الأربعاء، 20 مارس 2019

أمي ..

يصادف اليوم ذكرى عيد الأم العيد الذي خصص في مطلع القرن العشرين للإحتفال وتكريم الأمهات به ، وتبيان أفضالها التي لا تعد ولا تحصى على أبنائها ورد جميلها ، وللحديث عن تأثيرها على ليس على أبنائها فحسب بل على المجتمع ككل .

وعلى الرغم من إيماني المطلق بأن فضائل الأم ورد جميلها لا ينحصر بيومٍ أو بساعة ، بل أنا على يقين انني لو قضيت عمري تحت أقدامها لما أوفيتها حقها ، لكن ومع هذه المناسبة قررت أن أسخر هذه الأسطر القليلة للحديث عن أمي و لشرح فضائلها علي .

وللوهلة الأولى للكتابة تبادر الى ذهني سؤال كيف أبدأ بوصف هذه العظيمة وفضائلها ، فلم أجد شرحاً دقيقاً لذلك سوى في قوله تعالى بسورة الأحقاف 15 : {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا…}

وفي حديثٍ للإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق حين حديثة عن حق الأم حيث قال :

فَحَقُّ أُمِّكَ، فَـــــــــأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتكَ حَيْثُ لا يَحْمِلُ أَحَدٌ أَحَدًا وَأَطْعَمَتكَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبها مَا لا يُطْعِمُ أَحَدٌ أَحَدًا، وَأَنَّهَا وَقَتكَ بسَمْعِهَـــــــا وبَصَرِهَــــــا ويَدِهَــــا وَرِجْلهـــــا وَشَعْرِهَا وبَشَرِهَا وَجَمِيعِ جَوَارِحِهَـــــا مُسْتَبشِرَةً بذَلِكَ، فَرِحَـــــــــــةً مُوَابلَةً، مُحْتَمِلَةً لِمَـــــــــا فِيهِ مَكْرُوهُهــا وأَلَمُهـــا وثِقْلُهـــا وَغَمُّهَا حَتَّى دَفَعَتهَا عَنْكَ يَدُ الـــــــــــــقُدْرَةِ وَأَخرَجَتكَ إلَى الأَرضِ فَرَضِيَتْ أَنْ تَشْبَــــــعَ وتجــــــــــــُوعُ هِيَ، وَتَكْسُوكَ وَتعْرَى، وَتُرْوِيكَ وَتَظْمَـــــــــأُ، وَتُظِلُّكَ وتَضْحَى، وَتُنَعِّمَـــــــكَ ببُؤْسِهَـــــــــــــــا، وَتُلَذِّذُكَ بالنَّوْمِ بأَرَقِهَا، وَكَانَ بَطْنُهَــــــا لَكَ وِعَاءً، وَحِجْرُهَـــا لَكَ حِوَاءً، وثَدْيُهَا لَكَ سِقَاءً، ونَفْسُهَـــا لَكَ وِقَــــــــــــاءً، تُبَاشِرُ حَرَّ الدُّنيَا وبَرْدِهَـــــــــــــــــــا لَكَ وَدُونَكَ، فَتَشْكُرَهَا عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَلا تَقْدِرُ عَلَيْهِ إلاّ بعَونِ اللَّهِ وَتَوفِيقِهِ.

هذه الكلمات العذبة العطرة أدخلتني في حيرة أكبر وتساؤلٍ أعم وهو كيف أفي حقكِ يا أمي ؟! وكيف أرد الجميل لك على كل شيء قدمته لي ؟! وأنتِ من قال بحقك رسول الله "صلى الله علبه وآله وسلم" أن : «الجـنة تحت أقدام الأمهات». ! .

فمهما قلت ومهما فعلت فلن أصل لما أريد من برك وبر والدي ورد الجميل لكما على كل العناء والإهتمام والتعب الذي تفضلتما به علي في جميع مراحلي السنية الى أن إشتد عودي .

فعلاً يعجز الكلام ويجف حبر القلم عن الكتابة ، فعذراً والديتي الحنونة على كل تقصير بدر مني وكل عناء سببته لك وكل حزن دخل على قلبك بسببي .

ختاماً ؛
أدع الله عز وجل بهذا الدعاء "دعاء الإمام السجاد عليه السلام  لوالديه" :
اللّهم‌ اجـعلني أهـابهما هيبة السلطان العسوف، وأبرهما برّ الأم الرؤوف، واجعل طـاعتي لوالدي وبري بهما أقرّ لعيني من رقدة الوسنان، وأثلج‌ لصدري من شربة الظمآن، حتى أوثـر على هواي‌ هواهما، وأقدّم على‌ رضاي رضاهما، وأستكثر برهما بي‌ وإن قـل، واستقل بري بهما وإن كثر، اللّهم خـفض لهما صوتي، وأطب لهما كلامي، وألن لهما عريكتي، وأعطف عليهما قلبي وصيرني بـهما رفيقاً، وعليهما شفيقاً‌».


عبدالوهاب جابر جمال

عيد الأم 21 / 3 / 2019

الأربعاء، 13 مارس 2019

كأس العالم في الكويت

كحال بقية الكويتيين سعدت كثيراً عند سماع خبر دراسة ضم الكويت وسلطنة عمان رسمياً لإستضافة عدد من مباريات كأس العالم الى جانب دولة قطر لما سيحقق ذلك للكويت من مكانة عالية جديدة وجعلها مقصداً للجماهير الرياضية العالمية .

هذه الخطوة ستحقق للكويت الكثير من المكاسب وعلى أصعدة كثيرة و منها :

  • مكاسب رياضية حيث سيتم السماح لمنتخب الكويت بالمشاركة في البطولة بشكل مباشر بصفته أحد المستضيفين للبطولة ، مما سيعيد الفرحة للجماهير الرياضية الكويتية .
  • مكاسب مالية وإقتصادية ناتجة عن تنشيط الجانب السياحي حيث ستتوافد الجماهير العالمية لمتابعة منتخباتهم وستنتعش الاسواق التجارية والفنادق وغيرها من المجالات المختلفة
  • تنشيط جانب الطيران مما سينعكس بشكل إيجابي على الناقل الوطني ان تم إستغلال هذا الحدث بصورة إيجابية .
  • بالاضافة الى مكاسب اخرى كسوق الأغذية والنقل ... إلى آخره

لكن شابت هذه السعادة عدة تساؤلات مستحقه قللت من مستوى الفرحة وسأذكرها بإيجاز :

  • هل الكويت على إستعداد تام لإستضافة هذه البطولة بمستوى يليق بمكانتها ؟!
  • هل ستتسع البلد بشوارعها وفنادقها وأماكنها السياحية والتجارية لهذا الكم من المنتخبات والجماهير ؟!
  • هل هناك تنازلات ستقدمها الكويت لإستضافة هذه البطولة ؟!

إن تمت الموافقة بشكل رسمي فأعتقد بأن الحكومة وبتدخل مباشر من الديوان الأميري (كما هو معتاد) ستسلط كافة إمكانيات البلد لإنجاح هذا الحدث الهام ، من حيث المباني وتنظيم الشوارع والطرقات وتوفير كل ما يستلزم لتظهر الكويت بالصورة الحضارية المطلوبة ، لكن وكما عهدناهم بحلول ترقيعية تصمد لفترة محددة ويعود الوضع كما كان أو أردى مما كان ، كحال أغلب المشاريع السابقة (مشاريع بلا خطط ولا إتقان) .

وستجتهد الحكومة في إصلاح الشوارع والطرق التي تضررت نتيجة أزمة الأمطار التي أتلفت الطرق العامة والمباني والممتلكات الخاصة(بخلطاتها السحرية المعتادة) ليس لأجل عيون المواطن الذي إنتظر لأشهر طويلة بل لتجميل الصورة العامة للبلد من أجل الضيوف الكرام (وهذه طامة كبرى أن يكون الحدث أهم لدى الحكومة من الوطن والمواطن) .

أما التنازلات وهي العائق الأكبر فالمطلوب من الكويت الكثير من التنازلات ليسمح لها بهذه الاستضافة ، فمن ادخال الخمور الى السماح للصهاينة الاسرائيلين بتدنيس ارض الكويت (وغيرها من التنازلات الأخرى التي تتوافق وقوانين الفيفا)، في ظل هذه الظروف ووجود قوانين كويتية صارمة تمنع هذا الأمر والخطوط الحمراء الرسمية والشعبية فهل سيتم تجاهلها لأجل حل عقدة هذه الإستضافة ؟! .

يبقى هذا الحدث المهم معلق الى حين الموافقة و تقديم الطلب الرسمي لمعرفة الموقف الرسمي والشعبي من هذا الأمر ومتابعة ردة الفعل الحكومي وكيف سيتم التعاطي معه .



عبدالوهاب جابر جمال