بينت في المقال السابق وجه الشبه الكبير بين وضعنا السياسي الحالي في الكويت وبين (سياسة البطة العرجاء) في الولايات المتحدة الامريكية ، وسأقوم في هذا المقال والمقالات القادمة بشرح موسع لوجه الشبه بين هاتين السياستين ، مع تفصيل عن دور مجلس الأمة و الحكومة بالإضافة الى المعارضة في خلق هذا التشابه .
فمجلس الأمة الذي يقع على عاتقه أمرين أساسيين (التشريع والرقابة) ، نراه اليوم قد تنازل أغلب أعضاءه عنهما بشكل واضح لكل متابع ، فرغم الملفات الكثيرة التي تنتظره وتبناها النواب في فترة الإنتخابات نراها اليوم أصبحت من الأمور المنسية ، وأصبح الهم الأكبر لدى أغلب النواب التهدئة مع الحكومة تارة والمشادات في ما بينهم (الأعضاء) تارة أخرى و أصبحت السمة الأبرز في جلسات مجلس الامة هي (تضييع الوقت ورفع الجلسة) .
فبدل أن يتم مناقشة وإقرار القوانين التي تم تبنيها من قبل أغلبهم قبل وصولهم لقبة عبدالله السالم ، كمعالجة زيادة أسعار البانزين والكهرباء و زيادة مساحة الحريات ومواجهة الفساد وحل القضية الإسكانية والكثير من الملفات الأخرى التي تخدم الشعب والوطن ، أصبح همهم التصريح لأمور أخرى وإثارة بعض القضايا التي لا تصب إلا في خانة التكسب الإنتخابي ، لمحاولة زيادة شعبيتهم .
وبدل أن يقوم أغلب النواب بدورهم في محاسبة الحكومة على كمية الفساد " الذي لا تحمله البعارين" أصبح همهم كشفها للناس من خلال التغريد بالتويتر ! ، بالإضافة الى إغراق اللجان البرلمانية بالاقتراحات "المسروقة" تارة و غير المجدية تارة أخرى لإلهائها عن الأمور الاكثر أهمية ، بالإضافة للحديث حول التهدئة و التعهد بعدم محاسبة رئيس الوزراء وعدم التصعيد !
فبذلك أوصلونا الى مرحلة عدم الانجاز و عدم محاسبة المقصرين كحال سياسة البطة العرجاء التي لا يمكنها انجاز شيئ ، فهل كل هذا الأمر يتم لمحاولة مد أجل المجلس خوفاً من إبطاله بسبب القضايا المرفوعه والتي من المتوقع ان يصدر حكمها في ٣ مايو القادم !، أم لتنفيذ الخطة التي يرديها البعض لنكفر بديمقراطيتنا و بمجلس الأمة !.
يتبع ،،،
عبدالوهاب جابر جمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق