الحوار طريق لهدف وليس هدفاً بحد ذاته وهو حاجة ملحة لكل بلد تعصف به الأزمات والمشاكل ، وقيمة أي الحوار تكمن في نجاحه و في تحقيق الهدف منه وليس مجرد الجلوس على طاولته المستديرة تجمع الأطراف فحسب .
ولو أراد طرفي الحوار الوصول الى هذا الهدف لا بد من تحقيق شروط الحوار الناجح التي من الممكن إختصارها بالتالي :
- أن لا يكون الحوار لمجرد الحوار .
- أن لا يكون الحوار من أجل شراء الوقت او تمييع المطالب المحقة وإمتصاص مشاعر الغضب لدى الشعب .
- أن يكون للحوار مقدمات واضحة تفتح الجو الهادئ والصحي لتحقيق ما يرجى منه .
- أن تكون مبادئ هذا الحوار معلنه ومتوافق عليها من قبل كافة أبناء الشعب مع طرح الضمانات اللازمة لتحقيقها.
- الخروج من لغة الغالب والمغلوب وأن يتم وضع مصلحة البلد فوق أي إعتبار آخر .
- أن يضع الحوار حلولاً واقعية وجذرية للمشاكل والملفات العالقة ويكون هناك رغبة حقيقية لتحقيقها .
ولا بد من عكس هذا الأمر على الحوار الوطني الذي دعى له صاحب السمو والذي يعتبر فرصة لمرحلة جديدة و مهمة إنتظرناها ودعونا لها منذ سنوات وطريق لتتجاوز الكويت من خلاله مشاكلها و كافة الملفات العالقة فيها .
ولإنجاحه لابد من إشراك كافة أطياف الشعب بمختلف توجهاته السياسية والفكرية من دون أي إستثناء ليشمل الحوار كافة الملفات والقضايا العالقة دون تمييز أو تفرقة لتحقيق العدالة والمساواة المنشودة .
وليتكلل هذا الحوار بمصالحة وطنية شاملة تعيد الى أرض الوطن كافة المهجرين و الإفراج عن كل المدانين بقضايا قسمت الشارع و كانت محلاً للشد والجذب والطعن منذ سنوات وعلى رأسها :
- قضايا الرأي
- قضية المجلس
- قضية العبدلي
وان لم يتم ذلك فلم يتحقق ما يصبوا اليه الشعب ولن يرضيه ، و سيتم فهمه بشكل خاطئ وسينتج عنه سلبيات خطيرة خاصة اذا ما إتضح منه تمييزاً لفئة دون أخرى وإشعار أحد المكونات بأنه ليس من أولويات هذا الحوار ، وإن أهل الحوار لا ينظرون اليهم كأنهم مواطنون(كاملي الدسم) .
وقبل الشروع بالحوار لا بد من :
- خلق الثقة بين كل الأطراف (الطرفين المتحاورين فيما بينهم وبين بعض من ناحية ، وبين الشعب و من يجلس على طاولة الحوار من ناحية أخرى) .
- إبراز الرغبة الحقيقية لإنقاذ البلد والخروج مما هو عليه والإهتمام بكافة مكوناته وتحقيق الإستقرار السياسي .
- التخلي عن لغة التكبر من جميع الأطراف و الخروج من سياسة (الغالب والمغلوب) .
عبدالوهاب جابر جمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق