الأحد، 23 أكتوبر 2016

بأيدينا ننقذ بلدنا

مرة أخرى عدنا للمربع الأول وهو حل مجلس الأمة والعودة لصناديق الإقتراع، وعادت أسطوانة التشكيك والطعن والتخوين مرة أخرى لتطفو على الواجهة.


وكأن الحملات الإنتخابيةلا تتمإلا بخطاباتٍ  رنانة مليئة بالتشكيك بالولاءات والطعن بالرأي السياسي المخالف ! وتخوين الشركاء في الوطن، وكأننا في ساحة حرب ولسنا في منافسة إنتخابية شريفة ! .


وبدل أن يطرح كل مرشح ما لديه من خطط  لتنمية البلد وتطويرها، وأن يقدم مشروعه الذي يعالج من خلاله مشاكلنا الداخلية التي تستشري في كل قطاعات الدولة، نرى بعض المرشحين يتفننون بالهجوم على المخالفين لهم بوجهات النظر تارة والهجوم على الدول المجاورة تارة أخرى ! .


فمنذ أول أيام فتح باب الترشيح للإنتخابات إستغل بعض المرشحين المنصة الإعلامية ليبدؤا ببث سمومهم الفتنوية ليستثمروا كل لحظة من لحظات حملاتهم الإنتخابية لمصلحة هذا المشروع الهدام ، وكأن مشروعهم أتى بعنوانزيادة الفتنةوليس إنقاذ البلد .


فجهل هؤلاء المرشحين أو تجاهلهم للشعب الذي أصبح اليوم أكثر وعياً لا سيما فئة الشباب، وبات يرفض هذا الإسلوب لأنه يريد طرح يعالج وضعه الداخلي المزري الذي بات كالسرطان ينتشر في جسم الوطن .


ورغم أنني أعلم أن المرشحين الحاليين لا يجهلون أن المواطن اليوم أصبح بحاجة لطرح خطة إقتصادية شاملة لتعالج العجز المالي الذي أصبحنا نتلمسه يومياً ، خصوصاً بعد مشاهدتنا لسوء الإدارة الحكومية لهذا الملف من خلال عدة قرارات عشوائية آخرها قرار رفع أسعار البنزين  !


وانهم أيضاً لا يجهلون أن المواطن اليوم بحاجة لخطط واقعية لإصلاح التعليم العام ، الذي بات رب الأسرة يهرب منه خوفاً على مستوى تعليم أبناءه فيلجأ للمدارس الخاصة حتى لو كلفه ذلك أكثر من نصف مرتبه !


وأنهم أيضاً لا يجهلون أن المواطن اليوم بحاجة لنواب يشرعون قوانين تحمي مكتسباته و يراقبون أداء الحكومة لتنفيذ خطة تنمية حقيقية، ليست كالخطة السابقة التي أصبحت كـبيض الصعو”  نسمع بها  ولا نراها .


و انهم أيضاً لا يجهلون أن المواطن اليوم يعيش في إقليم رعب ولا يدري متى ستلتهمه نيران الحروب التي تشتعل في الدول المحيطة ، لذلك بات يحتاج لطرح سياسي داخلي وخارجي معتدل وحكيم ليحافظ على تماسك البلد في وجه تلاطم الأمواج الهائجة .


لكن وللأسف ما شاهدنا خلال الخمس أيام الأولى من فتح باب الترشيح ، لجوء عدد كبير من المرشحين  للخطاب الأسهل والأسرع للوصول للكرسي الأخضر وهو أسلوبإشعال الفتنةإضرب وشكك واطعن بشركائك في الوطن أكثر لتحصل على أصوات أكثر  !


ختاماً ،،

اليوم أصبح الحل بيد الناخب وعليه الدور الكامل في انتشال البلد مما وصلت إليه من خلال إختيار المرشح الأصلح والكفؤ بعيداً عن أي حسابات أخرى ضيقة  وبأيدينا سننقذ بلدنا، فهل سنحسن الإختيار أم نعود كما كنا .



عبدالوهاب جابر جمال


الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

ثورة الحسين ثورة إنسانية عالمية

عادت علينا ذكرى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام وعادت معها مشاعر الحزن واللوعه والأسى على فقد ابن بنت رسول اللهصلى الله عليه واله وسلممع صحبه وأهل بيته بهذه الصورة المروعة التي تدمي القلب وتجعلنا نبكيه بدل الدموع دماً .


عاشوراء هذه الثورة العظيمة التي خلدت لنا مبادئ انسانية عالية، ليست لطائفة معينة أو لدين معين بل مبادئ ينهل منها كل انسان حر ثائر وشريف ، فأصبحت ثورة الحسين عليه السلام الثورة العالمية الإنسانية الأبرز والتي لا تختزل بفئة معينة  .


فقد ضحى الإمام الحسين عليه السلام بروحه، لنتسلهم منه مبادئ العزة والكرامة ورفض الظلم والجور والعدوان ، ونتعلم منه التضحية بكل ما نملك في سبيل المبدأ ، كما نستلهم منه عليه السلام كيف ينتصر الإنسان صاحب المبدأ الحق حتى لو قتل جسداً لكن مبادئه باقية لتتوارثها الأجيال وليصبح هو شمعة تنير طريق الثائرين .


فلو شاهدنا مسير الحسين عليه السلام منذ تحلله من إحرامه تاركاً مناسك الحج متوجهاً الى كربلاء أرض العزة والفداء ، نتعلم منه في كل خطوةٍ له درساً ، وهو الذي قام  بسقاية الماء للجيش الذي يحاصره في طريقه الى كربلاء  وهو يعلم انهم خلال أيام سيمنعوه وأهل بيته وأصحابه منه ويقتلوه عطشاناً، وكان ينصحهم مراراً وتكراً بأن لا يقاتلوه وهم يعلمون انهسيد شباب أهل الجنةكما سماه جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .


وأيضاً هو الذي قال عندما بقي وحيداً في ساحة القتال وحينما سألته أخته زينب عليها السلام لماذا البكاء ؟ قال : أبكي لهؤلاء القوم (جيش العدو) الذين يدخلون النار بسببي، فأي انسان هذا الذي يخاف على عدوه من دخول النار بسببه .


كما أننا نشاهد الكثير من المستشرقين وغير المسلمين كيف أنهم استلهموا من الحسين عليه السلام الكثير من المعاني والدروس في حياتهم من أمثال :


الزعيم الهندي غاندي الذي قال : لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين )). وقال ايضا ((تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر )).


والهندوسي الرئيس الأسبق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون الذي قال : هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.


والكاتب الإنجليزي  كارلس السير برسيسايكوس ديكنز الذي قال : يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد، إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.


والأديب المسيحي جورج جرداق الذي قال : حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.


وغيرهم الكثير فلذلك أقول إن ثورة الحسين ثورة إنسانية عالمية و إختزالها ، بطائفة معينة أو دين معين ظلم لحركة ،الإمام الحسين، عليه السلام وتحجيم لها وجحود لدماءه الطاهرة لأنها ثورة ينهل منها كل إنسان حر .



عبدالوهاب جابر جمال