الاثنين، 18 نوفمبر 2019

نهج جديد

نهج جديد

بعد أسبوع سياسي عاصف مليئ بالأحداث السياسية التي قلبت المشهد رأساً على عقب (بكل ما تعنيه الكلمة من معنى) وما تبعه من تقديم الحكومة لإستقالتها وإعتذار رئيس الوزراء عن تكليفه بتشكيل حكومة جديدة .

ومع بداية المشاورات التقليدية التي يقوم بها سمو الأمير لإختيار رئيس وزراء جديد (وهو حق دستوري مطلق لسموه) بات من المهم أن نطوي صفحة النهج السابق ليرحل هذا النهج مع رحيل رئيسه لتكون الحكومة حكومة جديدة بوزرائها ونهجها.

وأن ينطلق النهج الجديد بتقديم الحكومة لبرنامج عمل وخطة حقيقية قابلة للتطبيق وتتماشى مع ما يطمح له الشعب من تنمية وتطوير للبلاد، إنسجاماً مع رؤية الكويت الجديدة التي كان من الصعب أن تتحقق في الفترات الماضية نتيجة لصراعات الأقطاب .

نهج جديد تطوى به صفحات الماضي بسلبياتها وإيجابياتها ولتفتح صفحة جديدة تتسم بالثقة المتبادلة والمبادرات الحسنة، من خلال إصدار عفو عام و شامل للمدانين بجميع القضايا السياسية وقضايا الرأي دون إستثناء أو تمييز ليتم لم شمل العوائل وعودة من هم خارج البلد لأحضان بلدهم.

نهج تكون سمته التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لإقرار عدد من القوانين والتشريعات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، خاصة ونحن نعيش في اخر دور إنعقاد لمجلس الأمة الحالي والشعب ما زال يتطلع للكثير من المجلس والحكومة.

نهج يواجه به الفاسدون وسراق المال العام وتكون مسطرة القانون فوق الجميع مهما كانت مكانته أو منصبة، فللمال العام حرمة كما ورد في المادة 17 من الدستور التي تقول " للأموال العامة حرمة، وحمايتها واجب على كل مواطن".

نهج يتسم بالعدالة بين أبناء الوطن في شتى المجالات دون تفرقة تنفيذاً للمادة 7 من الدستور و التي تقول "العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، ..." ، عدالة تساهم في تهدئة النفوس وإعطاء كل ذي حقٍ حقه دون النظر الى أي عوامل أخرى غير عامل الكفاءة وخاصة في ما يتعلق بتعيين القياديين .

نهج يحافظ على موقع الكويت الوسطي داخلياً و خارجياً، فاليوم وبعد كل ما شهدناه من أحداث في الفترات السابقة أصبحنا بحاجة حتمية للتغيير ورص الصفوف خاصة مع ما تعانيه المنطقة من توترات وأزمات شديدة وخطرة لا نعلم الى أين ستتجه.

فما أحوجنا اليوم لحكومة جديدة تبعث الأمل في النفوس وتبدد اليأس الذي تم زرعة في عقول الشعب، ونهج يساهم في إصلاح ما أفسده الماضي.


عبدالوهاب جابر جمال
@abdulwahab_j_j

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق