الجمعة، 3 أبريل 2015

إيران دولة عظمى

بعد سنوات من العقوبات الدولية و الحظر الاقتصادي و التهديد والوعيد ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية بسبب مواقفها المبدئية في برنامجها النووي الذي قالت عنه مراراً وتكراراً انه برنامج سلمي ولا تنوي توظيفة عسكرياً لأن الشرع يحرم عليها ذلك قبل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تتعهد بها .

وبعد سنوات من الشد والجذب انطلقت المفاوضات بشكل جدي بين ايران من جهة ودول ال  ٥ + ١  ( امريكا، فرنسا، بريطانيا، روسيا ، الصين بالإضافة إلى ألمانيا ) من جهة أخرى ، خصوصاً بعد تولي الرئيس الشيخ حسن روحاني الذي اعتبره الغرب وأمريكا بانه رئيس منفتح و دبلوماسي .

وبعد اشهر من المفاوضات اتفق المتحاورون على بنود اتفاق تاريخي ، بارادة وعزيمة صلبة ، وهذا بحد ذاته (دون الدخول بتفاصيل الاتفاق) يعتبر رمز قوة لإيران التي وقفت لوحدها أمام ٦ دول "عظمى" واستطاعت ان تفرض نفسها كقوة تقف موقف الند للند امامهم  .

وكما يعتبر هذا الإتفاق و بهذه الحالة نصراً دبلوماسياً لإيران التي فرضت شروطها بقوة وأجبرت الطرف الاخر للاستجابه لها والتوقيع عليها ، ومن هذه الشروط رفع الحظر الاقتصادي عليها بشكل تام بمرحلة واحدة من قبل الدول الغربية ومجلس الامن والتي كانت تسعى تلك الدول لرفعه تدريجياً ،  والاعتراف بها كدولة نووية عظمى يحق لها ممارسة نشاطاتها النووية السلمية بكل حرية .

وكما يلزم الاتفاق ايران على ان لا تقوم بصناعة اي سلاح نووي وتقلل درجة نسبة التخصيب لمستوى احتياجاتها فقط ، وتحويل محطة فوردو الى محطة للبحوث والدراسات النووية ، وهذين الشرطين لن يضرا ايران بتاتاً بل سيجعلانها تشغل بقية محطاتها بكل اريحية ولن يؤثر على برنامجها النووي الخدماتي قط .

فالعالم الان بات بانتظار تاريخ ٣٠ يونيو الذي اعلن انه سيكون اخر مهلة لكتابة و صياغة هذا الاتفاق ، الذي تم الاعلان عنه رسمياً امس الخميس ، وتأمل ايران الا يتم عرقلتة من قبل بقية الدول بحجة الضغط على ايران للتنازل ولو قليلاً عن شروطها  .

وبالتوقيع على هذا الاتفاق ، تم قبول ايران كلاعب نووي واقتصادي و سياسي و دبلوماسي ليس على المنطقة فحسب بل على المستوى الدولي ايضاً ، كما انه يعد انتصاراً جديداً لها ولمحور المقاومة التي تنتمي له وفشلاً اخر يدرج للمحور الامريكي الذي بات يخسر اوراقة يوماً يعد آخر .


عبدالوهاب جابر جمال
@Abdulwahab_j_j
الجمعة ١٣ جمادى الثاني ١٤٣٦
الموافق ٣ ابريل ٢٠١٥


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق