الأربعاء، 29 مايو 2019

يوم القدس العالمي وصفقة القرن

تشارك الشعوب الإسلامية والعربية وعدد من شعوب العالم في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان سنوياً في مسيرات ووقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني المقاوم تلبية لدعوة مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الراحل روح الله الموسوي الخميني .

وتأتي المناسبة هذا العام مع موجة شديدة من قبل دعاة التطبيع والإستسلام مع الكيان الصهيوني الغاصب بدعوات متكررة لإقامة صفقة القرن هذه الصفقة المشؤومة التي تريد من خلالها أمريكا إخضاع الشعوب والأنظمة للهيمنة الصهيوأمريكية وبيع القدس وفلسطين للعدو الصهيوني .

فصفقة القرن "والتي من المتوقع أن يتم الإعلان عنها بعد شهر رمضان المبارك" و رغم الجهود الأمريكية الحثيثة وجهود من يدور في فلكها لإظهارها بصورة جميلة على أنها صفقة سلام للمنطقة وحل واقعي للقضية الفلسطينية ، إلا أنها في الحقيقة تختلف فهي إعتراف مذل بالكيان الصهيوني وفرضة كدولة مستقلة في منطقتنا و تشكيل شرق أوسط جديد برؤية أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية الى الأبد .

وللإطلاع على تفاصيل صفقة القرن لا بد وأن نطلع على تصريح رئيس وزراء الكيان الصهيوني الإرهابي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل اليوم" نشر في 5 أبريل حيث قال : إن "من يعتقد أنه سيكون هناك دولة فلسطينية تغلف إسرائيل من الإتجاهين فإننا نبلغه أن هذا الأمر لن يحدث" ، وقال أن هناك "ثلاثة مبادئ، هي عدم اقتلاع أي مستوطن ولا أي مستوطنة، وإبقاء السيطرة في يد الإسرائيليين على كل منطقة غرب الأردن أي أن البقاء هناك دائم، وعدم تقسيم القدس" .

فلذلك وفي يوم القدس العالمي لابد وأن تكون لنا كشعوب حرة وقفة جادة من خلال المشاركة بشكل إستثنائي بالفعاليات المختلفة ولإيصال رسالة لكل من يعمل لإتمام هذه الصفقة بأننا نرفض هذه الصفقة المذلة ونقف مع الحق الفلسطيني ومع جميع فصائلة الرافضة لهذه الصفقة المشؤومة وتأكيدنا المبدئي على التمسك بخيار المقاومة والتي كفلته القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية،  فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .


عبدالوهاب جابر جمال


الجمعة، 3 مايو 2019

بن جامع وأزمة البصرة ..

عادةً ما ينقل بأن وقع الكلمة على الإنسان أشد من وقع السيف ، وهذا ما شهدناه في الأيام الماضية تزامناً مع الحملة الشعبية لجمع مبلغ دية للإفراج  عن المحكوم بالسجن مدى الحياة خالد نقا العازمي وما لحقها من تصريح لأمير قبيلة العوازم الكريمة فلاح بن جامع المستفز لأهالي منطقة البصرة وكل مناطق العراق .

فبكلمة غير مدروسه ظهرت بزلة لسان (حسب وصفه) تجاه أهالي البصرة الكرام ، إشتعلت أزمة سياسية حوصرت خلالها القنصلية الكويتية في البصرة وأنزل العلم الكويتي ، وكادت أن تكون فتنه لولا تدارك بن جامع للأمر وتقديمه لإعتذار رسمي عبر شاشة التلفاز مشكوراً  .

هذه الحادثة تعتبر درس يجب على كل شخص الإستفادة منها ، خاصة في هذه الأيام التي تعيش فيها المنطقة على بارود ساخن ينتظر الإشتعال في أي لحظة بعد حلول الوقت الزمني التي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ حصارها المطبق على الشعب الإيراني المسلم عبر منع تصدير ايران للنفط ، والعالم بأسره ينظر بحذر ماذا سيحدث وكيف سيكون الرد ! .

وهذا الموقف هو ذاته الذي حذرنا من الدخول به مراراً وتكراراً صوناً للعلاقات الخارجية خاصة مع دول الجوار ، واستمراراً للدور الكبير الذي يلعبه سمو الأمير من خلال تعاطيه بحكمة وتوازن مع جميع الدول وبمسطرة واحدة ، لا لشيء سوى للحفاظ على علاقة الجيرة و على أمن ومستقبل الكويت .

فالكويت بحجمها الصغير كانت ومازالت محوراً أساسياً لنزع فتيل الأزمات بين الدول الشقيقة و دول المنطقة ، فلا نكون نحن خلافاً لهذا التوجه ونصبح معولاً لهدم جسور المحبة بين الشعب الكويتي والشعوب الأخرى وخاصة شعوب المنطقة ،  وليكن هذا الموقف درساً لنا بأن لا نتفوه بكلمة غير منضبطة هنا أو هناك تجاه الدول الأخرى دون حساب ودراسة لنتائجها الوخيمة  .

وهذا ينطبق أيضاً على الوضع المحلي وخاصة من خلال التعاطي بين مكونات المجتمع وتياراته في مواجهة الملفات الكثيرة العالقة في البلد ، فبلغة الطعن والتشكيك بالولاءات ستنقطع جسور  التواصل والتعاون بين مكوناته وستسود لغة الكراهية وسنصبح لقمة سائغة لقوى الفساد ، وسنصبح أيضاً مكونات ضعيفه ومتشتته تعجز عن تحقيق ما يصبوا اليه الشعب .

أما بالكلمة الطيبه والتعاون المثمر ومد جسور التعاون (رغم وجود بعض الإختلافات في وجهات النظر) سنواجه ملف الفساد ونطالب بالملفات الشعبية الأخرى بأريحية تامه بسبب متانة جبهتنا ووحدة قاعدتنا وأحقية مطالبنا .

 
عبدالوهاب جابر جمال