الأربعاء، 28 فبراير 2018

دماءٌ وحّدت شعب

ونحن نعيش أجواء تحرير الكويت ، نفتح صفحات الإحتلال السبعة بمعاناتها وملاحمها السياسية والإجتماعية والإقتصادية والعسكرية لنرى كيف غيرت هذه الأزمة الواقع وكشفت لنا الكثير .

فقبل الإجتياح البعثي الصدامي للكويت حتماً يختلف عما بعده ، فقبل هذا اليوم كانت أجواء التخوين والتشكيك والتسقيط بين الشركاء في الوطن سيد الموقف الى أن وصل مستوى الطعن والتشكيك الى حد لا يطاق بالإضافة الى العبث الحاصل من تعطيل للدستور وللحياة الديمقراطية .

إلى أن إبتدأ الإجتياح وتبدل الحال فرغم ألم الإحتلال والمعاناة إجتمع الشعب وتكاتف على هدف واحد أساسي وهو مواجهة المحتل الى جانب التمسك بالدستور والحياة الديمقراطية ، فتناسى الكل خلافاته السابقة وتسامى على جراحه وتوج ذلك في مؤتمر جدة وفي تشكيل مجاميع المقاومة حيث تجمع تحت ألويتها مختلف الإنتماءات الدينية والسياسية والفكرية ليتم واقع جديد رسمت صورته الجديدة بلون الدم الأحمر لتكون درساً واقعياً للأجيال المتعاقبة .

وفي هذا السياق لو أردت الحديث عن كل جوانب المقاومة وملاحمها سيطول بنا المقام والمقال ، فلذلك سأكتفي بالمرور على حادثة معركة بيت القرين كمثال بارز حيث جسدت هذه المعركة التلاحم الحقيقي من خلال إمتزاج الدماء الزكية للمقاومين على الأرض الطاهره لتقدم كدرساً عملياً لكل فتنوي أو عنصري لا يريد الخير لهذا البلد .

فمعركة بيت القرين تعتبر مثالاً حياً جسدت بها ملاحم العزة والتفاني الى جانب الوحدة التي تجسدت بدفاع الشيعي عن أخيه السني والحضري عن أخيه البدوي والعكس ، لتكون صورة مصغره للكويت بمختلف توجهات شعبها وأصبحت حديثاً لكل شخص .

واليوم وحيث نعيش هذه الذكرى نرى واقعنا بحسرة وألم ، حيث يحاول البعض إعادتنا لنقطة الصفر فبدأ ببث سمومه الطائفية تارة والعزف على وتر العنصرية والتشكيك بالولاء تارة أخرى ضمن خطط مدروسة وبرعاية خفية ، متناسياً دماء الشعب التي سالت في سبيل تحريرنا وتوحدنا .

وبالختام وبهذه المناسبة التي نعيشها سنوياً  لا بد وأن نؤكد تمسكنا بوحدتنا ودستورنا وثوابتنا الوطنية التي حافظ عليه الشعب في تلك الحقبة بدمائه وتضحياته  التي وحدت الشعب ، ولابد أن نقف صفاً واحداً لنعاهد دماء الشهداء بأننا ما زلنا على العهد في سبيل تحقيق ما استشهدوا وضحوا من أجله .


عبدالوهاب جابر جمال

المقال خاص بنشرة لتبقى الكويت
إصدار جمعية الثقافة الإجتماعية
بمناسبة الأعياد الوطنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق