الخميس، 23 نوفمبر 2017

الي متى يا رئيس الوزراء ؟!

في ظل ما يعيشه الإقليم بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص من أزمات وصراعات محتدمة ، وفي ظل موقع الكويت الإستراتيجي و تفهم الجميع في البلد لخطورة الوضع العام والخوف من إرتدادات هذه الأزمات وتصديرها الى الكويت .

ما زلنا كمواطنين وكمهتمين ننتظر سمو رئيس مجلس الوزراء المكلف الشيخ جابر المبارك ليعلن عن تشكيلته الحكومية الجديدة ، فها هو الأسبوع الثالث منذ بداية تكليفه يطل علينا دون أي تقدم يذكر سوى زيادة اللغط وعلامات التعجب والإستفهام، رغم حاجة البلد الماسة في هذا الوقت لوجود حكومة قوية ومتجانسة تساهم في تخطي هذه الأوضاع .

فدعونا اليوم نتساءل الى متى سيطول هذا الإنتظار ؟! وهل كل هذا الإنتظار والمماطلة في إعلان التشكيل الحكومي أمر طبيعي ؟! أم هو أمرٌ متعمد ؟! وهل هناك ضغوطاً على رئيس الوزراء تصعب من مهمته لإفشالها ؟!

من خلال في النظره الأولى نرى أن هناك عدة تفسيرات تبرر كل هذا  التعطيل وتبين إنه  أمر متعمد وله عدة أوجه ، منها ما يراه رئيس الوزراء المكلف انه بهذا الوضع يساهم في تثبيت الإستقرار والهدوء السياسي كي يعمل على تشكيل حكومة تتوافق مع التحالفات الإقليمية حسب تصريحه ، والبعض يرى أن هذه المماطلة هروباً من المساءلة السياسية في الوقت الحالي بالذات ، بالإضافة لما يراه آخرون أن هناك جهات وتيارات تسعى لإفشال مهمة رئيس الوزراء إن لم يشملها بتعيين أعضاء منها كوزراء .

لكن هل هذا الأمر صحي ومستقيم ؟!
لا أعتقد ذلك لأن الإستقرار السياسي الذي يرغب الجميع بتحقيقة لن يتحقق إلا بوجود حكومة قوية تستطيع مواجهة التحديات الداخلية وأي تهديد خارجي ، وتكون عوناً وسنداً لسمو الامير و لمجلس الأمة لتخطي أي تهديد أو خطر ممكن أن يمس البلد  .

بالإضافة الى ضرورة وجود نية حكومية صادقة للتعاون لتشكيل تحالف ثلاثي يشمل ثلاثة أركان وهي الحكومة ومجلس الأمة  والشعب ، ويكون الدستور ومواده هو الفيصل والضابط لهذا التحالف ، تحالف مبني على الثقة المتبادلة والتعاون الإيجابي لمواجهة الفساد وتحصين الجبهة الداخلية وتطبيق القانون بسواسية وحزم على الجميع .

فبالعمل المؤسساتي الرشيد سيتحقق الإستقرار و يتم صون الجبهة الداخلية أما اذا إستمر الوضع كما هو من عدم وجود حكومة وتعطيل لدور مجلس الأمة في إقامة جلساته و تشكيل لجانه المؤقتة فلا طبنا ولا غدا الشر بل سيزيد الوضع تعقيداً .

فإلى متى سننتظر يا سمو رئيس مجلس الوزراء المكلف ؟!



عبدالوهاب جابر جمال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق