الثلاثاء، 17 يوليو 2018

لماذا تنشأ المعارضة ؟!


لماذا تنشأ المعارضة ؟!

جرت العادة الفطرية الإنسانية عند طرح أي فكرة و موقف أن تتخذ إحدى هذه المواقف ، إما مؤيد للفكرة أو معارض لها وقلة تجدهم صامتون لا يعلنون موقفهم ، وكل فريق يقوم بطرح ما عنده بكل وسيلة يمتلكها لتبيان صحة موقفه ، ولو عكسنا هذا الأمر على اللعبة السياسية فسنجد أن الشعوب في أي قضية  تقف في نفس هذه المواقف ، فلو عرضت عليه أي حكومة أو دولة أمر ما أو قانون معين تجد أن الشعب قد إنقسم ما بين مؤيد أو معارض أو ممتنع ، وهوأمر صحي كما بينا بل ومطلوب لتطور البلد .
وإن فصلنا بشكل أكبر فالمعارضة السياسية لها أشكال مختلفة ومتفاوته (من حيث الإسلوب) و منها :
-         المعارضة (السلمية) المنسجمة مع القوانين العامة والدستور والمتمسكة به :
وهي المعارضة الإصلاحية  المنضبطة والتي تسعى لتطوير وتنمية البلد وتعمل لإصلاح الإعوجاج الحاصل به ويكون الإصلاح هو محور عملها ، وعادة ما تكون هذه المعارضة معارضة لمواضيع كالفساد و معارضة بعض القوانين ، وصفتها  العدالة والإنصاف ( تحدد موقفها مع كل قضية بشكل مستقل فلا تكون معارضة على طول الخط) وهي المعارضة المطلوبة .
-         المعارضة (الهدامة) والغير منسجمة لا مع قانون ولا دستور:
وهي المعارضة  الغير إصلاحية  والغير منضبطة والساعية لهدم أركان البلد شيئا فشيء مهما تغلفت بشعارات جميله ورنانة ، وعادة ما ينشط مثل هذا النوع من من المعارضة لدى من يعمل وفق أجندات خاصة لإسقاط الأنظمة وتشكيل أنظمة بديله وتكون معارضة  لكل شئ حكومي وبمصطلح آخر هي (معارضة من أجل المعارضة) .

وبعد هذه المقدمة وتبيات معنى المعارضة السياسية  السلمية لابد لي من طرح سؤالين :

السؤال الأول : ماذا تريد الشعوب من الحكومات ولماذا تتجه نحو تأسيس المعارضة السلمية ؟
تتمحور الإجابة على هذا السؤال بأربعة نقاط أوجزها بالتالي :
1-    تريدها  وكيلا أمينا عادلا على ثروة البلد والمال العام .
2-    تريدها راعية لمصالح الفرد الدينية والدنيوية والإنسانية .
3-    تريدها متوافقة مع الدستور ليكون هو الحكم في أي خلاف بينهم .
4-    تريدها مؤمنة بدولة المؤسسات ومتمسكة بمبدأ فصل السلطات .

فلو حققت أي حكومة هذه البنود و المطالب فستكون في مأمن من أي صوت معارض لها ،  لأنها حققت لشعبها ما يلزم وستضمن أصوات أغلبية الشعب بجنبها ، أما إذا تجاهلتها فإنها تقوم بدفع المواطنين بشكل واضح لمعارضتها ، ولا بد من القول إن هذه المطالب ليست بمستحيلة أو أحلام وردية لكنها تحتاج لإرادة حقيقة وعزم لتحقيقها .


السؤال الثاني : ماهي أهداف المعارضة (السلمية) الحقيقية  التي عادة ما تنشأ في أي بلد سعيا للإصلاح والتطوير ؟
الإجابة على هذا السؤال يتكون من ستة  نقاط ، أوجزها بالتالي :
1-    المحافظة على المكتسبات الشعبية العامة كالحرية والمساواة والعدالة  .
2-    توسيع مساحة المشاركة الشعبية فهو (الشعب) مصدر السلطات .
3-    تطوير آلية إتخاذ القرار والإستماع لمختلف مكونات الشعب .
4-    خلق الوعي السياسي لدى المواطن  .
5-    تعزيز الوعي الدستوري والإهتمام به .
6-    إيصال العناصر الفاعلة الى المجالس الشعبية المختلفة .

ختاما :
يجب القول و التأكيد مرة أخرى إن المعارضة يفترض أن تكون حينما يكون هناك ما يعارض معارضه وطنية تسعى لإصلاح أي فساد و إعوجاج ورفع أي ظلم قائم وفق القوانين و الأطر الدستورية  ، تنظر للوطن بكل مكوناته ولا تكون معارضة عنصرية أو طائفيه همها مصالحها الضيقة  ، فإن خرجت عن هذا الاطار فقد تصبح معارضة فاسدة مشاركة هي الاخرى بالفساد والإعوجاج ،  فالخطأ لا يعالج بخطأ .


عبدالوهاب جابر جمال


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق