الجمعة، 23 يناير 2015

اليمن ،،، ثورة على حكم السفارات

منذ سنوات طوال يعيش اليمن على صفيح ساخن ، قبل الصحوة الاسلامية ( أو ما يسمى بالربيع العربي) و بعدها ، فمن فتن القاعدة و التدخل الاجنبي متمثلاً بالسفارات الى الفقر و الظلم الداخلي الى الثورة على نظام علي عبدالله صالح وحتى توقيع اتفاق السلم والشراكة .

فاتفاق السلم والشراكة والذي جاء لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي ارتضاه الجميع ( شعب و نظام وتيارات وطنية ) وتم التوقيع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2014  والذي اعتبر حلاً لمشاكل اليمن و بداية بناء دولة اتحادية ديموقراطية جديدة مبنية على مبادىء سيادة القانون والمواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان والحكم الرشيد، والتزاماً بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، واستجابة لمطالب الشعب في التغيير السلمي وإجراء إصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية وتحقيق الرفاه الاقتصادي، وخدمة للمصلحة الوطنية العليا، وتجسيداً للشراكة والتوافق في التشخيص والحلول والتنفيذ، والتزاماً باستقرار البلاد وتحقيق مستقبل ديموقراطي واعد ومشرق، ومن أجل الوحدة الوطنية وبناء السلام وتعزيزه .

الا أن فرحة اليمن لم تكتمل ولم يتم تطبيق الاتفاق بالشكل المطلوب وأصبح التدخل الأمريكي عبر سفارتها واضحاً
للعيان بالضغط لتمرير مشروعة عبر مسودة تقسم اليمن الى ستة اقاليم (واصبح النظام وخلافاً للاتفاق يدفع بهذا الاتجاه وبقوة ) وبحسب هذه المسودة يتم  تقسيم اليمن لأقاليم تقسم حسب الثروات والطوائف ولكل اقليم حكومة مركزية مما سيخدم مخطط امريكا ومحورها لتمزيق اليمن والمنطقة .

وهذا ما يرفضة الشعب اليمني الحر فالتقسيم مرفوض و تحكم السفارات الامريكية والغربية بمصير اليمن مدان وهذا ما دفع الشعب بقيادة جماعة أنصار الله (التي يرأسها السيد عبدالملك الحوثي ) واللجان الشعبية  للقيام من جديد للحفاظ على مكتسبات الشعب التي تم الاتفاق عليها ورفضاً للتدخل الأمريكي ، فزج النظام بالجيش في الشوارع للتصادم مع الحوثيين و قوات اللجان الشعبية الا ان الجيش اوعى من ذلك فلم ينجر للعنف بل سلم نفسه للشعب والتحق بالقوات الشعبية واصبحوا قوة واحدة للحفاظ على اليمن .

فوضعوا يداً بيد لتحقيق مطالبهم والمحافظة على مكتسباتهم ، وأقاموا ثورة جديدة عرفت بثورة الحفاظ على المكتسبات ومواجهة حكم السفارات والمشروع الأمريكي ، فأجبروا الرئيس عبدربة منصور هادي و رئيس حكومته خالد محفوظ عبدالله بحاح على تقديم استقالاتهم وبات الشعب هو الذي يقود دفة قيادة الدولة نحو الحرية والديمقراطية بقيادة السيد عبدالملك الحوثي .

والواضح من خطاب السيد  الحوثي الذي اضحى زعيما وطنيا بامتياز رفض التدخلات الخارجية لحرف المسيرة الشعبية عن تحقيق اهدافها ، وهذا ما يجب على الشعب الالتفاف حوله لان مصلحة اليمن يجب ان يقررها اهل اليمن لا من يريد ان يضع اليمن في سلة الدول التابعة له .



عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 2 ربيع الآخر 1436
الموافق 23 يناير 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق