الأحد، 11 يونيو 2017

أزمة قطر والموقف الكويتي

منذ أكثر من عشرة أيام تعيش الضفة العربية من الخليج أزمة حادة بين دولها بعد حرب إعلامية شرسة ومقاطعة "بل حصارفرضته ثلاث دول وهي السعودية والإمارات والبحرين على دولة قطر .


ويعتبر هذا الحصار هو الأخطر على دول الخليج لأنه بمثابة إعلان حرب بين دوله ، ولأننا لم نشهد مثل هذا الأمر من قبل ، ولأنه أيضاً يمس الشعوب بالدرجة الأولى خصوصاً الأسر المتداخله والمتصاهرة من هذه الدول .


فحسب تقرير منظمة العفو الدولية الذي اصدرته قبل يومين فإن أكثر من ١١ ألف مواطن خليجي قد تضرر "إنسانياً" من هذه القرارات والكثير من العوائل تم تشريدها ، والكثير من الأطفال والنساء تم حرمانهم من أولياء أمورهم وأزواجهم .


ومنذ بداية هذه الأزمة إشتعلت وسائل الإعلام التقليدية وخاصة قناتي "العربية والجزيرة" بالتجييش ضد الآخر من خلال بث خطاب الكراهية والهجوم على الطرف المضاد ، مما تسبب في إنتقال هذا التجييش الى عامة الشعب وبدأ هو الآخر بممارسة نفس الدور لأزمة ليس له قراراً بها سوى أنه يقع ضمن الحدود الجغرافية لهذه البلدان !.


وأصبحت اللغة السائدة في وسائل التواصل الإجتماعي هي لغة الكراهية ورفض الآخر ، وللأسف أصبحت شعوب تلك الدول كالحطب الذي يزيد النار إلتهاباً ، لمعركة فرضها "الكبار" ولن يتضرر منها سوى "الصغار" .


ومع كل هذا الواقع المرير الذي فرض على دول الخليج ، بادرت الكويت كعادتها للم الشمل والعمل على إنهاء الأزمة ورص الصفوف من جديد وما زال الجميع بإنتظار نتائج هذه التحركات لمعرفة الى أين ستسير هذه الأزمة .


ورغم الدور الحيادي والإصلاحي الذي تلعبه الكويت الى أن البعض يسعى بالضغط لجرها للدخول مرغمة كطرف في هذه الفتنة ولذلك هناك بعض النقاط التي من شأنها أن تحافظ على موقف الكويت وتبعدها عن هذه الفتنة ومنها :

١- التمسك بمواد الدستور والحياة الديمقراطية لأنها الضمانة لتجاوز اي فتنة .

٢- العمل على تماسك الجبهة الداخلية الشعبية والعمل على تجاوز الخلافات والمناوشات الجانبية بين مكونات الشعب .

٣- الحفاظ على إستقلالية القرار كما هو الآن وعدم الإنصياع لإملاءات الخارج أياً كان .

٤- الإستمرار بالوقوف على الحياد وعدم الإنجرار للإصطفاف مع أي طرف ضد الآخر في هذه الفتنة  ، لأن في مثل هذه الأمور (كلا الطرفين خاسر)

٥- الإستمرار في العمل على تقريب وجهات النظر والسعي للم الشمل وتشكيل لوبيات للضغط على الدول المتخاصمة .



ولا بد في الختام أن يتذكر الجميع ما ينقل عن الامام علي عليه السلامكن في الفتنة كإبن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب .

عبدالوهاب جابر جمال



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق