الجمعة، 13 مارس 2015

اليمن .. الفجر الجديد

ما زالت الاحداث في اليمن تتسارع وأخبارها تتصدر وكالات الأنباء فاليمن الذي ثار شعبة لتقويم الوضع فيه ولتحقيق الحرية والديمقراطية الكاملة التي يسعى لها كل الشعوب في المنطقة ، ومنذ ان انتصرت الثورة واصبح الحكم بيد الشعب بمساعدة من القوى الامنية واغلب الفصائل و التيارات السياسية بقيادة جماعة انصار الله  ونحن نرى عدم قبول بعض الدول بذلك فبدأوا يتآمرون عليه .  

وبعد هذا الانجاز الذي تحقق ، مد الثوار يدهم للداخل والخارج للتعاون و التلاقي واقامة علاقات مشتركة ، وعندما بدأ الشعب يتنفس رياح الديمقراطية والحرية في صنعاء وبدل ان تبارك دول المنطقة للشعب اليمني انتصاراته وتضع يدها بيده لبناء يمن جديد ومستقل ، ليكون سنداً وقوة لجيرانه ، أبت دول المنطقة الا ان تفسد هذه الفرحة ، وبدأت من جديد تبث المليارات و تتدخل بشكل مباشر لفرض سياساتها ، لا لشيئ سوى الطائفية والخوف من انتقال التجربة لها ورغبة في تحقيق اطماعها .

ففرضوا عاصمة ثانية لليمن في مدينة عدن كمنافس لصنعاء و نقلوا القيادات السابقة لها (وبعض السفارات) ،و بدأوا بمؤامرة لتقسيم اليمن لتضعيفها وتفكيكها ، وللأسف بدعم من بعض الجماعات الداخلية ، دون مراعات لليمن و بقية الدول . 

وبهذا الفعل قد جهلوا ان باضعافهم اليمن ( بخيراتها ومواردها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي) قد اضعفوا انفسهم ، فلو اقاموا علاقات جيدة مع الشعب و النظام الجديد في اليمن واقاموا اتفاقيات ( اقتصادية و بحرية وسياسية ) مشتركة لعاد على دولهم بالخير الوفير فاليمن يمتلك وفرة من الموارد الطبيعية مثل ( النفط والغاز الطبيعي فضلا عن الأراضي الزراعية و الأسماك والمأكولات البحرية والملح الصخري، والرخام، والودائع طفيفة من الفحم والذهب والرصاص والنيكل والنحاس) .

ولا ننسى الموقع الاستراتيجي حيث تشرف اليمن على مضيق باب المندب الذي يعد من اهم الممرات المائية حيث يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي عن طريق خليج عدن والذي من شأنه تسهيل الملاحة البحرية لتلك الدول  . 

فلو افترضنا ان دول المنطقة مدوا يد التعاون مع اليمن الجديد و استجابوا لرسائل  السيد عبدالملك الحوثي التي بعث بها (فور انتصار الثورة) لدول المنطقة للتعاون و التآزر و فتح صفحة جديدة لا غالب بها ولا مغلوب  ، لازداد الخير على اليمن ودول المنطقة ولازدادت حركة السوق العالمية خاصة لدول الجوار.

لكن البعد الطائفي و الخوف من انعكاس ما حصل الى دول الجوار حال دون كل ذلك ، مما سيؤدي الى زيادة تعقيد الشحن السياسي والطائفي في المنطقة بدلا من تخفيف ذلك الاحتقان والخلاف .



عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 22 جمادى الأول 1436
الموافق 13 مارس 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق