الجمعة، 25 ديسمبر 2015

حصاد 2015

ونحن نعيش في اخر اسبوع من سنة 2015 نستذكر المآسي والمحن التي رافقت هذا العام فقد حصد هذا العام احداث مأساوية كثيرة بالكويت والعالم ، بالاضافة الى فقد عدد كبير من الاحبة ، ومن خلال الاسطر القادمه سأعدد جزء من هذه الاحداث .

ففي الشأن العالمي :
هناك عدة احداث حصلت وكانت نتيجتها اغراق العالم بسيلٍ من الدماء سأتطرق لبعضها حسب التسلسل الزمني : 

- 3  يناير: مقتل أكثر من 3000 شخص في مجزرة باجا في نيجيريا من قبل تنظيم بوكو حرام.

- 7  يناير: هجوم مسلح على صحيفة شارلي إبدو في العاصمة الفرنسية باريس، يسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 10 أشخاص.

- 22يناير: الشعب اليمني بقيادة حركة انصار الله (الحوثيين) يتمكنون من السيطرة على القصر الرئاسي اليمني بعد تخلف الرئيس عبد ربه منصور هادي عن تعهداته لهم وانتهاء ولايته .

- 5مارس: تنظيم  داعش  يبدأ بسلسلة تدميره للمواقع الأثرية في العراق و سوريا ومنها مواقع الشرقاط و تدمر و الحضر ومواقع أثرية أخرى.

- 12مارس: تنظيم بوكو حرام في نيجيريا يعلن مبايعته رسيماً لتنظيم داعش.

- 26مارس: قيام تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية يبدأ عملية عسكرية باسم عاصفة الحزم ضد الحوثيين وحلفائهم من الشعب اليمني بعد سيطرتهم على أجزاء كبيرة من اليمن ، بضوء أخضر من الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي .

- 25سبتمبر : حادثة تدافع منى أثناء مناسك الحج  يسفر عن استشهاد واصابة الآلاف

- 30سبتمبر : روسيا تشرع في تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا بعد طلب من الرئيس بشار الأسد.

- 10أكتوبر: مقتل ما لا يقل عن 100 شخص في مدينة أنقرة في تركيا بعد تفجير إنتحاري تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هناك.

- 31أكتوبر: سقوط طائرة روسية في سيناء يسفر عن مقتل 224 مسافر وتنظيم (داعش) يعلن مسؤوليته عن سقوط تلك الطائرة.


- 12نوفمبر : تفجير انتحاري في محلة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية ، يوقع حوالي 41 شهيداً.

- 13نوفمبر : مجموعة هجمات في باريس من قبل تنظيم داعش تسفر عن مقتل حوالي 130 شخص وإصابة 200 شخص.

- 24نوفمبر: إسقاط طائرة سوخوي 24 الروسية من قبل تركيا، وتوتر للعلاقات السياسية بين البلدين بسبب ذلك.

- 12ديسمبر: العراق يسلم مذكرة إحتجاج رسمية لمجلس الأمن الدولي ضد تركيا إحتجاجاً على تواجد القوات التركية في شمال العراق من دون إذن رسمي من الحكومة العراقية ، وقيام تظاهرة حاشدة في العاصمة العراقية بغداد  ضد التدخل التركي

- 12ديسمبر قيام الجيش النيجيري بمجزرة دموية في مدينة زاريا في نيجيريا ، استشهد خلالها اكثر من 300 شخص واعتقال ابرز رجل دين شيعي في نيجيريا

- 19ديسمبر : استشهاد المجاهد سمير القنطار عميد الاسرى المحررين من سجون العدو الصهيوني اثر قصف صهيوني في محل اقامته في سوريا. 


اما الشأن الكويتي فقد كان له ايضاً نصيب من هذا الالم :

- ففي تاريخ : 25 يونيو قام تنظيم داعش بتفجير مسجد الإمام الصادق وأدى التفجير لاستشهاد ما يقارب ال 27 شخص وإصابة 277 شخص آخر .

وبعيداً عن الارهاب و القتل والدمار فقد فقدت الكويت  في عام 2015 عدداً من سياسييها ورجالاتها و معلميها الذين كان لهم دور بارز كلٌ حسب تخصصه وعمله في الساحة ومنهم  :

١- رئيس مجلس الأمة الاسبق جاسم محمد الخرافي
٢- سماحة السيد محمد باقر المهري
٣-  النائب السابق الدكتور ناصر صرخوه
٤-  النائب السابق يوسف المخلد
٦ - المعلم الشاب عبدالعزيز صبيح بوفتين
٥-  النائب نبيل الفضل

حيث كان لفقدهم اثر كبير على الشعب كباراً وصغاراً واخذ خبر موتهم حيزاً من الحديث والالم

 وباختصار :
 يتضح ان ابرز ما حدث في عام 2015 وهو الفتن وسفك الدماء وعدم احترام الانسان وبروز أكبر للحركات التكفيرية  ، بالاضافة الى رحيل الكثير من الاحبة الى جوار الخالق عز وجل .

نسأل الله ان يجعل العام القادم (عام 2016 ) عام خير وبركة و نصر للاسلام على مدعي الاسلام من عصابات الكفير والقتل .


عبدالوهاب جابر جمال
السبت 12 ربيع الأول 1437
الموافق 27 ديسمبر 2015

الجمعة، 11 ديسمبر 2015

التدخل التركي وخرق سيادة الدولة العراقية

قبل عدة أيام وفي ظل المشروع التركي المشبوه للتواجد والتأثير في المنطقة، قامت القوات المسلحة التركية بدخول العراق برفقة ما يقارب الـ ١٢ دبابة وآلية عسكرية وتمركزت في منطقة قضاء الموصل.

هذا التدخل خلّف بعده عاصفة تصريحات واتهامات عراقية رسمية وشعبية [لكن دون اي اجراء عملي يذكر] وقد اعتبر العراق هذا الخرق تعدياً تركياً سافراً على سيادته، وطالبت بغداد أنقرة بالانسحاب فوراً واحترام علاقة حسن الجوار.

فقد حدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مدة ٤٨ ساعة لتسحب تركيا قواتها وإلا فإن كل الخيارات ستكون مفتوحة أمام العراق للرد، بالإضافة إلى قيام مجلس النواب العراقي بالموافقة والتصويت بالإجماع على قرار يدين دخول القوات العسكرية التركي الأراضي العراقية ويخوّل الحكومة الرد على هذا الاختراق.

وعلى الرغم من انتهاء المدة المحددة إلا أن الوضع بقي كما هو حتى الآن، والتعنت التركي وإصراره على البقاء يزداد يوماً بعد يوم، وهنا أصبح الجميع بانتظار الرد بالزمان والمكان الذي يحدده العراق.

لكن الأهم من كل التهديدات الرسمية الحكومية والبرلمانية، كان تصريح قادة الحشد الشعبي وإقامتهم لمؤتمر صحفي عقب التدخل التركي وقيام قائد الحشد الشعبي هادي العامري بالتعهد بتدمير الدبابات والآليات التركية، ومنذ هذا التصريح أصبح الترقب سيد الموقف، حيث اعتبر ذلك التهديد الأخطر على تركيا منذ بداية الأحداث.

وحسب توقعات المراقبين والمتابعين فإنه من المتوقع أن يحصل أي تحرك ميداني عراقي بعد تاريخ ١٢ ديسمبر، وهو اليوم الذي تم تحديده لانطلاق أضخم مسيرة على مستوى العراق رفضاً للغزو التركي تحت شعار "تظاهرة السيادة" التي دعت لها أغلب التيارات والأحزاب العراقية.

سنتطرق هنا لعدة آراء وردود أفعال -مستغرَبة- نشرها الشارع المتعاطف مع تركيا ونفندها:

١- برر البعض دخول تركيا بأن الحكومة العراقية المركزية هي من دعتهم إلى ذلك بطلب رسمي [كما إدعت تركيا ذلك رسميا]، لكن تم نفي ذلك بشدة من قبل رئيس الحكومة العراقية واعتبره كذباً محض.

٢- يقول البعض أن الدخول التركي أتى بدعوة من رئيس وحكومة إقليم كردستان لمواجهة خطر داعش، وهذا الأمر ليس مبررا لتركيا لخرق سيادة الدولة العراقية، حيث أن قرارات مثل هذه يجب أن يتم اتخاذها من قبل الحكومة العراقية المركزية لا من قبل حكومة الإقليم !.

٣- يبرر البعض الآخر دخول تركيا للعراق بأن إيران قد تدخلت قبلها، فإذا أرادت بغداد طرد أنقرة فيجب أن تطرد طهران قبلها !! وهذه الحجة مضحكة بالفعل! فلا يوجد وجه مقارنة بين الأمرين؛ حيث أن إيران أرسلت عددا من المستشارين لمواجهة داعش في العراق بطلب رسمي من الدولة العراقية ووفق اتفاق مسبق بين البلدين، بينما نجد أن تركيا دخلت العراق بآلياتها وجنودها في وقت متأخر من الليل من دون إذن عراقي رسمي ورغما عن إرادة الحكومة العراقية التي تمثل إرادة الشعب العراقي!. لذلك لسنا نبالغ حين نقول أن تركيا دخلت العراق كمحتل رغما عن إرادة الشعب، بينما دخلت إيران كحليف وصديق للمساعدة وبطلب رسمي من جهة رسمية تمثل إرادة الشعب.

أما على مستوى الرد العراقي فكيف وأين ومتى سيكون ؟! حسب بعض المحللين فإن الرد الرسمي العراقي ليس محصوراً بالرد العسكري، بل لدى الحكومة العراقية عدة خيارات ستتخذ منها الخيار التي تراه مناسباً، منها الخيار الاقتصادي والخيار السياسي عبر اللجوء الى مجلس الأمن الدولي وغيرها، فكل الخيارات أصبحت الآن مفتوحة أمام العراق للحفاظ على سيادته.

ختاماً أقول: إن هذا الخرق التركي لسيادة العراق يأتي بعد أيام من حادثة إسقاط تركيا لطائرة روسية بحجة خرقها السيادة التركية وعبور مجالها الجوي، وجميعنا رأى ما أعقب ذلك من تحرك وضغط اقتصادي روسي عاد سلبا على تركيا، وكما كان لحادثة إسقاط الطائرة تأثيرا سلبي على تركيا، فإن اختراقها لسيادة العراق سيعود عليها بالسلب أيضا من دون شك.

عبدالوهاب جابر جمال
الجمعة ٢٩ صفر ١٤٣٧
الموافق ١١ ديسمبر ٢٠١٥


الخميس، 26 نوفمبر 2015

هل تقرع طبول الحرب بين تركيا وروسيا ؟

في موقف اشغل العالم ، وفي ظل الحرب المشتعله ضد الارهاب الداعشي قامت القوات التركية باسقاط أحد الطائرات المقاتلة الروسية التي تدك مواقع داعش في سوريا ، اعتبرها البعض انها كانت ضربة للدفاع عن داعش و اعتبروها اخرون دفاعاً عن السيادة التركية . 

و بغض النظر عن صحة الروايات التي نقلها كلا البلدين فتركيا تقول ان الطائرة قد اخترقت الأجواء التركية و روسيا تقول عكس ذلك وتصر على أنها كانت داخل الاجواء السورية المحاذية لتركيا حيث يتوافد ويتجمع المسلحون .

فلو لاحظنا بعد ساعات قليلة من اسقاط الطائرة اشتدت الحرب الاعلامية بين البلدين (تركيا و روسيا) ، وفي أوج هذه الحرب  خرج وزير الخارجية الروسي بمؤتمر صحفي ( شديد اللهجة ) وهاجم وتوعد تركيا ببعض الخطوات التصعيدية ، ووجه من خلاله عدة رسائل لتركيا وللعالم أجمع .

ومن ابرز ما وجهه لافروف ( وزير الخارجية الروسي) انه سيعيد النظر في البنية العسكرية وسيقوم برفع نسبة تواجد قواته العسكرية في سوريا وهذا يعتبر تحدياً جدياً وصارماً في مواجهة الحركات المسلحة .

والأبرز منه كان قوله ؛ انه لا يمكن أن نترك ما حدث دون رد ، هنا يكمن السر فكيف ومتى سيكون الرد !؟!؟ يقول المتابعون ان هناك عدة خيارات لدى روسيا للرد على الحادثة سأذكر منها عدة نقاط :

١- ان القوات الروسية ستضرب تركيا عسكريا اما بالدخول البري عبر الحدود السورية او عن طريق ضربات جوية ، وهذا امر مستبعد حالياً لعدة اعتبارات اهمها انشغاله في محاربة الارهاب التكفيري في سوريا.

٢- تقوم روسيا بضربات استخباراتية في الداخل التركي عبر دعم الأكراد و بعض الاحزاب المعارضة مما سيسبب صداع داخلي للنظام التركي (اي باشغاله من الداخل) خصوصاً في هذه الفترة التي تعيش بها تركيا اكثر مراحل الهدوء السياسي  بعد سيطرة حزب اردوغان على كل مراكز القرار .

٣- قيام الطائرات الروسية بضرب اي طائرة تركية تخرق الاجواء السورية واعتبارها عدوة تريد دعم الجماعات التكفيرية . 

٤- ضرب روسيا لتركيا سياسياً ، من خلال اعتبارها الداعم الابرز للارهاب خصوصاً وان لافروف قد ألمح  في مؤتمره انه سيقدم لمجلس الأمن الإثباتات بتورط الدول الداعمة  للأرهاب في سوريا وتورط منظمات اقليمية للاتجار بالأعضاء البشرية من جثث السوريين وبهذا الموقف سيشكل ضغط سياسي واحراج دولي لتركيا .


كل هذه الخيارات واكثر أصبحت مفتوحة الان أمام الدب الروسي بعد التهور التركي ،  فالروس الآن يستطيعون  توظيف حادثة الطائرة لصالحهم ، لفرض قوتهم وتواجدهم في المنطقة اكثر ، خصوصاً انها الان اصبحت ضحية ومن حقها الدفاع عن نفسها . 



عبدالوهاب جابر جمال

الخميس 14 صفر 1437
الموافق 26 نوفمبر 2015


الجمعة، 13 نوفمبر 2015

تفجير الضاحية الجنوبية

فجعنا كما فجع العالم الحر مساء الأمس بخبر قيام شخصين بعملية انتحارية مزدوجة (وفشل شخصين اخرين) بجانب حسينية الامام الحسين في برج البراجنة بضاحية بيروت الجنوبية ، وما خلفته من عدد كبير من الشهداء والجرحى .

هذه العملية التي تبنتها داعش بعد سويعات قليلة من التفجير ، والتي تعد العملية الاضخم في الضاحية خصوصاً بعد الهدوء الذي ساد لفترة طويلة دون وقوع اي عمل ارهابي في هذه المنطقة التي تعتبر المعقل الرئيسي لحزب الله في لبنان .

ومع وقوع هذه العملية الجبانة لم يستغرب احد تبني داعش لها لان الانظار كانت متوجهة لها منذ اللحظة الأولى ، خصوصاً وان هذا الاسلوب هو اسلوبهم ، اسلوب الغدر الذي تعودناه منهم ، فهم (داعش) كما عهدناهم لا يستطيعون المواجهة المباشرة مع رجال حزب الله في الجبهات فيلجؤون الى الغدر بتفجير شعب المقاومة وخصوصاً النساء والاطفال .

لكن المستغرب هو ان يخرج عدد من السياسيين و "النخب" في الكويت ليعبروا عن فرحهم بهذه العملية الجبانة ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي صراحةً تارة وتلميحاً تارة أخرى "يغردون" ويباركون العملية دون مراعاة لا لمشاعر العوائل  المنكوبة ولا لمشاعر ملايين الاحرار في العالم .

خرج هؤلاء السياسيون الكويتيون "الدواعش" ليباركوا العملية الجبانة بعد اقل من ساعة من قيام سمو الأمير باستنكار العملية وتقديم واجب للعزاء للبنان بالشهداء ، وهذه المباركة تحمل في طياتها عدة رسائل ممكن ان يفهمها كل متابع وسألخصها بالآتي :

1. ان الفكر الداعشي مازال منتشراً في الكويت وليس بين (البسطاء) فحسب بل بين من يفترض لهم ان يكونوا نخب سياسية ومحامين .
2. تهنأتهم ومباركتهم أتت بعد فترة قصيرة من مواساة وتعزية سمو الامير وكأنها تحدٍ صارخ له شخصياً و مخالفة لتوجيهاته وسياساته .
3. انهم يتألمون لما يرونه من تقدم ساحق لحزب الله و حلفائه في سوريا ، ومن ما يتلقى الدواعش وبقية المسلحين من هزائم كبيرة ، فأرادوا هذه العملية الجبانة ان تكون متنفس لهم ليرفعوا رأسهم فيها بين اقرانهم واتباعهم .

فهنا وبعد سقوط الاقنعة وانكشاف الوجوه والقلوب السوداء العاشقة لعلم داعش الأسود ، يجب على الحكومة ان تتحرك  وتواجه هذا الفكر التكفيري برموزه وشخصياته ، وان لا تتهاون معهم لما يشكلون من خطر واضح خصوصاً بعد اعتبار داعش حركة ارهابية عالمية .

ولتكن الحكومة وأجهزتها الأمنية على حذر ، فإن من بارك هذه العملية الجبانة لا يستبعد ان يقوم بمثلها هنا في الكويت اذا سنحت له الفرصة ، وحادثة تفجير مسجد الامام الصادق عليه السلام ليست عنا ببعيدة . 


وختاماً ، رحم الله الشهداء السعداء ، ورزق الجرحى الشفاء العاجل ، وحفظ لبنان والكويت وكل بلداننا من ارهاب داعش وفكرهم النتن .


عبدالوهاب جابر جمال
الجمعة  غرة صفر ١٤٣٧
الموافق ١٣ نوفمبر ٢٠١٥


الاثنين، 2 نوفمبر 2015

اجتماع فيينا اقر ما قاله الاسد

بعد مرور ما يقارب ال 5 سنوات من الدمار والاقتتال المستمر ، والدعم اللا محدود من قبل عدد من دول العالم لجماعات ما يسمى "بالمعارضة" في سوريا ، اجتمعت الدول ذات التأثير المباشر على الارض بسوريا بشقيهم المؤيد و المعارض للنظام في محاولة لكسب النقاط ومحاولة لانهاء هذه المأساة .

اجتمعت 17 دولة ، ومن قبل اجتماعهم اتفق المتابعون السياسيين على صعوبة ايجاد حل للقضية ، لكنهم في المقابل أجمعوا على اهمية هذا الاجتماع و محوريته ، خصوصاً وانه يعتبر الاجتماع الاول من نوعه من خلال جمع كل هذه الدول بعد ان كان جمعهم اشبه بالمستحيل .

وقبل الدخول و الحديث عن البنود والنتائج التي تم الاتفاق عليها من قبل المجتمعين يجب ان نلاحظ امر مهم ومواقف سبقت الاجتماع وهذه المواقف هي الاساس وراء إقامة هذا الاجتماع .

يجب ان نعرف ان هذا الاجتماع جاء مباشرة بعد التدخل الروسي المباشر في سوريا ، ودخول روسيا كلاعب اساسي في الملعب السوري ، وهذا يدل على ان الطرف المعارض قد تألم من هذا التدخل وبدأ يبحث عن حل سياسي ، ليحفظ ماء وجهه خصوصاً وان الحزم الروسي قد ارعب الكثيرين وافشل مخططاتهم واحداً تلو الآخر .

كما ان الامر الآخر والذي لا يجهله المتابع هو قبول بعض الاطراف "العربية" بمناقشة الموضوع السوري مع الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد سنوات من الرفض وهذا اعتراف منهم ان لا حل في سوريا دون ايران لانها الحليف الاساسي والسباق للنظام السوري .

وبعد هذين الامرين وغيرهم عُقِدَ الاجتماع وتم الاتفاق على عدة بنود اهمها :

1-الإبقاء على سوريا موحدة
2- السعي لوقف إطلاق نار شامل من الطرفين
3- تشكيل حكومة جديدة والتأكيد على علمانية الدولة
4- إجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة

ومن الملفت ان الإتفاق لم يتم التطرق فيه لمصير الرئيس بشار الاسد ، اي ان هذا القرار يجب ان يكون للسورين وحدهم ولا يحق لأحد ان يحدده ، وأكد على أحقيته بالترشح من جديد للرئاسة ، وبكل تأكيد لولا الضغط الروسي والايراني لما كان هذا .

كما ان المتابع للملف السوري يعلم ان كل ما ذكر من بنود قد اقترحها ووضعها سابقاً الرئيس السوري بشار الأسد و منذ اللحظة الاولى لما يسمى "بالثورة" ، الا ان "اغلب" الدول التي اتفقت عليها اليوم في الاجتماع لم تكن تستمع له بل وكانت تعارضه فزجوا بالمقاتلين من كل دول العالم لقتاله وتنحيته واثارة الفتن في بلده .

والان بعد ما يقارب ال٥ سنوات ما الذي تغير ؟ ام لأن مشروعهم العسكري في سوريا قد فشل ،  والان يريدون ان يجعلوا لانفسهم موضع قدم عن الطريق الحوار والسياسة الدبلوماسية ؟؟


عبدالوهاب جابر جمال

الاثنين 19 محرم 1437
الموافق 2 نوفمبر 2015


الاثنين، 26 أكتوبر 2015

تابلت التربية

اتخذت وزارة التربية مشكورة قراراً قبل عدة سنوات بادخال التكنولوجيا في التعليم ، مجرد التفكير بهذا الامر هو أمرٌ ايجابي ومطلوب ويحسب لها لما له من تداعيات ايجابية كبيرة على الطلبة وعلى تطوير التعليم .

ومع اتخاد الوزارة لهذا القرار تفاءلت كما تفاءل اغلبية ابناء الشعب واستبشرت خيراً ، إلا ان التطبيق العملي لهذا القرار قد افسد كل هذا التفاؤل وأثار عدة تساؤلات وفضح بعض الفاسدين .

فلو رجعنا لأولى هذه الخطوات  وهو توزيع ( الفلاش ميموري) على الطلبة في سنة 2011 او 2012 وكيف انه قوبل بالفشل الذريع ، فرغم دفع مبالغ طائلة من الوزارة على الفلاش (بما يقارب ال 259 الف دينار) ، الا ان عدد كبير منه لا يعمل بسبب رداءته او بسبب الفايروسات التي تملأه او بسبب عدم تعليم الطلبة على طريقة تشغيله واستعماله اساساً ، الى ان تم الغاءه دون اي محاسبة .  

ومروراً بما يسمى بالشاشة "الذكية" والتي كان من المفترض ان تثبت بجميع مدارس الكويت الا انه ما زال الكثير من المدارس لا تملكها بالاضافة  الى عدم تدريب او تعليم المعلمين عليها ليمارسوا مهامهم من خلالها بالاضافة الى مشاكل برمجتها السيئة والكثير من الأمور الاخرى التي تصاحبها .

واخيراً اتحفنا معالي الوزير بقرار توزيع جهاز "تابلت" لكل طالب لكي يخفف عناء حمل الكتب وهو بحد ذاته امر جيد ، تفاءلنا به رغم الحوادث السابقة سيئة الذكر ، الا ان هذا القرار كشف لنا كمية الفساد الذي يسود الوزارة وصفقاتها ووضع لنا عدة علامات استفهام، فهل يعقل يا معالي الوزير ان تستأجر الوزارة  ٨١ الف جهاز تابلت لمدة ٣ سنوات فقط بقيمة ٢٦ مليون دينار ؟!؟ 

 وبحسبة بسيطة نرى ان سعر تأجير الجهاز الواحد لمدة ٣ سنوات يعادل ٣٢٠ دينار ؟!؟ اي بسعر اغلى بكثير من سعر شراءه ؟!؟ فهل يعقل هذا السعر يا معالي الوزير ؟!؟ 

ومع كمية الهدر و"البذخ" هذه من اموال تصرفها الوزارة على هذه المشاريع نريد ان نذكر السادة المسؤولين في الوزارة ان الاهم من كل هذا "البذخ" والصرف الغير مسؤول ، انه يجب تجهيز المدارس بالأمور الأساسية كالتكييف الذي يعاني من الاعطال منذ سنوات وصيانة دورات المياه وغيره .

وايضاً كان من الاجدر والاولى يا معالي الوزير ان توفر الوزارة عدد كافي من (الطاولات والكراسي) فمن الصدف انه في نفس الوقت الذي اعلنت الوزارة عن توزيع جهاز "التابلت" خرجت لنا بعض الصور لاحد مدارس محافظة  الاحمدي يجلس طلبتها على الارض اثناء الحصص بحجة  عدم وجود الكراسي الكافية ؟!؟

وهنا اقول يا مسؤولي الوزارة ويا معالي الوزير ونحن نتحدث عن ثورة تكنولوجيا التعليم هل تعلم ان هناك موجه فني لاحد المواد لا يعرف استخدام التكنولوجيا ؟!؟ و  يرفض التوقيع على تحضير احد المعلمين لانه يحضر المادة من خلال جهاز "الايباد" ؟!؟ 

فيا معالي الوزير قبل ان تتباهى بالتكنولوجيا (التي يجهل الكثير من معلمينك الافاضل العمل بها) وقبل ان تتباهى بالاموال الطائلة التي تصرفها وزارتك هنا وهناك  يجب ان تحاسب المسؤول عن هذه الصفقات الخائبة وتوقفها فوراً حفاظاً على المال العام ، ويجب عليك ان تتطلع لما هو اهم لتوفر للطلبة جو تعليمي مناسب يساعد في تطور ذهنهم وتفكيرهم .

واخيراً اقول :
 يجب ان يقوم معالي وزير المالية الموقر بدعوة زملاءه الوزراء بعدم "البذخ" لا ان يدعو المواطن البسيط لذلك خصوصاً بعد ان انكشفت صفقة تابلت التربية لعامة الشعب .


عبدالوهاب جابر جمال
الاثنين 12 محرم 1437
الموافق 26 اكتوبر 2015


الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

لن تمحو ذكرنا ،، يا داعش

ايام قليلة تفصلنا عن شهر محرم الحرام ، شهر الحزن والبكاء على سبط رسول الله صلى الله عليه واله الامام الحسين عليه السلام الذي قتل هو واصحابه واهل بيته ، شهر محرم الذي انتصر به دم الحسين عليه السلام على سيف طاغية زمانه ، انتصر الحسين عليه السلام وبانتصاره مازال ذكره خالد وفكره مشع .

ونحن على أبواب احياء ليالي عاشوراء يستعد المؤمنون في ارجاء العالم لهذا الشهر كلاً حسب وظيفته وتكليفه ، فمنهم من يجهز المآتم والحسينيات لاستقبال المعزين  و منهم من يعد المحاضرات و القصائد العزائية و منهم من يهيئ عائلته واطفاله لحضور المجالس لاحياء امر الله و اهل البيت عليهم السلام تطبيقاً لقول الامام الصادق  (احيوا امرنا ، رحم الله من احيا امرنا) كما في كل عام . 

الا ان الوضع مختلف هذه السنة ، فالتجهيز والاستعداد مقترن  بتهديدات داعشية ضخمة لاستهداف الحسينيات والمآتم والمواكب الحسينية لثني المؤمنين عن الحضور و لمحو ذكر اهل البيت من خلال ترهيب وترويع المعزين .

ففي هذه السنة و في مقابل التهديدات يجب ان يكون لنا وقفة جاده و ان نوصل رسائلنا لداعش وكل من يريد ان يمحو ذكر اهل البيت عليهم السلام ، فكربلاء تتجدد هذه السنة في كل المآتم والحسينيات والمواكب ، كربلاء تتجدد من خلال معركة الحفاظ على حسينياتنا وفكرنا الحسيني فمن الحسين عليه السلام واصحابه تعلمنا ان لا  نخضع للتهديد ، بل تعلمنا منهم الحماسة والتضحية في سبيل حفظ النهج والخط الاسلامي الاصيل .

فلطاغية زماننا (داعش ومن يسير في ركبهم) نقول كما قال الامام زين العابدين عليه السلام لطاغية عصره (أبالموت تهددني يا ابن الطلقاء ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة) ، ولتكن رسالتنا لهم بتكثيف الحضور واظهار مظاهر الحزن على سبط الرسول صلى الله عليه واله .

ونقول ايضاً ؛ ان كنتم تجهلون تاريخنا فاعلموا ان التهديد يزيدنا اصراراً وتعلقاً بديننا وشعائرنا ولن يثنينا عن الحضور وان كان في ذلك تضحية بدمائنا واهلنا وانفسنا.

 و للمؤمنين كافة نقول لا تلتفتوا لتهديدات داعش فعلى الرغم من جديتهم وبطشهم الا انه و بحضوركم والتزامكم بشعائركم سترهبونهم ، وبإلتزامكم بتوجيهات وتعليمات اللجان المنظمة والشباب المتطوع ستبهرون العالم اجمع ، فالحسين عليه السلام سر انتصاراتنا ورغم الصعاب انتصرنا وسننتصر على تهديداتهم  .

ونقول ايضاً ؛ لا تجعلوا التشديدات الامنية التي ستشاهدونها خلال حضوركم للحسينيات حجة لعدم حضوركم او تأخركم عن الحضور فحضور الحسينيات هو الاساس والاصل في هذه الليالي ، وبحضورنا سنجسد ما كنا نقوله سنويا للحسين واصحابه ( يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ) عملياً .

ولرجال الله الذين تطوعوا لحماية المساجد والحسينيات نقول ؛ بارك الله جهدكم وجهادكم فانتهم بهذا الفعل وقفتم بمعسكر الحسين عليه السلام تحرسون اصحابه ونساءه واطفاله وتضحون بانفسكم في سبيل اعلاء كلمة الله وكلمة هيهات من الذله ، ولا شك انه في هذه اللحظات ستكونون تحت رعاية بقية الله الأعظم عج وتحت رعاية الحسين عليه السلام .

وايضاً لا يوجد شك ان بنيتكم المخلصة و تفانيكم بالعمل ستكونون انصاراً لله حقاً وانصاراً لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وانصاراً للحسين عليه السلام

وفي الختام اقول  ان حسين عصرنا اليوم في حسينياتنا وبحضورنا وتمسكنا بها سننتصر على شمر زماننا (داعش) ، وبتواجدكم وحضوركم الاستثنائي ستقولون لكل طاغية (سابق وحالي ولكل طاغية قادم) والله لن تمحو ذكرنا .


عبدالوهاب جابر جمال
الثلاثاء ٢٩ ذو الحجة ١٤٣٦
الموافق ١٣ اكتوبر ٢٠١٥



السبت، 10 أكتوبر 2015

التفاوض مع الشيطان

بعد فوز الرئيس الايراني الحالي الشيخ حسن روحاني المنتمي للتيار الاصلاحي مباشرة ، اعتقد سياسيو العالم ان العلاقة مع واشنطن بدأت تتغير وان مرحلة العداء بين البلدين قد انتهت بعد ان اشتدت في زمن الرئيس السابق احمدي نجاد . 

واشتد هذا الاعتقاد بعد ان جلست طهران مع واشنطن على طاولة واحدة للحوار بخصوص الملف النووي ، فانشغل العالم بسياسييه وكبار محلليه وطرحوا عدة اسئلة منها ؛ الى اين ستصل العلاقة بين هذين البلدين ؟! وهل سيستمر التفاوض لحل كل القضايا العالقة بين البلدين منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران  ؟!؟ وهل سيتم مناقشة القضايا الاقليمية الاخرى ؟!؟

وكان الاغلب يتساءل اين ستذهب شعارت (الموت لأمريكا والموت لاسرائل ) هل انتهى مفعولها ؟

وهنا يجب ان نوضح عدة امور ومنها :

ان العداء والحرب مع امريكا ليست مسألة بسيطة عند الشعب الايراني او موسمية كي تتغير مع تغير الرئيس بل هي احد اركان الثورة الاسلامية ، ولا يمكن ان تتغير بوصلة العداء مع تغير الرئيس ، فمصطلح (الشيطان الاكبر) الذي اطلقه مفجر الثورة الاسلامية في ايران الامام الخميني (رض) لا يمكن مسحه ابداً ما دامت السياسة الأمريكية هي هي ولم تتغير .

وكذلك ان موضوع التفاوض من عدمه لا يستطيع تحديده رئيس الجمهورية او وزير الخارجية او اي شخص اخر ، فالقرار محصور بيد الولي الفقيه وهو الذي يعطي الصلاحية للرئيس او وزير الخارجية للبدء بهكذا فعل او لا.

وقد اعلنها الولي الفقيه الامام الخامنئي عدة مرات واخرها في لقاءه مع القادة قوات البحرية في حرس الثورة الاسلامية بتاريخ ٧ - ١٠ - ٢٠١٥ حيث جدد موقفه من التفاوض مع أمريكا وقال انه (محظور) لما يحمله من مضار لا تحصى للجمهورية الاسلامية ولكونه غير مجد ، وقال ايضاً ان التفاوض مع أمريكا يعني شق الطريق أمامها للتغلغل وفرض الإرادات . 

فبهذه الرسالة وجه الامام الخامنئي عدة رسائل للداخل  والخارج ومنها :

١- انه لن يسمح بالتفاوض مع امريكا بتاتاً ورغم انه سمح بالتفاوض بخصوص الملف النووي  الا انه لن يسمح بتكرار التجربة مرة اخرى حتى لو كانت تجربة ناجحة .

٢- انه لا يثق بأمريكا وانها مازالت كما وصفها سلفه الامام الخميني (رض) بانها الشيطان الاكبر ومكرها وخديعتها ما زالت قائمة .

٣- طمأنة الداخل وخصوصاً الحرس الثوري الاسلامي والتيار المحافظ بان امريكا مازالت عدو وعليهم الحذر منها والجهوزية التامة لمواجهتها وعدم التساهل معها ابداً.

٤- ان الايرانيين هم اصحاب الكلمة الاولى الأخيرة وهم من يحدد مواضيع التفاوض مع امريكا ، فامريكا ضعيفة وتستمر بضعفها يوما بعد يوم ولن تستطيع الضغط على ايران او الضغط عليها .

٥- وجه تطمين لمحور المقاومة ؛ بانه لن يتم التنازل او التفريط باي جبهة من جبهات الصراع في مقابل الحصول على حق ايران النووي ، ورغم محاولة امريكا وسعيها لذلك من خلال محاولتها زج تلك الملفات اثناء الحوار لكن الرفض الايراني كان واضحاً وحازماً .

وبهذا الموقف يتضح ان صاحب السلطة والقوة الاكبر في ايران(الولي الفقيه) ومعه غالبية الشعب لايزال على موقفه المنسجم مع موقف سلفه في العلاقة مع امريكا ، وان شعار  (مارگ بر امريكا) ما زال شعاراً حيوياً لايتغير  ومازالت امريكا هي الشيطان الاكبر التي لا يرتجى منها خيراً .


عبدالوهاب جابر جمال
السبت 26 ذو الحجة 1346
الموافق 10 اكتوبر 2015 


الجمعة، 2 أكتوبر 2015

الدب الروسي والأسد السوري

في تطور حاسم بصراع المحاور ، برزت مواقف روسية جديدة من شأنها ان تغير معادلات المنطقة بأكملها ، فبعد سنوات من الدعم الدبلوماسي والغطاء السياسي الذي لعبته روسيا منذ بداية الأزمة في سوريا ، من خلال إنقاذ الفيتو الروسي لسوريا ضد القرارات الأمريكية الظالمة التي ارادت ان تفرضها مراراً وتكراراً ضد النظام .

فقد قرر الدب الروسي و بموافقة الأسد السوري التدخل عسكرياً بآلياته ورجالة (مباشرة) هذه المرة ، لمواجهة العصابات الإرهابية والتكفيرية (كداعش والنصرة والجيش الحر ومن لف لفهم ) المدعومة من امريكا ومحورها الخاضع الخانع لتكون ثاني دولة تعلن دعمها العسكري لسوريا الأسد بعد ايران ورجال حزب الله  .

فبعد ايام من اعلان القرار بدأ الروس فعلياً بتوجيه عدة ضربات قاصمة دكت مواقع هامة للجماعات المسلحة ، وهذه الضربات من شأنها ان تساهم في قلب معادلة الصراع داخل سوريا وخارجها ، فالمتابع السياسي والعسكري يعرف مدى اهمية هذا القرار الروسي على العالم بأسره ، خصوصاً انه مبنى على معطيات وإتفاقيات متينة لا يمكن تجاوزها او تخطيها .

فروسيا أثبتت من خلال تدخلها المباشر في سوريا انها جزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة الذي تشكل قبل عدة سنوات ، والذي يتكون من (سوريا وايران والعراق وحزب الله وروسيا ، وعدة شعوب من مختلف دول العالم ) وان هذا المحور في تطور مستمر يوماً بعد يوم ، ورصاصتة قد انطلقت ولن تتراجع مهما كلف الأمر .

وكما اثبت الرئيس بوتين من خلال هذا القرار الشجاع ، وأيضاً من خلال تصريح الخارجية الروسية ايضاً (والتي قالت به بأنها على استعداد كامل للتدخل في العراق لمواجهة داعش اذا طلبت الحكومة العراقية  ذلك)،  انه لن يسمح بأن تنفرد امريكا بمصير العالم  وان عصر التفرد الامريكي قد ولى من دون رجعة .

فبهذا التدخل الروسي  والدعم اللامحدود لمواجهة داعش وبقية العصابات في كل الجبهات ، قام بوتين بتوجيه صفعة قاصمة ليس للجماعات التكفيرية فحسب بل لأمريكا وحلفائها اياضاً ، خصوصاً بعد فشل التحالف الأمريكي (المزعوم) لمواجهة داعش في العراق الا ان  التاريخ سيشهد ان روسيا وحلفائها حققت ما عجزت عنه امريكا وحلفائها .

وفي الختام نقول ان القادم افضل لمحور المقاومة ، وانه والتزاماً بالوعد الإلهي نستطيع القول  أن محور المقاومة هو من سيذل ويهزم داعش وسيخلص العالم منهم  .


عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 18 ذو الحجة 1436
الموافق 2 اكتوبر 2015 


الأحد، 27 سبتمبر 2015

رسالة صاحب السمو

في موقف دبلوماسي قل نظيره قام صاحب السمو امير البلاد بموقف إعتبر ذو دلالات عديدة، فقد توجه من منصة دولة الكويت في قاعة اجتماع الأمم المتحدة وتوجه الى منصة جمهورية ايران الاسلامية ليصافح الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني .

هذا الموقف الذي تابعه المراقبون ، يحمل في طياته عدة رسائل بعث بها سمو الامير للداخل الكويتي وللخارج ، خصوصاً في هذا الوقت بالذات حيث ينشغل العالم بعدة ملفاتٍ كبرى و في ظل الهجمة التي يشنها البعض على جمهورية ايران الإسلامية .

وقد تلقف المتابعون هذا الموقف وفسروه بالتالي :

- رسائل قدمها سموه للخارج :
وهي انه وفي ظل هذه الهجمة الممنهجة على الجمهورية الاسلامية ومحورها ، ستضل سياسة دولة الكويت الخارجية متزنة ولن تنجر لمحور دون اخر ولن تكون تبع لأحد ، وستظل تتعاطى بكل موضوعية في كل قضية، كما ستظل على مسافة واحدة ومتساوية مع كل الدول حفاظاً على علاقاتها و موقعا المميز .

و اخرى ان الكويت بأميرها و حكومتها وشعبها يتعاطون مع ايران كدولة جارة ومحورية مهمة لا يمكن تجاوزها في اي ملف وسيكون لها دور اكبر في المستقبل خصوصاً بعد الاتفاق النووي الذي تم توقيعه أخيراً بين ايران ودول ال ( ٥+١ ). 

- ورسائل وجهها سموه للداخل :
ومنها انه مهما حاول البعض تشويه صورة ايران واتهامها في كل شاردة وواردة ، الا ان سياسة الدولة وموقف سمو الأمير لن يتغير اتجاهها ولن ينجر لما يريده البعض من خلق عدو وهمي خصوصاً مع التهويل الاعلامي الكبير الذي صاحب ما يسمى اعلاميا بقضية (خلية العبدلي) وهي القضية التي لا زالت بيد القضاء .

واخرى ان علاقة الكويت ببقية الدول لا تسير وفقاً لهوى البعض من ابناء الشعب ، بل تحكمها أطر و قوانين و علاقات دبلوماسية ، ومهما كان الضغط من قبل تيارات واشخاص لتغيير هذه العلاقة مع اي دولة كانت ، فلن يخضع هذا الأمر للمزاجات و الاهواء الخاصة .


فختاماً اقول ؛ حفظ الله الكويت دولة قوية مستقله في سياساتها تراعي حسن الجوار و الاخوة الاسلامية وتنبذ الفتن والحروب وتقف على مسافة واحدة من الجميع . 


عبدالوهاب جابر جمال


السبت، 19 سبتمبر 2015

القدس تستصرخكم

في ظل الأوضاع التي تعيشها امتنا هذه الايام ، من خلال الحروب والفتن الداخلية في مختلف دولنا ، والتشتت الذي بدأ يصيبها ، نرى العدو الصهيوني يستغل هذه الأمور لتنفيذ اجنداته  الخبيثة .

فمن خلال قواته المدججة بالسلاح تارة ومستوطنيه تارة اخرى يقوم وعلى مدى ايام متتالية بتدنيس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لغرض السيطرة عليه وتقسيمه دون رادع او حتى مستنكر ، الا القليل ممن مازال على عهده مع الأقصى ، ففلسطين التي كانت بوصلة الصراع أصبحت الان اخر الأولويات لدى البعض وللأسف .

وهذا الامر يوضح للمتابع عدة امور مهمة منها ؛ انه يكشف للجميع الدور المشؤوم لهذا الكيان الغاصب ونجاحة في بث الفتن في امتنا لإلهائنا بشؤوننا الداخلية و تجييش الجيوش وجمع الاموال لقتال بعضنا البعض ليستفرد هو بالقدس الشريف .

و يكشف ايضاً دوره في تأسيس ودعم وعلاج الجماعات التكفيرية (التي ترفع راية الاسلام والاسلام منها براء) وغرسها في خاصرتنا لضرب عواصمنا المقاومة ، لتقوم بتنفيذ أجنداته نيابةً عنه وهو ينظر اليها ويرشدها ويتدخل شخصياً عند اخفاقاتها كما شاهدنا مراراً وتكراراً في سوريا والعراق.

وللأسف ما زال البعض منخدع بهذه الجماعات التكفيرية العميلة رغم انكشاف وجهها الاسود ، ويصر على دعمها بحجة الحرية تارة ونصرة الاسلام تارة اخرى ، فهل جهل هذا البعض او تجاهل انه ينخر في جسد أمته ويضعفها بدل ان يعزها بجهاده ، فمن يرغب بالجهاد ورفعة راية الاسلام عليه ان يعيد بوصلة سلاحة للعدو الرئيسي الا وهو الكيان الصهيوني الغاصب لا الى داخلنا .

وهذا الامر يدل أيضاً على يقظة البعض ممن شخص ان العدو الصهيوني هو وراء هذه الجماعات التكفيرية العميلة منذ البداية ، فقاتلها كي لا يسمح له ان يحقق اي انتصار في اي ساحة من الساحات وكما انتصر عليه في معاركه المباشرة معه عدة مرات سينتصر عليه باذن الله بهذه المعارك غير المباشرة ايضاً .

وهنا أسأل كل من دعم وجيش وجمع المال والسلاح لدعم هذه الجماعات التكفيرية العميلة وخاصة من شعوب دول الخليج العربية والتي كانت هي الممول والحاضن الرئيسي لتلك الجماعات ، أوليس من الأجدر ان تجمع السلاح لدعم حركات المقاومة في فلسطين ؟!؟ اوليس من الأولى دعمها بالسلاح ومضادات الطائرات التي جمعتها وجهزت بها داعش واخواتها ؟!؟ أوليس الأقصى اولى بخطاباتك الرنانة التي صمت آذاننا بوسائل الاعلام !؟؟


وختاماً اقول و بآخر هذه السطور :
افيقي يا شعوب أمتي فالقدس تستسرخ وتطلب النصرة
افيقي يا شعوب أمتي وكفاك فتن وأعيدي عهدك للأقصى
أفيقي يا شعوب امتي ولا تنخدعي بكل ناعق ماكر



عبدالوهاب جابر جمال
السبت ٥ ذو الحجة ١٤٣٦
الموافق ١٩ سبتمبر ٢٠١٥

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

سويا لم تعد سوريا



انشغل العالم خلال هذه الفترة بعدة قضايا مهمة ومصيرية الا ان قضية هجرة عدد من المواطنين السوريين بحثاً عن مكان آمن كانت القضية الابرز خصوصاً وان عدداً كبيراً من المهاجرين قد غرق في بحار و محيطات العالم .

وان ابرز قضية كانت هي غرق الطفل آلان عبدالله شنو او "آلان الكردي" ، هذا الطفل الذي ترك مدينته "كوباني"  مع عائلته ووجدت جثته على احد شواطئ تركيا حيث غرق هو ووالدته واخاه ولم ينجو من الغرق سوى والده ، فاصبحت هذه العائلة رمزاً لمظلومية الشعب السوري في للعالم . 

هنا يجب ان نبحث عن اسباب هذه الهجرة ومصدرها ليتم معالجتها ، لكن في البداية ؛ لنعود بذاكرتنا الى سوريا قبل العام 2011 اي قبل ما يسمى "بالثورة السورية" ، ففي تلك الفترة ( ورغم ما يشاع عن ظلم واضطهاد ) ، الا اننا نجد ان سوريا لم تكن كما هي الان ( سوريا الدمار والقتل والهجرة ) بل كانت سوريا البلد السياحي الذي يصطاف به الآلف من كل دول العالم لطبيعتها و جمال مدنها، كانت سوريا هي سوريا المقدسات (حيث يأتيها المسلمون من مختلف دول العالم ومختلف طوائفهم لزيارة العتبات المقدسة فيها) .

بالاضافة الى انها كانت الارض التي تستقبل المهاجرين من مختلف دول العالم ايضاً ، فلا يمكننا ان ننسى الكم الهائل من الاخوة العراقيين والفلسطينيين والأفغان وغيرهم ، الذين تركوا ديارهم ولجؤوا لسوريا لما بها من أمن وأمان ، ولن ننسى أيضاً المثل الدارج آن ذاك والذي كنا نستمع له كثيراً  : ( ان طيبة الشعب السوري بتنسيك همومك) .

فماذا حدث ولماذا اصبح المواطن السوري يتركها الان بينما كانت هي الملجأ للكل !؟ الفرق هو ان سوريا قبل 2011 كانت للسوريين وهم من يدير شؤونها رغم ما بها من سلبيات ، اما الآن وبحجة "الثورة الشعبية المزعومة" لم تعد كذلك حيث تم جلب مئات الآلاف من المقاتلين من عدة دول بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة ، وبفكرهم الاجرامي النتن ، و بدعم من دول وشعوب مختلفة تجمعوا فيها وعاثوا بها فساداً وقتلاً وتهجيراً وتفجيراً .

وبسبب الحملات العالمية المشؤومة لتسليح "الثوار" وتجنيدهم  اصبح المواطن السوري غريب في بلدة ولا يأمن على نفسه وعلى اهله ، وبحجة طلب الحرية اصبحت لغة قطع الرؤوس والايدي هي اللغة السائدة في عدد من المناطق التي يسيطر عليها تلك الجماعات ، فقرر الكثير الهجرة ليهرب من هذه الجماعات التكفيرية التي سيطرت على بقاع كبيرة من الاراضي السورية ، وليبحث عن مكان يستطيع ان يوفر فيه الأمن له ولعائلته ، حيث اصبح الرجل يخاف على اطفاله من القتل ، وعلى نساءه من السبي والاغتصاب من قبل هؤلاء الهمج الذين يتلذذون بالجرائم ويتفننون بها .

فيتضح الان ان ذنب هؤلاء المهاجرين من اطفال ورجال ونساء يقع بذمة عدة جهات وأهمها الدول الراعية لتلك الجماعات التكفيرية و لمن وتبرع بماله لتسليحهم من شعوب تم التغرير بهم من قبل تجار الدين الذين اسسوا وسلحوا هذه الجماعات التي ارهبت المواطنين ، و بعد كل هذا يقومون الان بالبكاء عليهم ، اي اصبحوا وكما يقول المثل ( يقتل القتيل ويمشي بجنازته) .

فهنا ومع الدعوة لفتح الحدود العربية والاسلامية لإستقبال اللاجئين السوريين ، يجب ان يتم فتح باب محاسبة المتسببين من حكومات وتجار دين وفضائيات ساهموا بحماقتهم بتهجير هذه العوائل ، والسعي للحل السياسي الذي يكفل للشعب السوري ان يعيش ببلدة كريماً آمناً مطمئناً ويضمن مغادرة الغرباء وعودتهم الى بلادهم لتعود سوريا كما كانت وأفضل .


حفظ الله سوريا واعاد الله لها الامن والأمان ، وأعاد الله للأمة رشدها .


عبدالوهاب جابر جمال 
الثلاثاء 22 ذو القعدة 1436
الموافق 8 سبتمبر 2015


الاثنين، 24 أغسطس 2015

ردي على من تلطخت يداه بمصافحة العدو

لم اتفاجأ ولم استغرب من رد أحد النكرات ومخاطبته لي عبر حسابه بالتويتر رداً على مقالي ليوم امس بعنوان "لا نستجدي الولاء من أحد" ، وطلب مني ان أشتم حزب الله لأثبت ولائي للكويت !!

مع العلم انني لم اتطرق لحزب الله في المقالة بتاتاً ، بل ذكرت عدة مواقف لشيعة الكويت اثبتوا من خلالها بالمواقف والدماء ولاءهم الثابت للوطن .

وأكرر هنا كلامي مرة اخرى له وغيره ، انني كشيعي لا استجدي اثبات ولائي للكويت الحبيبة لا منك ولا من غيرك ، ولا استجديه منك انت بالذات ، لأنه لا يشرفني ان يثبت ولائي لبلدي شخص تلطخت يده بمصافحة رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب بنيامين نتنياهو في سنة ١٩٩٨ مخالفاً للقوانين والاعراف الأخلاقية قبل الكويتية التي تمنع التطبيع والتواصل مع العدو الصهيوني الغاصب ، ولا يشرفني ان يثبت ولائي من منع من دخول مجلس الامة في سنة ١٩٩٩ م بسبب زيارته المشؤومة هذه ، ووجهت النيابة له تهمتي  التخابر مع العدو الإسرائيلي، وإيقاع الضرر سياسياً على الكويت والأمة العربية.

ومن أصدرت بحقه جمعية المحامين الكويتية بياناً دانت فيه زيارته لإسرائيل واعتبرته « انتهاكاً لقانون المقاطعة» ،ومن ادانته جمعية الصحافيين الكويتية واستنكر فعلته شخصيات ونواب ومواطنين .

وفي الختام سلام

عبدالوهاب جابر جمال
 
الاثنين 8 ذو القعدة 1436
الموافق 24 أغسطس 2015


الأحد، 23 أغسطس 2015

لا نستجدي الولاء من أحد

تمر الكويت كأغلب دول العالم بأزمات واحداث سياسية متعددة وفي كل حادثة من هذه الحوادث (وعلى غير عادة بقية الدول) يقوم البعض باستغلال هذه القضايا لضرب (ابناء الطائفة الشيعية ككل ) ويطالبهم باثبات الولاء للوطن واخرها ما حدث بعد ضبط عدد من الاسلحة لدى عدد من المواطنين ،  وكأنهم أتوا من عالم اخر ليعيشوا رغماً عن الكل في هذه الارض ، ونسي هؤلاء ان المواطنين الشيعة هم احد المكونات الاساسية في هذا البلد ومواقفهم في كل الاحداث قد ساهمت في حفظ الكويت .

ففي هذه المقالة سأتطرق لأهم المواقف التي وقف بها الشيعة  وخلدها التاريخ ، وكيف كان لهم دور بارز في الحفاظ على الكويت و مكانتها ونظامها لا لشي سوى لحبهم وانتمائهم لهذه الارض من باب التذكير لعل وعسى ينتفع بها الشعب .

نبدأ منذ بداية التأسيس حيث كان لبعض العوائل الشيعية الأوائل (من التجار ) الفضل في التأسيس ومبايعة ال الصباح ليكونوا حكام لهذا البلد وليديروا شؤونه وينظموا العلاقة بين مكوناته ، وكان لهم الدور في تثبيت هذا الاتفاق في كل محنة ومحطة منذ وصول ال الصباح الى ان تم تنصيب الشيخ صباح الأول حاكماً للكويت عام ١٧٥٢م .

مروراً بمعركة الجهراء والتي كان للشيعة دور بارز في مقاومة المحتل الذي اجتاح الكويت سنة ١٩٢٠ م حيث انقسم الشيعة كما السنة (وكما يذكر التاريخ) الى قسمين قسم منهم انطلق للصفوف الامامية للمعركة والقسم الاخر ظل داخل البلد لحراستها ، ووقع للشيعة عدد من الشهداء وعلى رأسهم الشهيد علي دشتي ، كما كان للسيد محمد مهدي القزويني الدور البارز في هذه المعركة فيذكر التاريخ انه عندنا عرض السيد على الشيخ احمد الجابر باستعداده لحمل السلاح والخروج إلى الجهراء مع جماعته، فاجابه الشيخ أحمد بانه يفضل ان يعمل السيد وجماعته  للمحافظة على مدينة الكويت وحراستها و قال له 'يا سيد.. انك تعلم ان الاخوان يكفروننا ونحن على مذهب اهل السنة، واذا ما علموا بخروجكم إلى قتالهم وانتم على مذهب الشيعة فسيزيد ذلك من الازمة وتتعقد وتتشدد..'. فتم الاتفاق بينهما على ان تتولى جماعة السيد حراسة المدينة ويذهب الاخرون للقتال . 

كما كان للشيعة دور بارز في عودة الحياة البرلمانية في الكويت فقد وقف الشيعة مع القوميين ضد التدخلات الحكومية في مجلس الأمة و تكرارها للتعدي على الدستور و حلها للمجلس بحلول غير دستورية ، فنشأت حركة مسجد شعبان و هي تجمعات دورية كانت تقوم في المسجد لإلقاء الخطب و البيانات التي تختص بهذا التحرك ، بالاضافة الى ما لعبوه من دور بارز في احداث دواوين الإثنين مع بقية النواب والتيارات .

وفي العدوان الصدامي على الكويت  وقف الشيعة وقفة بطولية في مواجهة جحافل الغدر الصدامية والتي لم تفرق بين شيعي او سني ، فتم رص الصفوف وتشكيل حركات للمقاومة المسلحة والمقاومة الاجتماعية والسياسية فتطوع عدد كبير لحمل السلاح و عدداخر لتوفير الحاجيات الاساسية للعوائل ، للمساهمة في العيش رغم كل الظروف فسقط الكثير من الشهداء والاسرى  واختلط الدم الشيعي مع الدم السني مجدداً وامتزجت المعتقلات بالمعتقلين من كل الفئات .

وفي الاحداث الأخيرة مما يسمى باحداث الصوت الواحد كان صوت الشيعة يعلوا للحفاظ على الدستور والعودة للمحكمة الدستورية في اي خلاف من هذا النوع ، و بدورها حصنت المحكمة هذا القانون و اثبتت صوابية موقف النواب الشيعة في حمايتهم للدستور رغم الهجمة الشرسة التي كانوا يعانون منها من قبل من يعارض هذا القانون ، كما وقفوا وقفة مشرفة بالمشاركة الفعالة في انتخابات مجلس الامة رغم مقاطعة الكثيرين له ممن رفعوا شعار "الدستور" لضرب الدستور ومكونات البلد .

الى ان يصل بنا الحدث الى الموقف المشرف للشيعة في حادثة تفجير مسجد الامام الصادق عليه السلام حيث لم ينجروا لاي فتنة ووضعوا الامر في الاطر القانونية وتركوه رهن القضاء على الرغم من ألمهم لفقد الاحبة الا ان الحفاظ على البلد اهم من كل شيئ .

وفي ختام هذه الاسطر اقول نحن كما كل شيعي ولد وتربى بهذه الارض لا نستجدي ولاءنا من أحد كائنا من كان ، فنحن اثبتنا ولاءنا لهذه الارض الطيبة بمواقفنا وبدمنا ودماء احبتنا حتى اختلطت دماؤنا بتراب هذا الوطن ، ولا نطلب من احد سوى ان يثبت احترامه لنا كمواطنين وان يثبت انه بعاملنا كمواطنين من الدرجة الأولى وليس من الدرجة الثانية .

عبدالوهاب جابر جمال

الأحد 7 ذو القعدة 1436 
الموافق 23 أغسطس 2015 


الاثنين، 17 أغسطس 2015

قرار عدم الخوض

في كل قضية او تهمة تتم في اي بلد ينقسم الشارع فيها  بين عدة اقسام كل حسب المصلحة التي يراها فيقوم بدفع المجتمع نحوها لتحقيق مصلحته بأكمل وجه ، فمن يرى مصلحته في مصلحة بلدة يدفع بإتجاه معين خدمةً لبلده ، ومن يرى مصلحته في مصلحة تياره او وطائفته أو قبيلته او او او يدفع باتجاه اخر خدمةً لأجنداته وهكذا ، وفي هذا المقال سأتطرق لقسمين فقط منهم .

فالقسم الأول ؛ هو القسم الحقوقي والذي يرى ان مصلحته في مصلحة بلدة ككل ، ففي كل قضية يسعى لتوجيه هذه القضية او التهمة و لأي شخص كان قريبا منه او بعيد ،  نحو القضاء ليأخذ مجراه ويتم محاسبة المتهمين عبر الطرق القانونية واعطائهم كامل حقوقهم من محامين و غيره ، فإما ان يدينهم القضاء ويتم معاقبتهم وفق القانون ، او يتم تبرأتهم ويتم اطلاق سراحهم دون اي طعن او تجريح او تسقيط في المجتمع ، وهذا هو الامر الصحي والذي تستند اليه الدول الديمقراطية  والجهات الحقوقية والقضائية ويسعى له كل منصف كي لا يقوم  بظلم احد ولاعطاء كل ذي حق حقه وليحافظ على نسيج بلده رغم اختلاف توجهاته وتياراته ومكوناته .

أما القسم الثاني ؛ فهو القسم والجانب السياسي والذي عادة ما يتبناه الخصوم السياسيين في ما بينهم ، فتراهم يتراشقون ويتهمون بعضهم البعض فور اتهام شخص او اكثر في اي قضية حتى قبل البت فيها قضائياً وكأن القضية مثبته على المتهمين ، فيقومون بشن حملات اعلامية و صحفية ويقوم ابرز الشخصيات بالتصريح لخلق جو عام ضد المتهمين ، ليؤثر هذا الجو العام على القضية وحيثياتها بالاضافة الى تسقيط المتهمين في المجتمع حتى لو خرجوا من هذه التهم وحكمت المحكمة ببراءتهم ، فالهدف هنا هو كسب نقاط لشخصه او حزبه او تياره والانتقام من غيره حتى لو ادى ذلك لضرر بلده وليس معرفة الحقيقة وانصاف المتهم .

وهذين القسمين تجدهم في كل قضية وبهم تميز بين الحكيم والمستهتر وبين الوطني و الفتنوي ، وهنا يأتي دور السلطة القضائية التي يجب عليها ان تحافظ على سير القضية او التهمة في اطارها الصحيح دون التأثير عليها من الشارع و كي يتم الحكم فيها بكل حيادية ، وخصوصاً اذا رافقت هذه التهم اتهامات كاذبة وتلفيقات كبيرة من الشارع السياسي الذي ينشط في مجال الكذب والتلفيق لتحقيق مآربه ،  فاما ان يترك القضاء الحبل على القارب ويجعل الكل يصرح و يتهم و يصدر الحكم على حسب اهواءه ، او ان يأمر بعدم الخوض في القضية اعلامياً .

وعادة ما تتخذ السلطة القضائية الحكم بعدم الخوض في الحديث عن القضايا والتهم التي تخص امن الوطن كي لا يتم التأثير على التحقيق بالسلب او الإيجاب وليأخذ كل ذي حق حقه وكي لا يتم تسريب أي كلمه او حادثة من التحقيق و التأثير عليه من الخارج ، للحفاظ على سير القضية حسب الاجراءات السليمة.

وفي الاغلب يكون حظر الحديث عن القضية هو الخيار السليم الذي يخدم الوطن ويحافظ على وحدته وعدم استفادة اي سياسي او فتنوي من خلق جو عام يخدم به اجنداته مقابل مصلحة الوطن .


عبدالوهاب جابر جمال
الاثنين 1 ذو القعدة 1436
الموافق 17 أغسطس 2015


الاثنين، 10 أغسطس 2015

بين قتل البطة ومنفذ العبدلي سمعة الكويت واحدة

شاهد الجميع مقطع الفيديو الذي يروي ما قام به مجموعة من الشباب باصطياد "البطة المسكينه" وذبحها وفق الشريعة الاسلامية وطبخها ، وكيف استنفرت الحكومة واعتبرت هذا الأمر تشويه لسمعة الكويت في الخارج وطالبت الدولة المعنية بكشف هوية القاتل وتسليمه للكويت لمعاقبته ووو الى اخره .

هنا سواءً اتفقنا او اختلفنا مع موقف الحكومة من هذا الامر ومدى صرامتها في مواجهة هذه الظاهرة و التي انتشرت في اوربا من قبل السياح الكويتيين والخليجين ، فحادثة البطة هذه ليست الحادثة الاولى بل هناك ظواهر مماثلة انتشرت في السنوات الماضية ، واعتقد ان اهم ما يردع هذه الظواهر هو قيام تلك الدول "التي يحدث بها مثل هذه الامور" بمحاسبة الفاعل وفق قانونها لينتهي الامر ويتم ضبطه وتطبيق القانون عليه .

ولتتفرغ "حكومتنا الرشيدة" لمواجهة من يشوه سمعة الكويت في الخارج "من الداخل الكويتي" والذي يشاهده كل "سائح" او مار مروراً "ترانزيت" بالكويت والذي تصنعه الحكومة بيدها ، فعلى سبيل المثال فإن القادم للكويت أول ما يشاهده هو المطار أو المنافذ البرية واللذان يعتبران النافذة الرسمية الأولى والاخيرة للبلد وبهما "فحدث ولا حرج" من الامور التي تشوه سمعة الكويت. 

فمن المطار المتهالك والذي يعاني من (الخرير المتكرر لمبانيه وانقطاع التكييف به لعدة مرات) بالاضافة الى الفوضى وقلة عدد الكاونترات والتي يساهم به الموظفين في الجوازات وغيره بها "بقصد او بدون قصد" كل هذا والحكومة لا تحرك اي ساكن ولا ترمش لها عين . 

كما ان المنافذ البرية والتي تعاني الامرين لا سيما منفذ العبدلي والذي يعتبر محطة مهمة لمن يرغب بزيارة المقدسات الاسلامية في العراق "لأنه يعتبر الممر الرئيسي للزوار القادمين من مملكة البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية بالاضافة للزوار الكويتيين" و الذين يتوافدون للمنفذ طوال السنة وخصوصاً في بعض المناسبات الدينية (كيوم عاشوراء و الاربعين ويوم عرفة) فبمجرد المقارنه بين تعامل الموظفين في الجانب الكويتي والعراقي يعرف الكل الفرق الشاسع ويخجل من تعامل ابناء بلده مع ضيوفه .

فالزائر يضطر للمكوث في المنفذ لساعات طويلة منذ الصباح الى المساء وخصوصاً زوار البحرين والمنطقة الشرقية (كما حدث في يوم السبت الماضي) لا لشيء سوى للتعسف والبعد الطائفي الذي يتعامل به موظفي هذا المنفذ و بعلم مسبق من قبل المسؤولين في الوزارة دون ان يحركوا ساكناً ، فطوال السنة يشتكي الزوار الخليجيين من التعطيل والمماطلة التي يعانون منها من قبل الجوارات تارة والجمارك تارة اخرى رغم تنوع اعمارهم فمنهم الكبار والصغار والمرضى والنساء دون ادنى مراعات لهم .

وقد وصل الامر للسيد وزير الداخلية لعدة مرات دون اي تحرك يذكر سوى التحرك الآني والتساهل مع الشاكي وبعدها (تعود حليمة لعادتها القديمة) ، فللأسف لا يوجد لا قانون حاسم لمعاقبة هؤلاء الموظفين المتعسفين ولا ارادة حقيقية من المسؤولين لمعالجة الامر نهائياً رغم الوعود المتكررة  من قبل الوزير ووكلاءه للنواب الذين يتحدثون معهم مراراً وتكراراً ويتحركون لمعالجة الأمر.

 فهذه الممارسات هي من تضر بسمعة الكويت ، خصوصاً وان هذه الممارسات تحسب ضد الحكومة والبلد ككل لا ضد افراد معينين ، فهؤلاء الزوار ( القادمون او المغادرون)  يروون معاناتهم في المطار أو المنفذ البري عند عودتهم لبلدهم لتتكون صورة سوداوية للكويت ، فالحكومة هنا هي المتسبب الاول لهذا التشويه ومع التحذيرات المتكررة للوزير ووكلاءه الا انه لا حياة لمن تنادي .

فختاماً على "الحكومة الرشيدة" ان تبدأ بخطوات عملية لمعالجة هذا التعسف ولتعاقب كل شخص يقوم به ، كما تلاحق "قاتل البطة" وغيره حفاظاً على سمعة الكويت من الداخل و الخارج .


عبدالوهاب جابر جمال
الاثنين 24 شوال 1436
الموافق 10 اغسطس 2015


الجمعة، 31 يوليو 2015

جمعية الدسمة نموذج للفساد

بعد مرور ما يقارب الشهرين من انتخاب وتشكيل مجلس الادارة الجديد لجمعية الدسمة وبنيدالقار التعاونية في تاريخ 7 / 6 / 2015 ، وعلى الرغم من معرفة المرشحين السابقة بالإنتكاسة المالية التي وصلت اليها الجمعية و مدى الفساد الذي نخر بجسدها ، الا انهم بادروا ومنذ اليوم الاول لمحاولة معالجة هذه الانتكاسة  من خلال البحث عن بصيص امل خدمة لأبناء المنطقة ، لكنهم اكتشفوا ان الوضع ليس كما تقوله وزارة الشؤون بأرقامها المنشورة في الميزانية الماضية بل تعدت ذلك كثيراً .

فقد بينوا في بيان استقالتهم انه قد وصلت المديونية المتراكمة على الجمعية الى ما يقرب ال 9 ملايين دينار (رغم ان الارقام الرسمية تقول انها 6 ملايين) ، بالاضافة الى العقبات الاخرى حيث رفض بيت التمويل الكويتي صاحب أكبر مديونية لدى الجمعية التعامل مع أي مجلس إدارة منتخب، مما يعني حرمان الجمعية من بضائع 128 شركة منضوية تحت مظلتة ، كما ان البنوك وضعت الجمعية بالقائمة السوداء لكثرة القضايا المرفوعة ضدها بسبب إصدار شيكات بدون رصيد تقدر قيمتها بمئات الألوف .

بالإضافة إلى خلو المخازن من البضائع ، وانتهاء التراخيص التجارية لأغلب المحلات المستثمرة في الجمعية دون قدرة الإدارة على تجديد ترخيصها ، كما ان الجمعية تعيش حالة تضخم  وظيفي دون أي إنتاج يذكر وبتكلفة شهرية تبلغ 65 ألف دينار كما ان السوق المركزي غير مرخص أصلاً .

هذه التجاوزات بكل تأكيد لم تأتي وليدة يوم او يومين بل اتت وليدة لتراكم سنوات طويلة من التجاوزات والفساد المستشري وتحت نظر الإدارات المتعاقبة لوزارة الشؤون ، وهذا قد كان واضحاً في رد وزيرة الشئون على سؤال للنائب الفاضل السيد عدنان عبدالصمد  في يناير 2015 حيث أقرت الوزارة بوجود تجاوزات استمرت طوال السنوات الماضية دون أن تتخذ الوزارة الاجراءات اللازمة لمحاسبة المتسببين .

وتأتي استقالة هذا المجلس (المسببة) لتعيد الكرة الى ملعب وزارة الشؤون  لتقوم بدورها المطلوب في كشف المتسببين (سراق الملايين من اموال المساهمين) ومحاسبة جميع الذين تسببوا في وصول الجمعية إلى هذا الوضع الكارثي من كافة الجهات منذ 10 سنوات إلى يومنا هذا ، كما انه يجب على مجلس الامة القيام باحالة ملف الجمعية إلى ديوان المحاسبة ليكون لهم تحقيق "مستقل" في الموضوع ، لينكشف كل شيء امام أبناء المنطقة .

ختاماً نقول ان جمعية الدسمة وبنيدالقار هي نموذج مصغر "لفساد" الكثير من مؤسسات الدولة وتقصير الجهات المسؤولة فيها ، فسوء الإختيار والمحسوبية في التصويت هو ما يوصل لهذا الوضع المتدهور الذي من شأنه ان يتكرر في كل مؤسسة ، فهنا يأتي دور من يحمل هم الوطن والمواطن للقيام بدورة بكشف سراق الاموال العامة ، ودور المواطن في حسن الإختيار .


عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 14 شوال 1436
الموافق 31 يوليو 2015


الجمعة، 17 يوليو 2015

ايران النووية نموذجاً

بعد سنوات من الشد والجذب والحروب والحصار استطاعت الجمهورية الاسلامية الايرانية وبالتفاوض مع دول ال (٥+ ١) ان تنتزع حقها في النشاط النووية بالإضافة الى فك الحصار الظالم عليها بعد ان رافقها منذ انتصار الثورة .

البرنامج النووي السلمي كان وخلال السنوات الماضية من اهم المحطات السياسية العالمية واخطرها ، فقد لوحت الدول الكبرى مراراً وتكراراً بالحل العسكري لمواجهته ، كما انه محل تجاذبات في الداخل الايراني بين التيار المحافظ والتيار الاصلاحي وكلاً من هذان التياران لهم طريقة معينه للتعاطي مع حيثيات هذا الملف . 

هنا ومن خلال هذا المقال لن اتطرق لموضوع من الرابح أو الخاسر في هذه المفاوضات ولا حول طرق كل تيار في الداخل الايراني في التعامل معه ، بل سأبحث في بعض المفاهيم الجديدة التي اقرتها هذه المفاوضات والتي من شأنها ان تغير وتعيد اللعبة السياسية العالمية والتحالفات الدولية واسلوب التعامل بين الدول ومنها :

١- خلال سنوات كانت الولايات المتحدة الامريكية تفرض نفسها على انها الدولة العظمى التي لا يمكن مخالفتها او عصيان أوامرها ، ودائماً ما تتعامل مع بقية الدول (لاسيما الدول الاسلامية والعربية) كتابع لها تسيرها حسب ما تريد ، وجاء هذا الاتفاق للحد من هذا الامر ، فايران الاسلامية استطاعت وامام الجميع ان تضع رأسها برأس امريكا ودول (ال٦ +١) وتجلس بمفاوضات (الند بالند) بقوة وذكاء .

٢- ان الحق ومصالح الدول ان وجد له من يدافع عنه بعقيدة قوية وسياسية المبادئ وتفاوض بحكمة سيعود لأهله رغم كل الصعوبات ، فايران على سبيل المثال ورغم عداوة دول الاستكبار لها دخلت التفاوض وبيدها ٤ مطالب استطاعت ان تحققها جميعاً وهذه المطالب كما يقول الرئيس روحاني هي : ( المحافظة على انشطتنا النووية ،  الغاء العقوبات المفروضة علينا ، الغاء القرارات الظالمة ضدنا ، خروج الملف النووي الايراني من البند السابع في مجلس الأمن) .

٣- رغم الحصار الظالم ورفض دول الاستكبار لدخول ايران للنادي النووي الا انها وبفضل جهد شبابها وحكمة قيادتها  استطاعت ان تكسر كل هذه الحواجز وبدأت ببناء برنامج للاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على الغير وفرض سياسة الامر الواقع أمام العالم وفرضت نفسها كقوة لا يستهان بها وهذا التعامل لم تجده امريكا والدول الكبرى لدى احدٍ من قبل  .

٤- على الرغم من دخول دول الشرق الاوسط بتحالفات قوية واستراتيجية مع الولايات المتحدة ظناً أنهم  سيحصدون الخير والتقدم ، إلا ان ايران رأت عكس ذلك ورفضت سياسة  القطب الواحد ووجدت نفسها تتحالف مع كل من يمد اليد لها فشكلت قطباً جديداً ضم ( روسيا وفنزولا وايران وسوريا والعراق والصين وعدد من الدول الاخرى ) وبهذا التحالف كسرت التفرد الامريكي بالقرار الدولي وبالنهاية وجدت دول الشرق الاوسط انها لم تستفد من امريكا شي وايران هي من استفادت .

٥- استطاع الاتفاق ( بصيغته الحالية ) ان يوحد الداخل الايراني ويرضي جميع الاطراف "تقريباً" وأن يبرز الدور الكبير الذي لعبة الولي الفقيه الامام الخامنئي لانجاحه واصبح الجميع يرى هذا الاتفاق على انه نصر استراتيجي لايران ككل بقيادتها مرشدها .

٦- اظهرت الجمهورية الاسلامية ورغم ما يشيعه الغرب عن تخلف الاسلاميين وتراجعهم عكس ذلك وبيت ان الاسلام دين العبادة والسياسة دين التطور والتقدم فبتمسكها بالدين وصلت لافضل المواقع الى ان وصلت بإسلاميتها للنادي النووي .

هنا يجب ان تعي دول المنطقة انها تستطيع ان تتطور وتصل لما تريد ليس من خلال الإرتماء بالحضن الأمريكي بل بالاعتماد على شعبها وقدراتها والجلوس مع بقية الدول بقوة وعزة لا بثقافة العبد والسيد .


عبدالوهاب جابر جمال
الجمعة 30 رمضان 1436
الموافق 17 يوليو 2015