المتابع الحقيقي للواقع السياسي في الكويت منذ سنوات ، وبشكل واضح منذ سنة ٢٠٠٩ ، يرى بان الشعب والنواب والتيارات السياسية انقسموا الى ٣ اقسام هم:
– الموالاة (الحكومي)
– المعارضة المتشددة (الانتقامية)
– المعارضة الرشيدة
وهنا سأمر مرواً سريعاً حول كل قسم لأبين المعنى السياسي له :
أولاً : الموالاة وهم الفئة او الجماعة التي لا ترى امامها أي خطأ للحكومة أو النظام السياسي في البلد ، وان رأته احياناً فانها تغض الطرف عنه لأسباب تراها أهم (كالمكاسب الشخصية و انجاز المعاملات والمناصب ) ، ودائماً نرى أن هذه الفئة تندفع باتجاه الدفاع المستميت عن الحكومة الى ان تصبح (ملكية أكثر من الملك) ، وبالطبع هذه الفئة لا تخدم البلد بل تخدم نفسها ومصالح “ومن يعز عليها” .
ثانياً : المعارضة المتشددة او الانتقامية وهي الفئة أو الجماعة التي تجيز ضرب الفريق المخالف بكل السبل المشروعة وغير المشروعة البعيدة عن الاخلاق والقيم ، ودائماً ما ترى ان الحكومة او السلطة على خطأ وانها مقصرة تجاه البلد و تنتهج هذه المعارضة في تحركاتها اسلوب (الغاية تبرر الوسيلة) فمثلاً حتى لو كانت مصلحتها ان تخوض في اثارة الفتن الطائفية وتستورد الأزمات الخارجية للكويت لفعلت ، وهذه الفئة ايضاً لا تخدم البلد بل تزيد من حدة الصراع والخلاف وفي اغلب الاحيان لا تحقق ما تريد بل تجد امامها حائد كبير لا يمكنها تجاوزه . وبطبيعة الحال هذه المعارضة لا تمتلك برنامج عمل سليم بل اغلب تحركاتها تأتي كردات فعل على الحكومة .
ثالثاً : المعارضة الرشيدة وهي الفئة أو الجماعة التي تعتبر العين الثالثة في اي قضية او خلاف ، ولا ترهن نفسها ومواقفها لا لرأي الحكومة أو المعارضة المتشدده ، و تستطيع قراءة الرأي السديد لأي قضية او قانون او اقتراح يتم تقديمة من اي طرف ( معارض كان ام موالي) وتتخذ الرأي لما يوافق الدستور والقانون و مصلحة البلد لأن رأيها بعيد كل البعد عن التنفيع والمصلحه الشخصية الضيقة ، وتعتبر هذه المعارضة صمام الأمان الحقيقي لأي دولة حيث تمنعها من الإنزلاق إلى الهاوية في كثير من الأحيان ، عن طريق وضع اليد على الجرح وفق ما تملك من ادوات وفرص متاحة لها ، وتمتلك هذه المعارضة لبرنامج عمل واضح قابل للتطبيق .
وهذه الأقسام الثلاث يجب ان ينظر لها الشعب بعين وطنية واعية تضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار ، ليحدد اي من هذه الأقسام يريد و يرغب بالذات مع ما تمر به الكويت والمنطقة من مشاكل وأزمات متتالية ، خصوصاً وان (القسمين الأول والثاني ) سينشطون خلال هذه السنة و سيكثر نشاطهم كلما اقتربت الانتخابات .
عبدالوهاب جابر جمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق