الخميس، 5 فبراير 2015

الفكر التكفيري يحرق الكساسبة حياً

منذ سنوات وبدعم امريكي وغربي انتشر الفكر التكفيري بين دولنا واصبح كالسرطان ينتشر بسرعة جنونية و اعتبرت المملكة الأردنية الهاشمية احد هذه الدول التي انتشر بها هذا الفكر و اعتبر شعبها من اكثر الشعوب تشدداً وتبنياً له ايضاً، وبسبب ما  يحمله هذا الشعب من تعاطف كبير لهذا الفكر اصبح للأردن ومنذ بداية الاحداث في سوريا دور بارز في دعم الحركات المسلحة من خلال الدعم و التدريب والتمويل و كانت هي احد اهم الحواضن الرئيسية لتلك الجماعات وعلى رأسها جماعة "داعش" الارهابية ، فصنفت الأردن من ضمن اهم الدول الداعمة للتنظيم  . 

فمنذ بدايات ظهور داعش على الاراضي السورية و من ثم تمددها واحتلالها للأراضي العراقية كانت دائماً ما تستعين بالاردن وكما يذكر المحلل السياسي الأمريكي "دانيال باتريك وولش" ان مقاتلي داعش كانوا يتلقون الدعم المالي من واشنطن والتدريبات العسكرية من الأردن ، فقد خصصت لهم اراضي شاسعة لهذا الغرض ، كما انها لم تتوقف للحظة من استضافة المؤتمرات والشخصيات الداعمة لداعش وعلى رأسهم رغد ابنة الطاغية صدام حسين (التي صرحت في اكثر من مرة دعمها وتأييدها لداعش)  ، ومن الملفت ايضاً ان ابرز قيادات الجماعات التكفيرية في العالم  كانوا يملكون الجنسية الاردنية كأبي مصعب الزرقاوي الذي عاث فسادا في العراق .

 وبعد ان اكتشف العالم "متأخراً" مدى بشاعة هذا الفكر واجرامه وبعد ان بدأت داعش بتهديد الدول المحيطة بها  اضطرت الاردن وعدد من الدول الاخرى الى الانظمام الى "أضحوكة" التحالف الدولي ضد داعش فأمدت هذا التحالف بالمال و الطيارين ، وشاركت بعدد من الغارات و الطللعات الجوية .

وكان من ضمن الطيارين الذين ارسلتهم الأردن الطيار معاذ الكساسبة التي استطاعت "داعش" ان تأسره (اثناء قيامه باحد المهمات في المناطق التي تسيطر عليها) و قامت باعدامه حرقاً وتم نشر الفيديو بهذه الطريقة البشعة ، وكما يقول المثل (ان السحر انقلب على الساحر ) .

فاستنكر العالم باسره هذه الجريمة البشعة واصبح الجميع يهاجم داعش ، لكن بعد ماذا ؛ بعد ان سيطرت داعش على اراضي شاسعة من سوريا و العراق واصبحت تمتلك ميزانية ضخمة تعادل ميزانية دول !!  واصبحت عالة على العالم الاسلامي و الغربي .

فاين كنتم عندما كانت سوريا تئن وتنزف جراحها من هذا الفكر البشع ، اين كنتم عندما انتقل الاجرام الى العراق وكاد ان ينتقل الى لبنان !! 

ولطالما حذر عقلاء الامة وعلمائها من خطورة هذا الفكر وانه يستهدف الامة ومقدساتها بمختلف انتمائاتهم وايدولوجياتهم بل يستهدف الانسانية جمعاء ، لكن من كان داعما له كان يرى الامور بعين الطائفية وانه ينتقم من فئة لصالح أخرى  ، ومع الأسف البعض انخرط في هذا المشروع الغربي الذي يسعى لتدمير الامة ونشر الفتن والاحقاد بينهم واعتبروا من يحذرهم أنه يقول قوله بالنظر لمصلحته الضيقة ، ولكن يوما بعد آخر يتبين صدق مواقفهم وكلامهم وانهم ينظرون للاسلام والمسلمين بعين واحدة وبمنظور واحد .. لكن البعض لا يتعض إلا بعد أن تحرقه النار .




عبدالوهاب جابر جمال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق