الجمعة، 13 فبراير 2015

الحرب الناعمة ،،، الأدوات وسبل المواجهة

بعد الفشل الأمريكي في الحرب العسكرية (الصلبة) عاد التفكير وبشكل كبير لمسطلح ( الحرب الناعمة ) والتي روج له البروفيسور جوزيف ناي (نائب وزير الدفاع اﻷميركي السابق وأحد أهم المخططين اﻹستراتيجيين اﻷميركيين ) ، والذي تمكن بمهارة توظيف ثنائية الصلب و الناعم المستعملة في أجهزة الكمبيوتر ( ادوات ناعمة software ، ادوات صلبة Hardware ) لتكوين فكرة جديدة لغزو العالم . 

فبعد الفشل اﻷميركي بالقوة الصلبة أي العسكرية في العراق و أفغانستان وخصوصاً في سنة  2008 صدرت توصيات من لجنة بيكر - هاملتون لتعديل الخطة اﻷميركية بالمنطقة للحد من التكاليف العسكرية و البشرية والمالية. 

فتمكن مجموعة من الخبراء و الباحثين اﻹستراتيجيين من ادراج مقولة (الحرب الناعمة) في الخطة المرسومة على ضوء نقاشات في مراكز و معاهد اﻷبحاث المتخصصة بصناعة القرار اﻷميركي بوجود مفكرين من الحزب الجمهوري و الحزب الديمقراطي و بإشراف معهد الدراسات الدولية اﻹستراتيجية CSIS فكانت النتيجة ان توصلت أميركا إلى معادلة جديدة أطلق عليها اسم القوة الذكية  (القوة الصلبة + القوة الناعمة) .

عندها خرجت وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلينتون و أعلنت ان الولايات المتحدة وصلت الى القوة الذكية و هي (تسخير كل اﻷدوات التي تتوفر لدى الولايات المتحدة اﻷميركية ) : مثل ( اﻹقتصادية ، العسكرية ، السياسية ، القانونية
، الثقافية ، اﻹعلامية ) لمواجهة العدو .

فتقرر نقل المعركة من الميدان العسكري (الصلب) حيث القتل و الموت و الدمار و هذا بنظر أميركا ميدان يتفوق عليها أعدائها بالصبر و الصمود و العقيدة ، ونقل المعركة الى معركة ناعمة و أداوته التكنولوجية و الاتصالات و الاعلام حيث اميركا تتفوق على عدوها و العالم بهذا الميدان .

وقد حدد جوزيف ناي موارد القوة الناعمة الأمريكية وجعلها في ثلاث محاور :
١- تعزيز القيم والمؤسسات الأمريكية وإضعاف موارد منافسيها وأعدائها .
٢- توسيع مساحة وجاذبية الرموز الثقافية والتجارية والإعلامية والعلمية الأمريكية وتقليص نفوذ منافسيها وأعدائها.
٣- بسط وتلميع جاذبية امريكا وصورتها وتثبيت شرعية سياساتها الخارجية وصدقية تعاملاتها و سلوكياتها الدولية وضرب سياسات اعدائها .

كما حدد ناي مصادر و أدوات هذه القوة (الناعمة) ولخصها بالتالي :
١- مصانع هوليوود والانتاج الاعلامي والسينمائي الأمريكي.
٢- الجامعات والمؤسسات التعليمية الأمريكية (التي تعمل لجذب الطلاب والباحثون الوافدين للدراسة ليعودوا لبلدانهم ويشكلوا جيوش لنقل وخدمة المشروع الأمريكي). 
٣- المهاجرين ورجال الأعمال الأجانب .
٤- شبكات الإنترنت والمواقع الأمريكية .
٥- برامج التبادل الثقافي والمؤتمرات الدولية التي ترعاها وتشارك في تنظيمها.
٦ الشركات الاقتصادية العابرة للقارات . 
٧- الرموز والعلامات التجارية الاستهلاكية.
٨- وكالات التنمية والمساعدات الدولية 
٩- برامج التدريب و التعاون العسكري لقادة وضباط الجيىش الأجنبية .

وقد اتخذ القرار بان يتم البحث عن اﻷداة الملائمة من بين هذه اﻷدوات بما يتناسب مع وضع كل دولة بهدف سحقها وجعلها تحت أمرتها، فبعض الدول يتم احتلالها عبر تغيير ثقافتها و البعض الاخر عبر الاعلام و التكنولوجيا وهكذا.  

فبالمقابل يجب علينا نحن الشعوب المسلمة ان نتعرف اكثر على السياسات التي تحدث من حولنا و ان نوحد جهودنا لمواجهتها و ان نواجه هذه الحرب للحفاظ على قيمنا و اخلاقياتنا وان نعي اننا نعيش  في عمق هذه الحرب الناعمة. 

وتتلخص سبل المواجهه كما يراها سماحة الامام السيد علي الخامنئي بالتالي :

١- الاقتناع و الإيمان الحقيقي بأصل وقوع الحرب الناعمة واستمرارها.
٢- الفهم الصحيح لطبيعة الحرب الناعمة وآليات عملها .
٣- الوحدة والإنسجام .
٤- البصيرة في تشخيص القضايا و الأحداث .
٥- الحضور في الساحة ومواصلة البرامج وحسم المواقف.
٦- معرفة أهداف الحرب الناعمة وإحباطها .
٧- رصد مواقف و حركة العدو وسد مواطن الضعف في جبهتنا .
٨- تنمية الاعلام الاسلامي وصناعة النموذج البديل للنموذج الأمريكي والغربي .
٩- دور الأساتذة وطلاب الجامعات كقادة وضباط في مواجهة الحرب الناعمة.
١٠- عصرنة مناهج العلوم الجامعية والحوزوية .
١١- الجهاد الإقتصادي بأبعادة الثلاثة (التنمية ،العدالة ، ترشيد الإستهلاك).
١٢- الاعتقاد بأن الشيطان هو أول من استعمل اسلوب الحرب الناعمة .



عبدالوهاب جابر جمال

الجمعة 23 ربيع الثاني 1436
الموافق 13 فبراير 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق