الجمعة، 22 مايو 2015

التكفير يضرب المصلين

مرة أخرى عاد الفكر التكفيري الاقصائي الدموي الى واجهة الاحداث في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية وعادت اداة القتل والارهاب لتطال المصلين الأبرياء في احد بيوت الله وباحد اشهر الله شعبان المعظم .

فاليوم ومع تجمع المصلين لأداء فريضة الجمعة في مسجد الامام علي عليه السلام في منطقة القديح بالقطيف وتزامناً مع فرحة المسلمين بذكرى ميلاد سيد الشهداء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام فجع المؤمنون و الاحرار في العالم بخبر تفجير (احد انذل خلق الله) لنفسه بحزام ناسف بين جموع المصلين لتختلط اصوات التكبير والتسبيح مع اصوات التفجير والصراخ .

جاء هذا الارهابي وبكل "ثقة" اغلق باب المسجد وفجر نفسه ! فسقط من سقط من شهداء وجرحى بمختلف الاعمار ، فضج العالم بالتصريح  والتسابق الى ابواق الاعلان لتسجيل موقف ! دون التطرق للسبب الحقيقي لهذا العمل الذي تكرر اكثر من مرة دون رد فعل واضح او موقف مسؤول .

وعلى الرغم من تكرار هذه الاعمال الجبانة (وحادثة شهداء الدالوة ليست عنا ببعيد ) لم نرى اي موقف واضح من المسؤولين لمواجهة السبب الحقيقي لهذا العمل الجبان ألا وهو الفكر التكفيري الاقصائي الذي يحمله هؤلاء الارهابين بل اصبحنا نرى ان هذا الفكر بدأ ينتشر اكثر من اي وقت مضى بين فئة الشباب بشكل ملحوظ و بدعم غير مسبوق من استخبارات دول كثيرة  .

وقد بدأ  هذا الفكر (ومنذ سنوات) بتطبيق أجنداته بشكل عملي بتفجير مسجد وحسينية هنا وشارع مكتض بالسكان  هناك  "تقرباً الى الله" حسب عقيدته المريضة ، لانه وجد الحاضنه المناسبة له من الأنظمه من خلال مناهج دراسية يتم حشو عقول الطلبة بمختلف المراحل الدراسية بها في بلداننا وللأسف ، بالاضافة الى الدور الكبير الذي يحمله رموز هذا التيار التكفيري بغسل ادمغة الشباب من خلال دورات ومحاضرات وقتوات تلفزيونية .

فالان وبعد هذا السيل من الدماء التي سالت على طريق الحق ، يجب على حكومات وانظمة المنطقة ان تعي مدى كبر هذا البلاء وان تبدأ بوضع خطة واضحة لمواجهة هذا الفكر المنحرف  من خلال مواجهة بؤر التكفير النائمة المنتشره في اوطاننا و من خلال تغيير والغاء المناهج التكفيرية التي يستغلها هذا التيار المنحرف ومحاسبة كل من يحمل هذا الفكر ، وفي المقابل يتم نشر الفكر الاسلامي الصحيح الذي يرفض مثل هذه الاعمال المشينه من خلال حملات اعلامية منظمة ، وترسيخ لمبدأ الوحدة الاسلامية والمواطنة الحقيقية .


رحم الله الشهداء السعداء الذين سقطوا في افضل بقاع الارض (بيوت الله ) ورزقهم السعادة الأبدية، ورزق الله الجرحى الشفاء العاجل 



عبدالوهاب جابر جمال
الجمعة 3 شعبان 1436
الموافق 22 مايو 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق