الجمعة، 30 يناير 2015

شبعا ،، تلجم العدو

تعتبر عملية شبعا التي نفذتها مجموعة شهداء القنيطرة التابعة للمقاومة الاسلامية من اضخم العمليات التي واجهت العدو الصهيوني من حيث الزمان والمكان و الهدف ، وتعتبر ايضاً هذه العملية نصراً عسكرياً واستخباراتياً للمقاومة وتعدت هذا الامر واخذت ابعاد سياسية تجاوزت حدود لبنان و الكيان الصهيوني ووصلت الى العالم اجمع .

فمن الداخل الصهيوني الذي اعتبر هذه العملية عملية خطيرة جداً ونوعية ومعقدة ، عسكرياً اعطت قيادة الجيش الامر للبدأ بحالة الاستنفار واغلاق المطارات واعلنت منطقة شمال الكيان منطقة عسكرية  وبدأ الجيش بقصف بعض المناطق الحدودية بالقذائف العبثية ، وسياسياً فقد تخبطت قيادات العدو السياسية وبدأت تطلق التصريحات دون معرفة ما هو القادم وبدأ كل طرف يرمي الطرف الاخر ويتهمه بانه السبب وراء هذا الرد .

وخارجياً بدأ العالم العربي و الاوربي يشعر بمدى قوة العملية وتبعاتها فبدأً بالادانات الامريكية و الاوربية ومروراً  بتصريح الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والذي طالب مجلس الامن التدخل لوقف تدهور الاوضاع على الحدود ، ووصولاً الى جلسة مجلس الأمن الدولي الذي اجتمع بطلب من فرنسا لبحث التدهور على الحدود ، كلهم اجمعوا على التهدئة خوفاً من تفاقم الوضع والدخول في الحرب .

 وفي لبنان التف الشرفاء حول المقاومة وباركوا لها عمليتها ووقفوا مع حقها بالرد على العدو الذي اعتاد تكرار الاعتداءات على لبنان ومقاومته بكل عنجهية (دون احترام للمواثيق و القوانين الدولية ) الا القلة القليلة التي لم تذق طعم الكرامة والعزة حيث ادانت العملية دون مراعاة لمشاعر الشعب اللبناني الشريف .

وانعكست هذه العملية ايضاً وبشكل ايجابي على محور المقاومة ، فبدأ اطراف هذا المحور وبكل دوله وفصائله بالوقوف مع حزب الله  ومؤازرته لا سيما حركات المقاومة في فلسطين المحتلة كحركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي  والجبهة الشعبية وغيرهم ، حيث بادروا ومنذ الاعلان عن العملية لمباركتها مما يدل على قوة هذا المحور وتخطي الفترة السابقة التي شابتها بعض الاختلافات (خاصة بالشأن السوري) فهذه الحماقة الصهيونية في القنيطرة ابرزت قوة التلاحم والتنسيق بين فصائل المقاومة وأثبتت أن بوصلتهم هي فلسطين ومواجهة العدو الصهيوني .

واما على صعيد حزب الله وباختياره لهذه العملية بتوقيتها وموقعها (والتي جاءت قبل يومين من الكلمة المرتقبة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله) فقد أثبتت المقاومة انها مستعده وبكامل قوتها للرد على اي حماقة بالزمان والمكان المناسب ، وأنها مستعدة للدخول في اي مواجهه كانت وان الرد جاهز وقوي حتى لو حدثت الحرب ،كما اثبتت المقاومة ان وهم البعض من خوف الحزب من الرد لانشغاله بسوريا سقط بلا رجعة .

وفي كل الظروف فإن عملية القنيطرة والرد عليها يكشف بوضوح ان قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني دخلت في مرحلة جديدة ، اسرائيل هي الحلقة الاضعف فيها والدليل تخبطها السياسي والعسكري والاستخباراتي ومن ورائها الولايات المتحدة التي قالت أن الرد مؤلما لكنه لا يستدعي حربا .



عبدالوهاب جابر جمال
الجمعة 9 ربيع الثاني 1436
الموافق 30 يناير 2015


الجمعة، 23 يناير 2015

اليمن ،،، ثورة على حكم السفارات

منذ سنوات طوال يعيش اليمن على صفيح ساخن ، قبل الصحوة الاسلامية ( أو ما يسمى بالربيع العربي) و بعدها ، فمن فتن القاعدة و التدخل الاجنبي متمثلاً بالسفارات الى الفقر و الظلم الداخلي الى الثورة على نظام علي عبدالله صالح وحتى توقيع اتفاق السلم والشراكة .

فاتفاق السلم والشراكة والذي جاء لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي ارتضاه الجميع ( شعب و نظام وتيارات وطنية ) وتم التوقيع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2014  والذي اعتبر حلاً لمشاكل اليمن و بداية بناء دولة اتحادية ديموقراطية جديدة مبنية على مبادىء سيادة القانون والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان والحكم الرشيد، والتزاماً بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، واستجابة لمطالب الشعب في التغيير السلمي وإجراء إصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية وتحقيق الرفاه الاقتصادي، وخدمة للمصلحة الوطنية العليا، وتجسيداً للشراكة والتوافق في التشخيص والحلول والتنفيذ، والتزاماً باستقرار البلاد وتحقيق مستقبل ديموقراطي واعد ومشرق، ومن أجل الوحدة الوطنية وبناء السلام وتعزيزه .

الا أن فرحة اليمن لم تكتمل ولم يتم تطبيق الاتفاق بالشكل المطلوب وأصبح التدخل الأمريكي عبر سفارتها واضحاً
للعيان بالضغط لتمرير مشروعة عبر مسودة تقسم اليمن الى ستة اقاليم (واصبح النظام وخلافاً للاتفاق يدفع بهذا الاتجاه وبقوة ) وبحسب هذه المسودة يتم  تقسيم اليمن لأقاليم تقسم حسب الثروات والطوائف ولكل اقليم حكومة مركزية مما سيخدم مخطط امريكا ومحورها لتمزيق اليمن والمنطقة .

وهذا ما يرفضة الشعب اليمني الحر فالتقسيم مرفوض و تحكم السفارات الامريكية والغربية بمصير اليمن مدان وهذا ما دفع الشعب بقيادة جماعة أنصار الله (التي يرأسها السيد عبدالملك الحوثي ) واللجان الشعبية  للقيام من جديد للحفاظ على مكتسبات الشعب التي تم الاتفاق عليها ورفضاً للتدخل الأمريكي ، فزج النظام بالجيش في الشوارع للتصادم مع الحوثيين و قوات اللجان الشعبية الا ان الجيش اوعى من ذلك فلم ينجر للعنف بل سلم نفسه للشعب والتحق بالقوات الشعبية واصبحوا قوة واحدة للحفاظ على اليمن .

فوضعوا يداً بيد لتحقيق مطالبهم والمحافظة على مكتسباتهم ، وأقاموا ثورة جديدة عرفت بثورة الحفاظ على المكتسبات ومواجهة حكم السفارات والمشروع الأمريكي ، فأجبروا الرئيس عبدربة منصور هادي و رئيس حكومته خالد محفوظ عبدالله بحاح على تقديم استقالاتهم وبات الشعب هو الذي يقود دفة قيادة الدولة نحو الحرية والديمقراطية بقيادة السيد عبدالملك الحوثي .

والواضح من خطاب السيد  الحوثي الذي اضحى زعيما وطنيا بامتياز رفض التدخلات الخارجية لحرف المسيرة الشعبية عن تحقيق اهدافها ، وهذا ما يجب على الشعب الالتفاف حوله لان مصلحة اليمن يجب ان يقررها اهل اليمن لا من يريد ان يضع اليمن في سلة الدول التابعة له .



عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 2 ربيع الآخر 1436
الموافق 23 يناير 2015


الجمعة، 16 يناير 2015

زمن الإنتصارات بلغة ال "CIA"

على الرغم من تكرار الخبراء السياسيين والعسكريين ان هذا الزمن هو زمن انتصار محور المقاومة في مختلف الميادين الا انه ومن الملفت والمهم وفي سابقة هي الأولى من نوعها ما نشره أحد أكبر المحللين السياسيين الأمريكيين الا وهو (غراهام فولتر ) الذي شغل لسنوات منصب رئيس قسم البحوث والتخطيط في وكالة الاستخبارات الأميركية «CIA» على مدونته بتاريخ 3 / 1 / 2015  ولخص توقعاته لما سيحدث في سنة 2015  لخمسة  توقعات وهي :

1- زوال داعش
2- تعاظم دور إيران
3- تراجع أردوغان
4- رعاية روسية للتسويات
5- عودة طالبان إلى الحكم


وهذه التوقعات كتبها كتوقعات تحليلية مبنية على وقائع السنوات المنصرمة التي قضاها في اروقة الاستخبارات الأمريكية .

فالمتابع لهذه التوقعات يرى ان المنطقة ستتشكل كما يرسم لها المحور المواجه والمقاوم لأمريكا والكيان الصهيوني وتعتبر هزيمة فادحة لأمريكا وحلفائها .

 فبدايتها بزوال جماعة (داعش) التي صنعتها الولايات المتحدة في سوريا للانقضاض على نظام الرئيس بشار الأسد (حامي المقاومة ) وبعدها تمددت الى العراق المنتمي الجديد للمحور مما سيشكل انتصاراً لهذين البلدين  .  

ومن ثم تعاظم دور ايران التي تعتبر رأس هرم المحور والتي باتت لها اليد الطولى في حل قضايا العالم ، فايران بعد ان كان العالم كله يريد تهميشها و اضعافها اصبحت قوة (دبلوماسية وسياسية وعسكرية واقتصادية ونووية ) لا يمكن تجاهلها ولا يوجد اي قضية تمرفي العالم الا و يتم الاستعانة بها لحلها وسيزيد دورها أكثر فأكثر.

اما اردوغان الغارق في اتهاماتٍ بالفساد والملاحق بالانتقادات بجنون العظمة بسبب عدم قدرته على تحمّل جميع المنتقدين له ، ورفضه لكل معارضة له على نحو متزايد ستكون نهايته قريبة.
فبعد ان كان يترقب اسقاط الرئيس بشار الأسد عن الحكم يبدو انه سيغادر و بشار صامد .

أما روسيا والتي تواجه امريكا على زعامة العالم ستكون هي الراعية لكل التسويات العالمية وستصبح المحور الأقوى فيه مما سيجعل الدور الأمريكي يتلاشى  .


فكل هذه التوقعات تعتبر نصراً لمحور المقاومة وتجسيداً لقول أحد اهم شخصيات هذا المحور وهو السيد حسن نصر الله  "ولى زمن الهزائم وجاء زمن الإنتصارات" .



عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 24 ربيع الأول 1436
الموافق 16 يناير 2015

الجمعة، 9 يناير 2015

أسبوع الوحدة ،، ومواجهة الفتنة

قال تعالى في محكم كتابه  : 
((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ)) ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))  [الأنبياء:107].


تمر علينا ذكرى ميلاد منقذ البشرية و رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه واله وسلم هذه السنة و الأمة تعيش أحد أصعب أزماتها .

حيث ظهرت بعض الحركات التي تدعي أنها من أتباعه و السائرين على منهجه الطاهر (وهي في الواقع بعيدة كل البعد عنه صلى الله عليه وآله )  وبدأت تتغلل بين الشباب والدول كالسرطان و أنشأت لها دولة مزعومة تحت مسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام) والتي عرفت (بداعش ) .

وبدأت تحتل الأراضي وتتوسع بدعم غربي وعربي  على أرض الشام في سوريا العروبة ومن ثم توسعت الى عراق الرافدين والمقدسات الإسلامية فدمرت المساجدوالحسينيات واستهدفت المراقد ، أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع ( الا القلة القليلة التي شخصتها منذ البداية وواجهتها فكرياً وعسكرياً وما زالت )  .

 فباسم الدين اصبحت (داعش) تمارس بعض الممارسات المشينة من قتل وسبي و نحر و تمثيل بالجثث ، حتى بات البعض يتصور ان هذا هو فكر نبينا صلى الله عليه وآله وسلم  وسيرة أتباعة والعياذ بالله .

الا أن نبينا صلى الله عليه واله وسلم ليس بهذه الصورة بتاتاً فهو نبي الرحمة ومنقذ البشرية وصاحب الخلق الرفيع والتسامح وكما وضحنا في مستهل المقالة بأنه رحمة للعالمين كما بين الله عز وجل  .

وأتباعه هم من يتبعونه حقاً ومن يسيرون على خطاه بنشر المحبة والرحمة والألفة والوحدة  والخلق الرفيع لا كما تروج له داعش و حلفائها .

فداعش لا تمثل الدين ولا تمثل اخلاق النبي صلى الله عليه واله بل هم ثلة من المجرمين تلبسوا بلباس الدين ليشوهوا صورته الناصعة خدمة لأجندات مشبوهة ليعيثوا في الأرض فسادً .

فوفاءً لرسولنا الرحيم (ص) وتزامناً مع اسبوع ميلاده الذي سمي بإسبوع الوحدة الإسلامية يجب علينا نحن المسلمون حقاً أن ننهض ونواجه هذا الفكر الداعشي المقيت  وأن نسعى بكل ما نملك أن ننشر الفكر الصحيح و المنهج السليم الذي دعانا له صلوات الله وسلامه عليه وأن نعيد الصورة المشرقة للإسلام المحمدي الأصيل ومبادءة القيمة ونبذل سعينا لتوحيد أمته وتوحيد كلمتها مما سينعكس على عزتها وكرامتها. وهكذا نكون أتباعاً حقيقيين له .



عبدالوهاب جابر جمال
الجمعة 17 ربيع الأول 1436
الموافق  9 / 1 /2015