الجمعة، 7 ديسمبر 2018

المجرم القاتل "رحمه الله"

إنتشرت بين شعوب أمتنا ظاهرة غريبة منذ سنوات لا أضعها سوى في خانة تضعيف وعي الأمة التي كانت خير أمة أخرجت  للناس ، و إستغفال عقلها وهي ظاهرة الترحم وإظهار (محاسن) مجرمي الحرب من طغاة الأمة ورعاة القتل والدمار فيها والمستكبرين .

فتارة أرى البعض يسارع بالترحم على الإهابي المجرم أسامة بن لادن والذي يعود له الفضل بنشر ثقافة التكفير والقتل بين المسلمين  في العصر الحالي ، حيث قاد أبرز جماعات القتل والتكفير بإسم الإسلام (تنظيم القاعدة) والإسلام براء منه ، وبعد أن كان فكره المشؤوم محصور بهذه الجماعة بتنا اليوم نشاهد عشرات بل مئات المجاميع التي تحمل هذا الفكر المنحرف في مختلف دول العالم الى أن وصل بنا الحال الى مرحلة داعش ! .


مرورا بالترحم والتمجيد بطاغية العراق صدام حسين الذي قاد الكثير من الجرائم بحق شعبه و أمته بإسم العرب والعروبة  فكان نتاجها قتل الآلاف من أبناء العراق (خلال الثورة الشعبانية) ، ودخولة لحروب متعددة قتل بها البشر ودمر الحجر في إيران و الكويت وما صاحبها من بطش وقتل لكل رأي مخالف له وبأبشع الصور دون مراعاة لأي صفة من صفاة العروبة ! .


وآخرها ما نراه هذه الأيام من تسابق مشؤوم للترحم على المجرم القاتل جورج بوش الأب والذي فارق الدنيا (قبل ما يقارب الاسبوع) نتيجة لمرض ألم به ، جورج بوش صاحب السجل الإجرامي البارز الذي لا يمكن لأحد أن ينساه والذي سألخص لكم جزء بسيط منها لعل وعسى أن يعي البعض :

-  هو من أدار العديد من المؤامرات الإجرامية خلال توليه منصب مدير المخابرات المركزية الأمريكية .
- هو الداعم الأساسي للكيان الصهيوني في جرائمه خلال فترة رئاسته .
- هو من أعطى الضوء الأخضر للطاغية صدام حسين وسمح له بغزو الكويت لتكون فرصه له ولنظامة لإشغال المنطقة عسكريا وليساهم ذلك بعودة آلته العسكرية تحت غطاء تحرير الكويت مقابل مبالغ مالية طائلة وإتفاقيات نفطية وقواعد عسكرية .
- هو من أعطى الموافقة للطاغية صدام ليقصف أبناء شعبة خلال الإنتفاضة الشعبانية والتي من خلالها كاد أبناء الشعب العراقي أن يسقط النظام البعثي في عام 1991 لولا قمعه بالطائرات وقتله.

هذا جزء بسيط من الجرائم التي قام بها بوش الأب وهناك الكثير والتي لو سطرتها لما استطعت أن أدونها بمقالات متتالية ، فالى أين وصل بنا الحال بحق هؤلاء المستكبرين يقتلوننا بالليل ونترحم عليهم بالنهار !


ختاما أقول صدق الشاعر أبو الطيب المتنبي حين قال :
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم


عبدالوهاب جابر جمال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق