الخميس، 14 يوليو 2016

زمن التطبيع

بعد سنوات من محاولة دول الاستكبار تحويل بوصلة عداء الأمة الاسلامية وابعادها عن عدوها الحقيقي “الكيان الصهيوني الغاصب” ، من خلال استخدامها لعدة وسائل نجحت وللأسف في بعضها وأصبحت نتائجها ملموسة يستشعرها الجميع .

 فتارة أشغلونا بحروب جانبية (في سوريا و اليمن و العراق وليبيا وغيرها) استنزفت طاقتنا ومالنا وتفكيرنا وسلاحنا (فيما بيننا) فنسينا ان عدونا الحقيقي يتربص بنا الدوائر ويطور قدراته بانتظار اللحظة المناسبة لمهاجمتنا.

 وتارة أخرى نشطوا وابدعوا بتشويه صورة حركات المقاومة الشريفة التي نذرت وجودها للدفاع عن الامة في مواجهة للكيان الغاصب “اسرائيل” ومشاريعه في فلسطين ولبنان ووصفها زوراً وبهتاناً بأنها ميلشيات وحركات طائفية تتبع دول خارجية وتعمل لمصالحها الخاصة بعد ان كانت هذه الحركات محل اجماع وإعجاب الشعوب  .

بالاضافة الى مخططهم الاخطر وهو تنفيذ مشروعهم الفتنوي “فرق تسد” من خلال اللعب على وتر الطائفية واشعاله في أمتنا لنتفنن بقتل بعضنا البعض و ننتظر اي دولة خارجية لتنقذنا وتخلصنا من الطرف الاخر ليكونوا هم المنقذين الذين لا نستطيع ان نعيش بدونهم لخوفنا من الطائفة الثانية وهكذا .

ومن خلال تبني هذه المشاريع التدميرية من قبل فئات واسعة من المغفلين من ابناء أمتنا وبغطاء من بعض  أنظمتنا ، نجح العدو بهدفه ونسي الشارع عدوه الحقيقي وبات يتقبل اي فكرة للتقرب من الكيان الصهيوني لانه لم يعد العدو الاساسي لنا ، واصبحنا حقاً نعيش في زمن التطبيع مع الكيان الصهيوني وللأسف .

وهذا فعلاً ما شهدناه جميعاً في الايام السابقة من خلال هرولة عدد من البلدان “لعاصمة” الكيان الصهيوني لالتقاط صورة مع قادة هذا الكيان الارهابي و التوقيع على معاهدات واعلان التطبيع واقامة مؤتمرات صحفية لاعلان ذلك  دون استنكار حقيقي من الشعوب .

فتركيا بعد ان استغفلت الكثيرين برفع شعار نصرة غزه والوقوف مع حركات المقاومة نراها تضع يدها بيد العدو وتعلن إنهاء مقاطعتها له والبدء بالتطبيع معه لأسباب وحجج واهية ، وتلتها مصر حيث عادة العلاقات بينها وبين الكيان الصهيوني وتم قبل ايام اعلان اسم السفير “الاسرائيلي” الجديد في مصر .

هذان الحدثان بالاضافة الى ذهاب وفود شعبية للقدس المحتله بحجة زيارة المسجد الاقصى المبارك (والتي تعتبر اعتراف ضمني بالاحتلال حيث يجبر القانون هناك اخذ موافقة رسمية منه) وحسب المتابعين تعتبر خطوات اولية للتطبيع العربي والاسلامي الشامل مع العدو الصهيوني ، خصوصاً بعد ان شاهد الجميع عدم المبالاة و عدم وجود ردات فعل شعبية ورسمية حقيقية تستنكر هذه المواقف المخزية .

وان لم ترى الانظمة والحكومات اي تحرك نتحرك منا كشعوب غيوره ضد هذه المؤامرات والخطوات التطبيعية سنرى قريباً سفارات للعدو الصهيوني  في بلداننا بحجج واهية وحينها لم نستطيع تغيير الواقع المرير .



عبدالوهاب جابر جمال

الاثنين، 4 يوليو 2016

وداع شهر رمضان الدامي

في الأيام الأخيرة من شهر الرحمة والمغفرة شهر رمضان المبارك ، عادة ما يودع المؤمنين هذا الشهر بالعبادة والطاعة والإستعداد لإستقبال هلال عيد الفطر المبارك ، الا أن الأمر هذا العام بات مختلفاً حيث تودع الكثير من العوائل والشعوب هذا الشهر بالحزن والألم وتقديم الدماء .

حيث قام تنظيم داعش الارهابي بعدة عمليات ارهابية في عدد من دول العالم خلفت شلالات من الدماء منها بلبنان حيث قام التنظيم بتفجير في كنيسة للمسيحيين في بلدة القاع ، وفي تركيا حيث تم التفجير في مطار أتاتورك ، بالإضافة للعراق البلد الذي مازالت جراحة تنزف باستمرار يومياً حيث حصدت العملية الاجرامية التي حدثت في مدينة الكرادة أكثر من ٢٠٠ شهيد  .

واخرها قيام التنظيم الارهابي بأربع عمليات ارهابية خلال يومين في المملكة العربية السعودية بداية بمدينة جدة وبعدها بمدينة القطيف وأخطرها بالمدينة المنورة بجانب الحرم المبارك لرسول الله وخير خلق الله دون مراعاة لقدسيته صلى الله عليه واله وسلم .

ولولا فضل الله عز وجل والقاء القبض على عدد من الأشخاص الذين اعلن انهم من منتمين لتنظيم داعش لتجددت المأساة في الكويت حيث وحسب ما نشر انهم كانوا يخططون لتفجيرات في احد المساجد وعدد من مخافر الامن .

هنا ومع هذا الكم من دماء الأبرياء يجب ان يلتفت العالم لعدة نقاط منها :

- ان التفجيرات تنوعت ما بين كنيسة ومسجد وحسينية مما يدل على ان التكفير والارهاب لا دين له بل هو عمل يقوم به عدد من الضالين الذين تقودهم استخبارات دولية لتنفيذ مخططاتها تحت غطاء ديني .
- ان دماء الانسانية بشكل عام اختلطت دون تفريق بين جنس او لون او ديانه أو جنسية .
- ان الارهابي التكفيري الذي ينوي تفجير نفسه لا يرهب من اي شيئ فانه جاء طالباً للموت  .


فلذلك مواجهة هذا الفكر يجب ان يتم بخطوات عملية منها :
- عدم الاكتفاء بالقبضة الأمنية كحل وحيد ، بل يجب العمل على مواجهة هذا الفكر من ناحية توعوية تثقيفية من خلال تبيان ان هذا الفكر لا يمثل الاسلام بخط موازي للجانب الامني .
- اقصاء خطباء ورموز الخط التكفيري ونبذهم اجتماعياً وابراز علماء الوسطية والاعتدال للمجتمع .
- انزال أشد العقوبات بمن يتم إثبات تورطه مع هذه الجماعات بالدليل وعدم التهاون معه .
- اقامة مؤتمرات وندوات وحملات فكرية حول تقبل الاختلاف بين الشعوب والأديان .
- تدريس مناهج الوسطية والاعتدال في المدارس واقامة حملات اعلامية لنبذ الطائفية .

ختاماً و مع كل هذا الكم من الويلات والدماء لا أعلم كيف ستستقبل الشعوب الثكلى هلال العيد أبتكفيف دموعهم بفقد احبتهم ، ام بالخوف من القادم خصوصاً وأن سحابة الإرهاب ما زالت جاثمة على الأمة .



عبدالوهاب جابر جمال