين ، وزرعها في سوريا كعقاب لما قامت وتقوم به من دعم ايوائهم وتدريب لكل حركة تقاوم العدو الصهيوني، وهذا يدل على اهمية سوريا بالنسبة لفلسطين و القدس .

واليوم كما في كل عام نظرنا للشعوب الحرة واذ بها تخرج عن بكرة ابيها لتعيد القدس للواجهة وتوجه فوهات العداء له وللشيطان الأكبر أمريكا ، وتصفع كل عميل على وجهة وتقول له ان كنت تريد الجهاد فهاهي ابواب فلسطين مفتوحة .
 
ختاماً نقول ان يوم القدس العالمي  لم ولن يكن يوماً خاصاً بالمسلمين، بل يوماً عالمياً لكل المستضعفين ، ولعل في ذلك إشارة إلى إعطاء الإمام  بعدها العالمي، كنموذج للصراع بين الحق والباطل، وهذا ما عبر عنه الإمام والذي سيتضح دلالاته سنوياً .



عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 23 رمضان 1436
الموافق 10 يوليو 2015

الجمعة، 3 يوليو 2015

أسبوع مضى

أسبوع مضى على جريمة التفجير الإجرامي في مسجد الإمام الصادق عليه السلام وما زلنا نشعر كما يشعر كل أبناء الشعب (بل وكل حر بالعالم سمع بالخبر )  بالألم والفخر ، ألمٌ لفقد الأحبة وثلة من خيرة ابناء الشعب ، وفخرٌ واعتزاز  لنيلهم درجة الشهادة العظيمة والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "فوق كلّ ذي برٍّ برٌّ حتى يقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه برّ".

أسبوع مضى على هذا التفجير الإجرامي الذي راح ضحيته ثله من رجال الله الذين سقطوا وهم صيام سجود متوجهين بقلوبهم الى الله قبل أجسادهم ، وببركة دمائهم إستطاع الشعب أن يقف كسدٍ منيع بوجه هذا التنظيم التكفيري و وجه له رسالةٌ مغايره لما أراد فجسد الوحدة بأفعاله وأقواله وبكل ما يملك ،رغم بعض الاصوات النكرة التي تخرج من هنا وهناك إلا ان التلاحم و التعاضد كان السمة السائدة بين الشعب بكل مكوناته .

أسبوع مضى على التفجير ، وقد رأينا وعرفنا مكانت الشعب الكويتي بين جيرانه من دول المنطقة والعالم من خلال حضور آلاف الوفود الرسمية والشعبية ومن خلال البرقيات التي تعزي وتهنئ بالشهداء السعداء ، مما هون على عوائل الشهداء والجرحى مصابهم .

والآن وبعد مضي أسبوع كامل وبعد الإنتهاء من ايام العزاء والحداد ، نحب أن نوجه رسالة الى الحكومة بأن لا تخذل الشعب وتبدأ بخطوات عملية لمواجة هذا التنظيم الذي رفضة الشعب بكافة فئاته من خلال عدة خطوات عملية نذكر منها الاتي :
١- الإستمرار بالقبضة الأمنية لمواجهة الخلايا النائمة وانزال أشد العقوبات بهم. 
٢- مواجهة الفكر المتطرف الذي يستند إليه هذا التنظيم من خلال مواجهة رموزه في الكويت ومحاكمتهم ومحاكمة كل متطرف من اي طائفة .
٣- تطهير المناهج الدراسية والتي لا تخلو من تكفير لفئة من فئات المجتمع .
 ٤- إقامة برامج إعلامية لنبذ التطرف وبث روح التسامح والوحدة والتآخي عبر القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة ومن خلال الفلاشات التوعوية وغيرها .
٥- المساواة في التعامل مع كافة أبناء الشعب بالتوظيف ، وعدم النظر اليهم كشعب من الدرجة الاولى والثانية . 

كما نوجه رسالة  للتيارات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بأن يكونوا على قدر المسؤولية ويكونوا عوناً لبعض وأن يسعوا لبث روح الوحدة والتآلف بين منتسبينهم وأن يقاطعوا كل طائفي اقصائي يخدم مشروع داعش بطرحه وأن ينظروا لمصلحة الكويت بكل فئاتها من خلال إقامة برامج ومهرجانات تصب في مواجهة الفتنة وبث روح المحبة.


وفي الختام نسأل الله 
الرحمة للشهداء و الشفاء العاجل للجرحى .
عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 16 رمضان 1436
الموافق 3 يوليو 2015