السبت، 19 يونيو 2021

قراءة في الإنتخابات الإيرانية



جرت يوم أمس الجمعة ١٨ / ٦ / ٢٠٢١ الإنتخابات الرئاسية ال١٣ للجمهورية الإسلامية الإيرانية لإختيار الرئيس الثامن لها منذ إنتصارالثورة الإسلامية فيها .


ورغم العوامل الكثيرة التي عمل الكثيرين في الداخل والخارج لإفشالها بالإضافة الى إنتشار الوباء الذي يعيشه العالم ومحاولة البعض منبث الشائعات وتقليل همة الناس إلا أن الشعب الإيراني كان لهم بالمرصاد حيث أفشل هذه المخططات بمشاركته الملحمية بالاقتراع (كماوصفها الامام الخامنئي) .


وقد أوصل الشعب الإيراني من خلال مشاركته لإختيار رئيسه الجديد بالإضافة لمشاركته أيضاً ب٣ إنتخابات أخرى بنفس اليوم وهي ( الإنتخابات التكميلية لمجلس الخبراء والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى و انتخابات مجالس البلدياتعدة رسائل أهمها :


تجديد البيعة لنظام (الجمهورية الإسلاميةوهو النظام الذي اختاره الشعب بنفسه لطريقة وأسلوب النظام الذي يرغب به بعد الثورةالشعبية العارمة التي حصلت في سنة ١٩٧٩ م بنسبة ٩٨٪ .


تمسكة و ولاءه المطلق  بنظام ولاية الفقيه وإستجابته السريعة لخطابات الإمام الخامنئي الذي حث فيها على المشاركة الفاعلة بالانتخابات .


تأكيده ورغبته بأهمية معالجة المشاكل الداخلية التي تراكمت في السنوات الماضية وأهمها القضية الاقتصادية والقضاء على الفساد الذيعانى منه الشعب نتيجة لأسلوب عمل حكومة الشيخ روحاني .


وبإنتخاب الشعب للسيد إبراهيم رئيسي كرئيساً للجمهورية بنسبة مرتفعة جداً وبفارق كبير عن المرشح الذي حصل على المركز الثاني أكدالشعب الإيراني تمسكه بالتيار المحافظ القريب من  فكر وتوجهات الولي الفقيه "كما يقول الإيرانيين والمتابعين" .


فبعد انتخاب السيد رئيسي تصدر هذا التيار جميع مفاصل الجمهورية بالانتخابات الحرة والمباشرة ، وتم إبعاد التيار "الإصلاحيالذييدعو للانفتاح والحوار مع أمريكا والغرب برسالة واضحة على تمسك الشعب برفض التعامل مع أمريكا والغرب مما يدل على تمسكه بشعارالثورة الرسمي (إستقلال .. حرية .. جمهورية إسلامية).


بالإضافة على إصراره على مواجهة الفساد حيث أن السيد ابراهيم رئيسي عُرف بأنه من أشد الشخصيات الحازمة في مواجهة الفساد ،حيث كان يعمل في الفتره الماضية كرئيساً للسلطة القضائية بتعيين من الإمام الخامنئي وقد قام من خلال منصبة بضرب الكثير من رموزالفساد في البلد وأحالهم للمحاكمات وإسترجع الكثير من الأموال المسروقة لخزينة الدولة .


ومن الأمور الملفته أيضاً وخلال مشاركة الناس بمختلف توجهاتهم السياسية إصرار الكثير منهم على المشاركة وهم رافعي صور شهدائهموبالأخص صور الشهيد قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي إغتالته القوات الأمريكية في العراق ، وتصريح عدد منهم للإعلام بأنمشاركتهم أتت وفاءً لدمه وتمسكاً منهم بمبادئه ورغبة بالثأر من قاتليه وإصراراً على خيار المقاومة .



ختاماً :

ما حصل بالانتخابات الإيرانية يوم أمس ما هو إلا ملحمة شعبية جديدة وإنتصاراً للنظام الإسلامي في إيران ومحور المقاومة يضاف الىسجل الانتصارات الأخرى . 




 عبدالوهاب جابر جمال